“أمي أريد شعرًا كشعر رابونزل، إنه طويل، أصفر، لامع وأيضًا له قوة سحرية”.
أعتقد أنها أمنية الكثير من الفتيات، ولكن قبل أن أخبركم بطريقة الحصول على شعر رابونزل دعونا نعود إلى ظاهرة مرتبطة بالشعر الطويل اللامع، دعونا نعود إلى متلازمة رابونزل.
هى متلازمة نفسية نادرة الحدوث ليس الشعر ببعيد عنها فهو ركن أساسي فيها، أصحاب هذه المتلازمة يأكلون شعر رأسهم وقد يمتد الأمر ليشمل شعر الجسد، أسبابه غير معروفة حتى الآن ولكن البعض يرجعها إلى أسباب نفسية أخرى كالقلق، الخوف،التوتر،الاكتئاب، أو كرد فعل للعوامل المُجهِدة.
إذاً أين تكمن المشكلة في أكل الشعر؟
إن الشعر من الألياف غير القابلة للهضم، فعندما يقوم المريض بنتف شعره وأكله سواء أطرافه أو كله، فإن ما بعض ما أكله ينزل في البراز، والجزء الآخر يبقى في الأمعاء، ومع مرور الأيام والاستمرار في أكل الشعر يزداد التراكم وتتحول أجزاء الشعر إلى كرة متسببةً في انسداد الأمعاء، ولذلك فإن أعراض متلازمة رابونزل تحتاج إلى فترة زمنية كبيرة للظهور وتتمثل تلك الأعراض في الشعور بآلام في المعدة واضطرابها، الغثيان والقيء وما يزيد الأمر سوءًا أن المصاب بهذه المتلازمة يشعر بالخجل والعار من فعلته ولذلك يستر الأمر عن الآخرين حتى عن أقرب الناس إليه كوالديه؛ اعتقادًا منه أنه الوحيد من يفعل ذلك، ولا يُكتَشَف الأمر إلا عن قبيل الصدفة أو عند تفاقم الأمر وظهور الأعراض.
إن علاج متلازمة رابونزل لم يجد طريقه إلى النور بعد ولكن هناك بعض الحلول التي قد تساعد على تفادي أكل الشعر، كالضغط على كرة مطاطية بشكل متتالي، الابتعاد عن الأسباب التي تدفع الشخص لأكل شعره مثل تغطية الشعر وقبضة اليد لتفادي الاقتراب من الشعر والانشغال بالعمل.
قد تبدو هذه الظاهرة ضربًا من ضروب الخيال، لكن في واقع الأمر سجلت حوالى١٠٠ حالة منذ أن تم تسجيل المرض في الأدبيات الطبية عام ١٩٦٨، كما أن هناك حالات لم تسجل منذ اكتشافه عام ١٧٧٩حتى اعتماد المرض في الأدبيات الطبية، وهناك حالات لقت حتفها بسبب ظاهرة رابونزل منها إحدى الفتيات ذات الستة عشر عامًا التي توفيت منذ شهور قليلة جراء أكلها لشعرها على مدى أعوام في المملكة المتحدة.
كتابة: نهاد عادل
مراجعة: عمر سند
تصميم: أمنية عبدالفتّاح
تحرير: يمنى جودي
