التكنولوجيا

تطبيقٌ ذكي وجديد لمعرفة ما إذا كانت الأجزاء في سيارتك بحاجة للاستبدال

يقوم تطبيق جديد على هاتفك الذكي بتحليل أصوات السيارة والاهتزازات بها، مما يتيح لك معرفة ما إذا كانت الإطارات بحاجة إلى هواء، أن تكون شمعات الإشعال سيئة أو أنك تحتاج إلى استبدال فلتر الهواء. تخيّل نفسك في تاكسي، وتُلقي نظرة على هاتفك الذكي، ثم تُخبر السائق أن الإطار الأمامي الأيسر للسيارة يحتاج إلى الهواء، وأن فلتر الهواء الخاص به يجب استبداله في الأسبوع المقبل، وأن محركه يحتاج إلى حاجز إشعال جديد!

 

في غضون العام أو العامين القادمين، قد يتمكن الناس من الحصول على هذا النوع من المعلومات حول السيارة في دقائق معدودة، سواء في سياراتهم الخاصة أو في أي سيارة يستقلونها، لن يحتاجوا إلى معرفة أي شيء عن تاريخ السيارة. بل ستشتق المعلومات من تحليل أصوات السيارة والاهتزازات، وفقًا لمقياس صوت الهاتف والمستشعرات الموجودة به.

 

تم عرض تلك الفكرة في عدد من الأوراق البحثية الصادرة من معهد ماساتْشوسِتْس للتكنولوجيا MIT، كان آخرها قد نُشر في نوفمبر في مجلة “Engineering Applications of Artificial Intelligence”، المؤلفون المشاركون في البحث الجديد يشملون عالم الأبحاث “جوشوا سيجل”، “د.سانجاي سارما”، “زهور فريد فورت”، “دانيال فورت فلاورز” للهندسة الميكانيكية، نائب رئيس التعليم المفتوح في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا واثنين آخرين.

 

قال “سيجل”: “إن تطبيق الهاتف الذكي الذي يجمع بين أنظمة الفحص المختلفة التي طوَّرها الفريق يُمكن أن يوفر ما متوسطه 125 دولار للسائق سنويًا، ويٌقلل معدل استهلاك الوقود بمقدار بضع نقاطٍ مئوية. وبالنسبة للشاحنات، يمكن أن تصل المدخرات إلى 600 دولارٍ في السنة، دون احتساب فوائد تجنب الأعطال. يشرح “سيجل”: “حساسية مستعرات الهواتف الذكية أصبحت عاليةً جدًا، يُمكنك القيام بعملٍ جيد للكشف عن إشارات الأعطال، دون الحاجة إلى أي اتصالٍ مباشر بالسيارة. وعلى الرغم من ذلك، فبالنسبة لبعض الفحوصات يكون تثبيت الهاتف على حامل في لوحة القيادة من شأنه تحسين مستوى دقة الفحص بالفعل”، كما يقول: “تتجاوز دقة الفحص عن طريق الهاتف نسبة الـ 90 في المائة، ولم تكشف اختبارات الكشف عن الأخطاء عن وجود أية نتائج خاطئة، حيث تم تحديد المشكلة بشكلٍ صحيح”.

 

الفكرة الأساسية هي توفير المعلومات التشخيصية التي يُمكنها تحذير السائق من المشاكل الحالية أو تنبيهه بالصيانة الروتينية اللازمة، قبل أن تؤدي هذه المشاكل إلى حدوث أعطال أو انفجار. وعلى سبيل المثال يُمكن لأصوات المحرك أن تكشف انسداد فلتر الهواء ومتى يجب تغييره. وعلى عكس العديد من مهام الصيانة الروتينية، فإنه من السيِّئ للغاية تغيير فلاتر الهواء في وقتٍ قريب؛ حيث يُمكنها أن تنتظر طويلًا، كما يقول “سيجل”: “ذلك لأن فلاترَ الهواء الجديدة تسمح لمزيدٍ من جسيمات الغبار بالمرور، حتى تتراكمَ في النهاية بحيث تجعل أحجام المسام أصغر وتصل إلى المستوى الأمثل للترشيح. ومع تقدمهم في العمر، فإنهم يعملون بشكلٍ أفضلٍ”.

 

مع استمرار التراكم، تصبح المسام في نهاية المطاف صغيرةً للغاية بحيث تقيد تدفق الهواء إلى المحرك، مما يقللُ من أدائِها؛ حيث أن معرفة الوقت المناسب لاستبدال المرشح يُمكن أن يحدث تحسنًا ملحوظًا في أداء المحرك مع تقليل التكاليف. ولكن كيف يمكن للهاتف أن يخبر بحدوث انسدادٍ لفلتر الهواء؟ يقول “سيجل”: “إننا نستمع إلى تنفس السيارة وعندما تبدأ في الانسداد، فإنها تُصدر صوتَ صفيرٍ مع سحب الهواء، لا يُمكنك تمييزه عن ضوضاء المحرك الأخرى، ولكن يمكن لهاتفك فعل ذلك”.

 

تتطلب بعض التشخيصات عملية معقدة الخطوات، فمثلًا لمعرفة ما إذا كانت إطارات السيارة أصبحت ناعمة تسبب انزلاق السيارة، وستحتاج إلى استبدالها قريبًا، أو أنها عرضة لتسرب الهواء وقد تتعرض لخطرِ الانفجار، يستخدم الباحثون مزيجًا من البيانات ثم تحليلها:

أولاً:- يُستخدم نظام “GPS” المدمج في الهاتف لمراقبةِ سرعة السيارة الفعلية، بعد ذلك يُمكن استخدام بيانات الاهتزاز لتحديد سرعة دوران العجلات، وهذا بدوره يُمكن استخدامه لاشتقاق قطر العجلة، الذي يمكن مقارنته بالقطر المتوقع إذا كان الإطار جديدًا أو معبأً بشكلٍ صحيحٍ. ويتم الحصول العديد من الفحوصات باستخدام عمليات التعلم الآلي لمقارنة العديد من تسجيلات الصوت والاهتزاز من السيارات جيدة التوصيل مع السيارات المماثلة التي لها مشكلة معينة، يُمكن أن تُزودنا أنظمة الذكاء الاصطناعي بالاختلالات الدقيقة جدًا.

فإن الخوارزميات المصممة للكشف عن مشاكل توازن العجلات حققت عملًا أفضل في اكتشاف الاختلالات من السائقين الخبراء من شركة سيارات كبرى، وكما يقول سيجل: “يتم حاليًا تطوير تطبيق للهواتف الذكية يتضمن جميع هذه المستشعرات، ويجب أن يكون جاهزًا للاختبار الفعلي في غضون ستة أشهر، ويجب أن تتوفر نسخة للبيع في غضون عامٍ تقريبًا بعد ذلك، كما سيتم تسويق التطبيق من خلال شركة ناشئة تسمى “Data Driven”.

المصدر

 

كتابة: هند أحمد

مراجعة: هدير رمضان

تصميم: نهى عبدالمحسن

تحرير: يمنى جودي

اظهر المزيد

يمنى جودي

عضو بفريق التدريب والتطوير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى