الأحياء

إعادة الماموث للحياة!

هل يُمكننا إحياء الحيوانات المُنقرضة؟
لا يُمكن الجزم بإجابة هذا السؤال بنعم، ولأنَّ العلم يتحدى المُستحيل، فإنَّ الباحثين يجتهدون لإعادة هذه الحيوانات المُنقرضة إلى الأرض تحت مُسمَّى معروف، ألا وهو الاستنساخ.

وبالفعل تمكن الباحثون من إيقاظ بعض من خلايا حيوان الماموث، والتي يبلغ عمرها 28000 عام من خلال تجربة جديدة لفترة قصيرة، حيث قام الباحثون باستخراج خلايا من اليوكا “Yuka” لمومياء لماموث غامض يُسمَّى “Mammuthus primigenius”، وقد تمَّ الكشف عن بقايا هذه المومياء في التربة الصقيعية بسيبيريا في عام 2011، وقاموا باستخراج النواة الأقل تضررًا من كل خلية، وذلك لأنَّ النواة تحتوي على المادة الوراثية، ثمَّ قاموا بزراعة هذه النوى في بويضات الفأر.

في بداية التجربة، تمَّ تنشيط كروموسومات الماموث، إذ أنَّ العديد من التفاعلات البيولوجية التي تحدث قبل انقسام الخلايا قد حدثت بالفعل داخل خلية الفأر. وقال الباحثون أنَّه سُرعان ما توقفت هذه التفاعلات، لأنَّ الحمض النووي الضخم قد أُصيب بأضرار بعد أنْ أمضى 28000 سنة مدفونًا في التربة الصقيعية.

ولكن لماذا وضع الباحثون الحمض النووي للماموث في بويضات الفأر؟
إنَّ ذلك يرجع لقدرة البويضات على تكرار الحمض النووي وتقسيمه إلى خلايا أكثر.

مع ذلك، فإنَّ البويضات لا يُمكنها فعل الكثير، فبالرغم من أنَّ البويضات تحتوي على كل الأنظمة الخلوية الحية التي قد تُساهم في تصحيح الخطأ وإصلاح الضرر الذي حدث داخل النواة، لكن عندما تتعرض النوى لأضرار بالغة، عندئذٍ لا يُمكن إعادة تكوين ما تحتاجه الخلية للعودة للحياة، مثل ما حدث في هذه الحالة، حيث أنَّه في البداية حاولت الآلية الخلوية إصلاح الحمض النووي التالف داخل الكروموسومات وتجميع الأجزاء المكسورة، إلا أنَّ الأمر قد فشل.

ولم تدخل أي خلية هجينة من ماموث الفأر في الانقسام الخلوي، وهي خطوة ضرورية لتكوين الجنين، وربما في يوم ما ينجح استنساخ الماموث.
لكن الباحثين قد صرحوا بأنَّ نتائج التجربة تُظهر بوضوح استحالة استنساخ الماموث بتقنية النقل النووي nuclear-transfer” NT”، وأنَّ هذه التقنية لن تنجح مُطلقًا في استنساخ الماموث، وذلك لأنَّ الخلايا الباقية تالفة للغاية.

فبمُجرد وفاة الماموث، يبدأ الحمض النووي في التكسُر، وذلك بسبب أنَّ البكتيريا الموجودة بأمعاء الماموث والبيئة المُحيطة به تبدأ بالتغذي على خلايا الماموث الميتة، كما أنَّ الأشعة فوق البنفسجية (UV) الصادرة عن الشمس تقوم بتكسير المادة الوراثية، وتكون نتيجة ذلك أنَّ الحمض النووي DNA الموجود في النواة، والذي نجا حتى اليوم قد لا يتجاوز طوله سوى مئات القواعد، وذلك بعكس ملايين القواعد الموجودة في DNA الأفيال الحديثة.

وتُحاول مجموعات بحثية أخرى إحياء الماموث باستخدام تقنية مُختلفة، فهناك مَن يستخدم تقنية كريسبر، وهي أداة يُمكنها تعديل قواعد أو حروف الحمض النووي، لإدخال جينات الماموث في الحمض النووي للفيلة الآسيوية، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحيوانات المُنقرضة، فهم لا يُحاولون إحياء جينوم ضخم، بل يُحاولون إنشاء واحدًا عن طريق التغيير الوراثي لجينوم الفيل. وبهذه الطريقة، يُمكن أنَّ يكون لديّهم خلية حية كمُنتج نهائي.

لكن استعادة الثدييات في العصر الجليدي أمر مُثير للجدل، ويُعارض العديد من دُعاة الحِفاظ على البيئة بأنَّه ينبغي إنفاق الموارد على الحيوانات المُهددة بالانقراض حاليًا بدلًا من الحيوانات المُنقرضة التي ماتت منذ زمن بعيد.

المصدر

كتابة: ألاء عمارة

مراجعة: ميار محسن

تحرير: أسماء مالك

تصميم: أمنية عبد الفتاح

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى