التكنولوجيا

مدننا في مواجهة موجات الحر القاتلة

تُعتبر موجات الحر من بين أخطر الكوارث الطبيعية في العالم؛ حيث تزداد وفياتها عن البراكين والأعاصير والزلازل مجتمعة بالنسبة للولايات المتحدة! ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءًا حيث أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يزيد من وتيرتها وكثافتها.

إذن فما الذي يمكن فعله لمواجهة مثل هذه الموجات؟
الخبر السار هو أن موجات الحرارة والبرد على حدٍ سواء يمكن التنبؤ بها، وأثبتت أنظمة التنبؤ المبكر لدرجات الحرارة القصوى أنها تستطيع إنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم، هذا ما جاء في تقرير لمجلة Environmental Research Letters. وهذا الأمر يتيح الفرصة لإنشاء أنظمة الإنذار المبكر ومن ثم التهيؤ لتلك الموجات الحارة. وفي حالات موجات الحرارة الشديدة ينصح بتوفير مياه الشرب، وإنشاء ملاجئ للتبريد، والتحقق من المواطنين الضعفاء، وخاصةً كبار السن. وهناك برامج للمساعدة في مثل هذه الحالات.

تقول كوغلان دي بيريز، المؤلفة الرئيسية للتقرير ومديرة فريق العلوم المناخية في مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أنها متفائلة بشأن مقدار ما يمكن أن تقدمه هذه البرامج من مساعدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها ليست باهظة الثمن، وجزء كبير من عملها هو تمرير المياه والتواصل مع الناس للتعامل مع المشكلة على محمل الجد، والتي يمكن أن تعني في المقام الأول البقاء في الداخل والبقاء في حالة رطوبة.

لكن المشكلة الكبيرة تكمن في أن الكثيرين لا يهتمون بخطر ارتفاع درجات الحرارة، حيث تشمل المخاطر المباشرة والفورية حدوث تشنجات حرارية وسكتة دماغية، والتي يمكن أن تؤدي بسرعة إلى الموت إذا لم يحصل المُصاب على إسعافات طارئة! كما لاحظت الدراسة أن مُعدلات الوفيات في العديد من المدن تزيد بنسبة 5 في المائة في أيام الموجات الحارة، وأن الأطفال وكبار السن والنساء والحوامل هم الأكثر عرضة للوفاة. كما يمكن للحرارة الشديدة أن تؤدي إلى تفاقم حالات الجفاف، ولكن هناك حدود واضحة لما يمكن أن تحققه خطط مواجهة موجات الحر القصيرة الأجل، ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية في السنوات القادمة، ستكون هناك حاجة لإجراء تحولات أوسع في البنية التحتية.

من المتوقع أن يتزايد عدد مستخدمي مكيفات الهواء عالميًا؛ وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ولأن المزيد من الناس سيكونون قادرين على تحمل تكلفتها. كما ستحتاج العديد من المدن إلى مكيفات على نطاقٍ واسع، والتي يمكن أن تشمل نشر مواد بناء عازلة للحرارة، زراعة أشجار أكثر أو إنشاء مراكز تبريد عامةً من النوع الذي أنشأته ولايات بوسطن وشيكاغو ونيويورك الأمريكية. لكن دراسة حديثة أخرى في رسائل أبحاث البيئة أشارت إلى أن درجات الحرارة والرطوبة قد ترتفع بشكلٍ غير مسبوق بحلول منتصف ونهاية القرن، مما يهدد بجعل بعض أجزاء العالم غير صالحة للسكن. فهل نجد لدى قرائنا بعض الاقتراحات الفعالة لمواجهة هذه المشكلة؟

المصدر 

 

كتابة: سمية عبدالقوي

مراجعة: عمر ياسر

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى