الطب

لماذا النساء تشعر بالألم أكثر؟

هناك فجوة بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالألم، فبالنسبة للنساء الألم متكرر أكثر وأطول أجلًا من الرجال. وتشير التقديرات إلى أن 25.3 مليون من البالغين في الولايات المتحدة يعانون آلامًا حادة يومية وخاصةً النساء مقارنةً بالرجال.

 

ولكن لماذا النساء أكثر عرضة للألم ؟

النساء أكثر عرضةً للإصابة بأمراضٍ مُؤلمة، مثل: الألم العضلي الليفي، بطانة الرحم، التهاب المثانة والأعراض الفرجية. كما يعبرون عن شدة الألم أكثر من الرجال في ظروف معينة: مثل: السرطان. وتختلف استجابة المرأة أيضًا لأدوية الألم، فهي تحتاج إلى كميات أعلى من أدوية الألم مباشرةً بعد الجراحة، في حين يميل الرجال إلى استخدام المزيد من مسكنات الألم في وقتٍ لاحق من فترة الشفاء. وعلى العكس من ذلك، فإن بعض الأدوية (المنشطات الجزئية للأفيون، مثل: النالوبهين والبنتازسين) يُمكن أن توفر قدرًا أكبر من تخفيف الألم لدى النساء أكثر من الرجال، على الرغم من أن المواد الأفيونية مثل: المورفين والكودايين يُمكن أن تؤدي إلى المزيد من الغثيان والقيء لدى النساء أكثر من الرجال.

 

ولكن السؤال الأهم هو لماذا النساء أكثر معاناةً في الألم؟

جزءٌ منه يُمكن أن يكون التشريح، فلدى النساء مستقبلات عصبية أكثر من الرجال، لذلك قد يكونون محاطين بالألم أكثر، حتى الاختلاف البسيط مثل: سُمك بشرتك أو حجم جسمك يُمكن أن يؤثر على إدراك الألم. وتلعب الوراثة دورًا أيضًا، مما يؤثر على مدة بقاء الخلايا العصبية التي تنقل إشارات الألم إلى الدماغ وقوة استجابة الألم، فضلًا عن تحمل الألم وإدراك استجابته لمسكنات الألم.

 

ونعلم أيضًا أن الهرمونات التناسلية مثل: هرمون الأستروجين والبروجسترون لدى النساء، والتستوستيرون لدى الرجال، تلعب دورًا كبيرًا في اختلاف الاستجابة للألم. ويُساهم التباين المستمر في مستويات الهرمونات عند النساء من خلال البلوغ، الحيض، الحمل، قبل سن اليأس وما بعده في هذه الاختلافات بين الجنسين. على سبيل المثال، قبل البلوغ لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تطور الأوضاع المؤلمة بين الأولاد والبنات. وتكون الاختلافات واضحة بعد ذلك، حيث تزيد احتمالية إصابة النساء بأمراض مزمنة من مرتين إلى ست مرات، مثل: الصداع، متلازمة الأمعاء المتهيجة، الفيبروميالغيا. كما أن هناك أيضًا اختلافات في مستويات الألم والتردد بعد انقطاع الطمث.

 

تميل شدة الألم إلى الزيادة عندما تكون مستويات هرمون الأستروجين منخفضة ومستويات البروجسترون مرتفعة، كما هي خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية، ربما بسبب وجود مواد كيميائية طبيعية تحدث بشكلٍ طبيعي في الدماغ عندما تكون مستويات الأستروجين مرتفعة. يمكنك أن تتخيل هذه الفائدة في مستويات الأستروجين أثناء الحمل والولادة والتي تكون مرتفعة، ولها دور في تخفيف الألم الطبيعي. وفي الواقع في أثناء الحمل عندما تبقى المستويات مرتفعة وثابتة، تجد الدراسات أن العديد من حالات الألم تتحسن وأن حساسية الألم أقل. وأيضًا يُمكن أن تؤثر الهرمونات التناسلية على كفاءة عمل المواد الأفيونية ومسكنات الألم الأُخرى.

 

المصدر

 

كتابة: راندا

مراجعة: أية عكاشة

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى