ركن الأطفال

كوابيس الأطفال

أثبتت الأكاديمية الأمريكية في طب النوم أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن الخامسة والسابعة أكثر عرضةً من غيرهم لرؤية الكوابيس الليلية، والتي تظل مُعلقة في مُخيلة الأطفال حتى يكبروا. كان ذلك وفقًا لاستطلاع أوضحت نتائجه أن 75% من البالغين الذين تم اختبارهم لديهم كوابيس وأحلام منذ الصغر.

 

وعلى الرغم من أن الظاهرة منتشرة بين الأطفال، إلا أن عدد الأبحاث والدراسات التي اهتمت بالموضوع قليلة جدًا، ولكن هناك عدد من المفاتيح الرئيسية التي تتحكم في نوعية الأحلام والكوابيس التي يراها الناس ليلًا ومنها:

1- ضغط ما بعد الإصابة:
فحين يتعرض الإنسان لإصابةٍ بالغة، يزيد معدل رُؤيته للكوابيس ليلًا. إما أن يرى الحدث ذاته، أو يرى أحداثًا متعلقةً به، من ناحية الخوف والعجز لها علاقة بالإصابة ذاتها.

2- القلق:
القلق بأنواعه سواء أكان بسبب إصابة أو أحداث تخص الحياة عمومًا، سواء مشاكل الحياة الاجتماعية والعمل والماديات، كل هذا يزيد أيضًا من معدل رؤية الكوابيس ليلًا.

3- التفكك والانفصال عن الواقع:

أثناء النوم ينفصل الإنسان عن الواقع بخياله، فيرى ما يُحب أن يراه ويود فعله ولا يستطيع في حياته الواقعية، وهذا يرجح حقيقة تعلق الأحلام بأذهان الأطفال حتى يكبروا.

4- عوامل نفسية:
أثبت الباحثون والمختصون بالاضطرابات التي تحدث أثناء النوم، أن تلك الاضطرابات تحدث نتيجةً لعوامل أخرى لها علاقة بمعدل ضربات القلب والفترة بين كل نبضة وأخرى. فمن المعروف أن معدل ضربات القلب يقيس مدى قابلية الإنسان في التعامل مع القلق، فإذا زاد المعدل كان الإنسان أكثر قدرة على التعامل مع قلقه وخوفه، لكن أكثر ضحايا الإصابات كانوا من ذوي القلوب الضعيفة ذات معدلٍ ضعيف. ولكن ما زالت العلاقة بين معدل ضربات القلب ورؤية الكوابيس الليلية غامضةً نوعًا ما ويُصعب فهمها.

 

ولإثبات هل تلك العوامل أيضًا تُؤثر في كوابيس الأطفال وأحلامهم أم لا، تم اختبار مجموعةً كبيرةً من الأطفال حوالي 60 طفلًا تتراوح أعمارهم ما بين السادسة للحادية عشرة سنة، تم جمعهم من الكنائس أو بتوصية من طبيب الأطفال أو عن طريق إعلانات عبر الإنترنت. ومع كل طفل والده أو والدته لاستجوابهم إذا ما كانت أطفالهم تعاني من الكوابيس الليلية أو من علامات القلق واضطرابات أثناء النوم. وأثناء استجواب أولياء الأمور، كان الأطفال يلعبون على العجلة الرياضية لقياس معدل ضربات القلب، وكانت الإجراءات تتم في منزلهم الخاص أو الحدائق العامة تسهيلًا على الأطفال.

 

ونتيجة الاختبار كانت أن أكثر من 58% من الأطفال أنكروا تعرضهم لكوابيس ليلية، و23% قالوا أنهم يتعرضون لكابوسٍ واحدٍ أو اثنين في الشهر، و19% كانوا يتعرضون لكوابيسٍ ليليةٍ كثيرةً أثناء النوم. كما أوضحوا أن تلك الكوابيس نتيجة إصابات أو قلق بشكلٍ عام، ولكن أكثر العوامل المؤثرة من الأربعة كانت الانفصال عن الواقع والعيش في الخيال ورؤية ما يصعب تحقيقه في الحياة الواقعية، ولذلك تظل معلقة في مخيلة الأطفال حتى يكبروا. كل هذه النتائج لم تكن بالغريبة، لأنه سبق وتم إثباتها بالعديد من الأبحاث والدراسات، وما زال الموضوع يحتاج للمزيد من الدراسات لتوضيح كيف تؤثر تلك العوامل على نومنا وصحتنا بشكلٍ عام، فالتحكم في تلك الكوابيس يمكن أن يكون المفتاح لحياةٍ صحيةٍ أفضل.

 

المصدر

 

كتابة: محمود وحيد

مراجعة: سيلفيا أمير

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: هدير رمضان

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى