الطبركن الأطفال

هل تؤثر بيئة الولادة على نمو الطفل ومناعته؟

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يُولدون في المنزل، قد يكون لديهم بكتيريا معوية تؤثر إيجابيًا على مناعة الطفل. عندما يُولد الطفل، يتم مهاجمته بسرعة من قبل الميكروبات، بما في ذلك مجموعات كبيرة من البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تستقر في الجسم. هذه الأجسام غير المرئية تُشكل بما يُعرف بـ (الميكروبيوم البشري)، وهي كائنات حية دقيقة، ويُعتقد أنها تلعب دورًا هامًا في الأمعاء خاصةً في الهضم وجهاز المناعة، وهناك مجموعة من الميكروبيوم البشري لم يُعرف بعد كيفية إنشائها وكيف تتغير بمرور الوقت.

 

قال بعض الباحثين أن البيئة النظيفة بشكلٍ مفرط التي يتعرض لها الطفل لحظة ولادته -كمستشفى معقّمة- يُمكن أن تؤثر سلبًا على نمو الطفل! ولكن ما زالت العلاقة بين بيئة الولادة وإنشاء الميكروبيوم غير واضحة. ولتوضيح هذا، أُجريت دراسةً جديدةً على 35 رضيعًا وأمهاتهم لمدة شهر بعد الولادة، وُلد منهم 14 رضيعًا في المنزل و21 طفلًا في المستشفى. وعلى مدار الشهر، جمع الباحثون عينات من الأمهات بشكلٍ دوري، بالإضافة إلى عينات أنبوبية من الأطفال أيضًا. وبالمقارنة مع الأطفال الذين يولدون في المنزل، تكشف النتائج أن الأطفال المولودين في المستشفيات لديهم تنوع أقل في بكتيريا الأمعاء.

 

إن سبب الاختلاف بين الرُضَّع الذين يولدون في المنزل والذين يولدون في المستشفيات غير معروف، لكن من المتوقع بأن ما يحدث في المستشفيات كالاستحمام المبكر للرضيع ووقايته من العوامل الخارجية منعت البكتيريا من الدخول إلى جسمه. وأن الأطفال المولودين في المستشفى يتعرضون لميكروباتٍ أقل، وبالتالي لديهم ميكروبات أقل تنوعًا في بداية حياتهم. وهناك دراسة تشير إلى أن تجديد بيئة المستشفى بحيث يشبه الظروف المنزلية قد يكون مفيدًا.

 

وعلى الرغم من اعتقاد أن نباتات الأمعاء المتنوعة هي الأكثر صحةً، إلا أن الباحثين قلقون حول تأثير الميكروبات على المناعة وأنها تُسبب المرض، وقد أظهرت الدراسات أنه إذا لم يتطور الميكروبيوم البشري بشكلٍ صحيح، فإنه يُمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري والربو وأمراض القناة الهضمية الالتهابية في حياته القادمة. وبعد كل هذا، هناك مزيد من الأبحاث التي تُجرى حول ما إذا كان التنوع الأقل للبكتيريا المتعايشة في الأمعاء يُؤثر على الرضيع، وأنه سيكون هناك مضاعفات صحية في حياته المستقبلية.

 

المصدر

 

كتابة: محمد أحمد

مراجعة: عبدالله طاهر

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى