الأحياء

هل المرجان حيوان أم نبات؟

تتواجد الشِعاب المرجانية في البحار وعلى السواحل، بألوان مُتميزة ومُبهجة، وكأنها لوحة مُلوّنة بشكل مُبهر.

ولعلك عندما تنظر إلى المرجان، قد يأتي في ذهنك أنه نبات أو صخر، فهل هذه المعلومة صحيحة؟
إذا أردتَ معرفة حقيقة المرجان؛ تعالَ لنقرأ هذا المقال.

ما المرجان؟
مجموعة مُتنوعة من الكائنات البحرية، تتميز بهياكل عظمية خارجية أو داخلية، ذات قوام حجري أو قرني أو جلدي.

أمّا الشعاب المرجانية:
فيُطلق مُصطلح مرجان أيضًا على الشعاب المرجانية الشبيهة بالحجارة.

أنواع المرجان:
عندما تُذكر كلمة مرجان أو شِعاب مرجانية، يأتي إلى ذهنك المرجان الصخري المُتكلّس.
وهذه الهياكل العظمية ما هي إلا نوع واحد، فمثلًا:
المرجان الصلب:
جزء أساسي من بناء الشِعاب المرجانية، إذ يبدأ التصاق المرجان بقاع البحر، ثم يبدأ في التبرعُم، والانقسام إلى آلاف من الكائنات المُستنسخة، وترتبط تلك السلاسل مع بعضها لتكوين مُستعمرة واحدة، ومع مرور السنين تنضم المُستعمرات مع بعضها، وتُفرز سلاسل المرجان هياكل عظمية من كربونات الكالسيوم، والتي تتحول في النهاية إلى صخور.
ويعيش داخل أنسجة المرجان، نوع من الطحالب يُسمَّى (zooxanthellae)، والتي تُعطي الشِعاب المرجانية لونًا يعتمد على المنطقة الموجود فيها.
ويعتمد شكل ومظهر المرجان على نوعه، موقعه، عمقه، وحركة المياه، إلى آخره.

المرجان الليّن:
يشبه هذا النوع الأشجار والنباتات، إذ أنها ناعمة وقابلة للانثناء، بسبب عدم وجود هياكل عظمية حجرية مثل النوع السابق.
وللحماية والدعم، فإنها تنمو من نوى تشبه في تكوينها الخشب، وبذلك تُحقق الاستقرار.
وتتكون هذه النوى من بروتين (gorgonian)، وأنواع أخرى كالتي تُوجد في قرون وأظافر الحيوانات.
كما أنها لا تُنتج كربونات الكالسيوم، ولكنها تُنتج هيكل عظمي شوكي، لكن من ناحية أخرى ليس لها هيكل عظمي صلب.
وعلى عكس المرجان الصلب، لا تُوجد علاقة تكافُلية بينه وبين الطحالب السابق ذكرها.

مرجان أعماق البحار:
تعيش في أعماق البحر في عمق يصل إلى 6000 متر تحت سطح المحيط، وهي من أقدم الكائنات البحرية المُسجّلة، إذ تعيش في ماء بارد جليدي، مع القليل من ضوء الشمس أو حتى بدونه، وعُثِر عليها فى درجة مئوية قدرها (-1).
ونظرًا لأنها لا تطلب ضوء الشمس، فإنها قادرة على النمو في أماكن واسعة من المياه حول العالم.
وتحصل على غذائها عن طريق مُحاصرة الكائنات الدقيقة في التيارات العابرة.

أنواع تكوينات الشِعاب المرجانية:
يُقسّم العلماء الشِعاب المرجانية إلى 4 أنواع رئيسة:

الشِعاب المُهدّبة:
أكثر أنواع الشِعاب المُنتشرة، وتنمو حول الجزر والقارات، بالقُرب من الساحل، وتُفصل عن الشاطئ بواسطة بُحيرات ضحلة.

الشِعاب الحاجزة:
يُوازي هذا النوع من الشِعاب الخط الساحلي، ولكن يفصله بُحيرات أعمق وأوسع.
تُشكل حاجزًا أمام الملاحة، إذ تصل إلى سطح الماء.
ومن أمثلتها: الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، فهو الحاجز الأكبر والأكثر شهرة.

الشِعاب المرجانية الحَلقية:
عبارة عن حلقات من الشِعاب المرجانية، تُشكّل بُحيرات مَحمية، وتقع في وسط البحر.
وتتكون عند غرق الجزر المُحاطة بالشِعاب في وسط البحر، والتي أيضًا تُكوّن قِمم بركانيّة تحت الماء.
تستمر الشِعاب المرجانية في النمو، مُشكّلة دوائر بداخلها بُحيرات.

الشِعاب المرجانية البقعية:
تكون صغيرة، ومعزولة من قاع مفتوح إلى منصة جزيرة.
تنمو عادًة بين الحاجز المرجاني، والشِعاب المُهدبة، وتتفاوت أحجامها بشكل كبير، لكنها نادرًا ما تصل إلى سطح الماء.

تركيب المرجان:
يتكون المرجان من سليلة أو جسم أسطواني مُجوّف، مُتصّل في نهايته السُفلية بالسطح.
والسليلة هي كائنات ذات أجسام دقيقة وناعمة، يُوجد بقاعدتها هيكل عظمي صلب، وواقي من الحجر الجيري ويُسمَّى كاليكل (a calicle).
وتتكوّن الشِعاب عندما تلتصق السليلة بصخرة في قاع البحر، وتتبرعم لتكوين مُستعمرة، ثم تتشابك المُستعمرات مع بعضها.
وفي النهاية الحرّة، يُوجد فم مُحاط بالمَجسّات التي تجمع الطعام، وهي قابلة للتمدد ومُسلَّحة بهياكل لاذعة مُتخصصة تُسمّى مخالب ريشية، والتي تشل فرائسها وعددها 8 مخالب، و8 حواجز بالتجويف الوعائي البطني، وتُوجد أهداب على ستة حواجز، أما الأهداب الموجودة على الحاجزين الآخرين فتطرد الماء.
أمّا الشِعاب المرجانية اللينة، فتحتوي على هياكل داخلية، تتكون من شُويكات كلسية تشبه الإبر، وأحيانًا الصفائح حسب النوع.

طريقة تكاثُر المرجان:
يمتلك المرجان استراتيجية مُتعددة للإنجاب، فيُمكن أن تكون ذكورًا أو إناثًا أو كليهما، وتتكاثر جنسيًّا ولاجنسيًّا.

التكاثُر الجنسي:
يهدف إلى زيادة حجم المُستعمرة، ويُمكن أن يحدث هذا من خلال التبرعُم أو التفتت، ويحدث عندما تصل السليلة إلى حجم مُعيّن، مما ينتُج عنه مُستعمرة جديدة مُتطابقة وراثيًّا، طوال حياة الشِعاب المرجانية.
وفي بعض الأحيان، ينفصل جزء من المُستعمرة ويُشكّل مُستعمرة جديدة، وهذا ما يُسمَّى التكاثُر بالتجزئة.

التكاثُر الجنسي:
يزيد من التنوع الجيني، ويبدأ مُستعمرات جديدة بعيدًا عن الأبوين، فتتكوّن يرقة حُرة السباحة، وتُخصَّب البُويضات بواسطة الحيوانات المنوية التي من مُستعمرة أخرى.
ويُوجد نوعان من التكاثُر الجنسي: أحدهما داخلي والآخر خارجي، وذلك اعتمادًا على نوع الإخصاب.
تستقر السلائل الجديدة في غضون ساعات قليلة على ركائز مُناسبة، وتُكوّن مُستعمرات جديدة خلال بضعة أيام أو أسابيع.
الشِعاب المرجانية كائنات لاطئة، أي أنها ترتكز على قاع المحيط، وتترسّخ مثل الجذور كمُعظم النباتات.

ألوان الشِعاب المرجانية:
في الواقع هي كائنات شفافة، ولكن تحصل على ألوانها من علاقة التكافُل مع بلايين الطحالب المُلونة (zooxanthellae).
أما في حالة تعرُّضها للضغط، مثل تغيُّر درجة الحرارة والتلوث، فإن الشِعاب المرجانية تطرد حدودها مما يتسبب في تبييضها.

هل المرجان نبات أم حيوان؟
بالطبع حيوان، إذ أنه لا يستطيع أن يصنع غذائه بنفسه كما تفعل النباتات، ويمتلك أذرُعًا صغيرة تشبه اللوامس، والتي يستخدمها لالتقاط طعامه من الماء.
تحظى الشِعاب المرجانية (خاصة تلك التي تعيش في المياه الضحلة) بقيمتها وشعبيتها الكبيرة، لاستخدامها كديكور للمنازل والمجوهرات وتِذكارات.
وبسبب استهلاكها لهذا الغرض، بدأ التراجُع الملحوظ في أعدادها، لذلك يجب الأخذ في الاعتبار المُحافظة على هذه الكائنات البحرية من الانقراض.

المصادر 1 2 3 4

كتابة: ندى عبد الرحيم

مراجعة: محمود علام

تدقيق لغوي: أسماء مالك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى