علم النفس

الاكتئاب: أعراضه وعلاجه

الاكتئاب مرض طبي شائع يؤثر سلبًا على شعور الإنسان وتصرفاته والطريقة التي يفكر بها، كما أنه يسبب الشعور بالحزن وعدم قدرة الشخص على العمل وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي يتمتع بها، ويسبب أيضًا مشاكل عاطفية وجسدية. وتختلف أعراض الاكتئاب من خفيفة إلى حادة، ومن الشعور بالحزن إلى فقدان المتعة والاهتمام بالأشياء إلى التغير في الشهية وفقدان الوزن إلى مشكلة في النوم أو النوم أكثر من اللازم والإحساس بالتعب طوال الوقت وفقدان الطاقة، وأيضًا يشعر الشخص بالذنب ويحدث صعوبة في التفكير والتركيز واتخاذ القرارات ويفكر في الموت أو الانتحار. ويجب أن تستمر الأعراض أسبوعين على الأقل لتشخيص الاكتئاب، ومن جهة أخرى يمكن أن يحدث مشاكل طبية كمشاكل الغدة الدرقية، أو ورم في الدماغ أو نقص الفيتامين، والنساء أكثر عرضة للسرطان حيث تظهر بعض الدراسات أن ثلث النساء سيعانون من نوبة اكتئابية في حياتهن.

 

كل شخص منا يمر بتجارب صعبة في حياته كوفاة حبيب أو فقدان وظيفة، ويشعر الشخص بحزن ويصف نفسه بأنه “مكتئب”. ولكن الاكتئاب يختلف عن الحزن، فكونك حزينًا لا يعني أنك مكتئب، فالحزن شيء طبيعي حيث يمر الإنسان بمشاعر مؤلمة تختفي بعد فترة وجيزة، أما الاكتئاب فينطوي فيه الشخص على حزنه ويستمر لأكثر من أسبوعين بالإضافة إلى تكوُّن مشاعر بعدم القيمة واللامبالاة. ويؤثر الاكتئاب على أي شخص حتى لو كان يبدو أنه يعيش في ظروف جيدة!

 

هناك عوامل تلعب دورًا في الاكتئاب، وقد تساهم الاختلافات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ في ظهور أعراض الاكتئاب. وليس من الغريب أن المرض ينتقل وراثيًا حيث أن التوائم المتطابقة تزداد فرصهم في الإصابة بالاكتئاب، كما أن الأشخاص الذين يقللون من تقدير أنفسهم، والذين يشعرون بالضغط النفسي، والمتشائمين دائمًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى أن التعرض المستمر للعنف أو الإهمال أو الإساءة تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للاكتئاب.

 

الاكتئاب هو من أكثر الأمراض العقلية قابلية للعلاج؛ حيث يستجيب ما بين 80٪ و90٪ من الأشخاص المصابين بالاكتئاب بشكل جيد للعلاج. وقبل العلاج يجب إجراء تقييم تشخيصي شامل ومقابلة، وأيضًا يجب إجراء فحص جسدي. ففي بعض الحالات، يجب إجراء اختبار الدم للتأكد من أن الاكتئاب لا يرجع إلى مشكلة طبية مثل مشكلة الغدة الدرقية. ويوجد الآن مضادات اكتئاب للمساعدة في تعديل كيمياء الدماغ حيث تم إثبات أن كيمياء الدماغ تساهم في اكتئاب الشخص، وقد يتحسن الفرد خلال الأسبوع الأول أو الأسبوعين من الاستخدام، وإذا لم يتحسن فيستشير الطبيب النفسي حيث يوجد في بعض الحالات أدوية نفسية مفيدة أخرى.

 

أما بالنسبة للعلاج النفسي فمن الممكن للشخص أن يعالج نفسه، ووُجد أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعالٌ في علاج الاكتئاب، وهو شكل من أشكال العلاج يركز على الحاضر وحل المشكلات، ويساعد الشخص على تغيير سلوكياته وطريقة تفكيره. وقد وجد أن العلاج الجماعي يساعد على التحسن بشكل أفضل وأسرع، ويمكن أن يستغرق العلاج أسابيع أو مدة أطول بكثير، وهذا يعتمد على شدة الاكتئاب.

 

ويوجد علاج آخر وهو العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) وهو علاج طبي يستخدمه المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد أو الاضطراب ثنائي القطب الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى، ويكون المريض تحت تأثير التخدير، ووجد أنه يؤدي إلى تحسينات كبيرة. وهناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يفعلها الشخص للحد من أعراض الاكتئاب كمحاولة خلق شعور إيجابي وتحسين المزاج والنوم بشكل منتظم، وتناول نظام غذائي صحي وتجنب الكحولات. ففي النهاية الاكتئاب مرض، وإن لم يتم علاجه سيتفاقم إلى مشاكل نفسية وجسدية كبيرة تصل إلى الانتحار!

المصدر

 

كتابة: محمد أحمد

مراجعة: عبدالله طاهر

تصميم: نهى عبدالمحسن

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى