الكيمياء

“لغة إلكترونية مشتركة للرنين المغناطيسي”

دائمًا ما تكون المعايير المستخدمة لإعادة نسخ البيانات خاصة بكل مختبر أو منشور، مما يجعل من الصعب تصدير المعلومات إلكترونيًا ومن ثَمّ استخدامها من قبل المجتمع العلمي في الخارج.

لذلك قام فريق دولي يرأسه كيميائيون من جامعة جنيف Geneva بسويسرا بتطوير لغة إلكترونية مشتركة جديدة فهو يترجم بيانات كل جزيء بالطريقة نفسها تمامًا ويجعل من السهل تصديرها من نظام معلومات واحد إلى آخر. وهذا يعني أن الكيميائيين في كل مكان يمكنهم الوصول إلى البيانات بسهولة، وهو أمر قابل لإعادة الاستخدام بشكل مباشر مما يؤدي إلى توفير كبير للوقت في الأبحاث المستقبلية. وتمهد هذه الدراسة التي نشرت في مجلة (Wiley)، الطريق لإنشاء قاعدة بيانات دولية مفتوحة المصدر وأدوات محددة، بما في ذلك تحليل الذكاء الاصطناعي.

يخلق علماء الكيمياء العضوية جزيئات جديدة مبنية على ذرات الكربون، صغيرة جدًا، ومع ذلك مستحيل أن نرى كيف تخلق. كل ذرة تصنع الجزيء تنبعث منها إشارة، وتترجم ترددها في شكل طيف يستطيع الكيميائيون فك شفرته. لتحديد هيكل الجزيء، يجب أن يكون قادرًا على قراءة أطياف الرنين المغناطيسي.

للكيميائيين مفردات معينة لوصف الأطياف وتفاصيل رنين الذرات. لكن الطريقة التي تترجم بها البيانات الخام إلى لغة مكتوبة تختلف باختلاف المختبر الفردي والبرمجيات المستخدمة والمنشور المحدد. باختصار، لا توجد قاعدة بيانات متاحة للهياكل الجزيئية المعينة أو أي تماثل في طريقة معالجة الأطياف والبيانات المنسوبة إليها. وهذا هو السبب في صعوبة إعادة استخدام البيانات الناتجة عن مختبرات أخرى. لذلك توصلنا إلى فكرة ابتكار لغة إلكترونية واحدة يمكن استخدامها للتحويل من نظام إلى آخر دون فقد الدقة، وبناء قاعدة بيانات دولية مفتوحة.

تعاون الكيميائيون في جامعة جنيف مع متخصصين في المجال وقدموا لغة إلكترونية جديدة يمكن أن تكون بمثابة معيار لمعالجة بيانات الجزيئات العضوية. يعمل التنسيق الجديد لدينا المسمي NMReDATA، وفقًا لنظام العلامات التي تَمّ تعيينها لكل عنصر من عناصر البيانات المُستخلصة من الأطياف بترتيب محدد والذي يمكن قراءته بسهولة بواسطة الكمبيوتر، كما قالت ماريون بوبيير Marion Pupier، كيميائية في قسم الكيمياء العضوية في UNIGE. سيتم وصف تردد كل ذرة في تسلسل يظهر التحول الكيميائي، وعدد الذرات، والاقتران، وارتباطات ما بين الذرتين وأخيرًا التعيينات.

حتى الآن، استخدم الجميع تسلسله الخاص لنقل نفس المعلومات، مما يجعل النقل الإلكتروني من جهاز كمبيوتر إلى آخر مستحيل ويجبر الباحثين على مراقبة وإعادة تنظيم المعلومات باستمرار. ولكن لن تكون هناك حاجة للقيام بذلك مع نظامنا، بفضل الطبيعة الموحدة للغة.

ترتبط فكرة اللغة الإلكترونية المشتركة ارتباطًا وثيقًا بالرغبة في إنشاء قواعد بيانات مفتوحة. هذا يُمكِّن الكيميائيين من العثور على التكوين الدقيق للجزيئات التي يدرسونها دون الحاجة إلى إعادة العمل الذي تم بالفعل في الماضي، كما قالت ماريون بوبيير Marion Pupier.

ستكون المعلومات مرئية ومتاحة في أي مكان وفي أي وقت، مما يوفر الكثير من الوقت والمال لأبحاث الكيمياء العضوية.

المصدر 

 

كتابة: آية محمد 

مراجعة: أحمد علاء

تصميم: عبدالرحمن سعد 

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى