الدعم النفسي لمرضى السرطان

مرض السرطان من أخطر وأصعب الأمراض خصوصًا إذا كان في مراحل متأخرة، فكيف يؤثر الدعم النفسي لمرضى السرطان على نسب الشفاء وفي علاج الحالات المستعصية؟ فبمناسبة إعلان شهر أكتوبر بالشهر الوردي في عددٍ من الدول لدعم مرضى السرطان؛ سوف نتكلم عن دور الدعم النفسي وعن كيفية تأهيل مريض السرطان للعلاج.

من المعروف أن الحالة النفسية لمرضى السرطان من أهم أسباب استكمال رحلة العلاج؛ فثقة المريض في قدرته على القضاء على هذا المرض تجعله أكثر قوة في مواجهته، ومرض السرطان دائمًا ما يكون مصحوبًا باكتئابٍ شديد، خصوصًا أن رد الفعل الأول للمرض هو الموت، ولذلك يصعب تشخيص حالات اكتئاب مرضى السرطان عن أعراض المرض نفسه ومعالجته، فمن أعراض الاكتئاب المصاحبة لمرضى السرطان هي: فقدان الشهية، فقر الدم، فقدان التركيز، سقوط شعر الرأس والحاجب ولكن ليس مع كل أنواع العلاج، تغيرات في الجلد والأظافر ومشاكل في النوم. فسلبية المريض في ذلك الوقت قد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وخصوصًا منطقة ما تحت المهاد، وتجعله غير قادر على الاستجابة للعلاج.

مريض السرطان يمر بمراحل متعددة بدايةً من لحظة إنكاره وقت معرفته بالمرض، مرورًا بلحظات قلق وتوتر لجهله بعواقبه ونتائجه، إلى مرحلة العلاج وتقبل المرض والتعايش معه حتى يستطيع المريض الشفاء والتخلص منه. وعن طريقة تأهيل المريض نفسيًا للعلاج فقد أوضح أحد المختصين بالصحة العامة النفسية بأنه يجب تثقيف المرافقين للحالة بالمرض، وحول طرق العلاج وكيفية التعامل معه، وتهيئة نفسية المريض لتتقبل العلاج، فتغيير نمط الحياة كليًا من حول المريض وإعداد نزهة أو رحلات استجمام بعد جلسات الكيماوي لأنه قد تنتهي حياته السابقة بأكملها.

ويوجد طرق أخرى ولكن بنسبة أقل في مصر وهي التأهيل النفسي عن طريق جلسات اجتماعية مع أشخاص مرضى أو متعافين من المرض؛ وذلك لتبادل الخبرات والتجارب والمشاعر، كما أنه يجب على المختص أن يوجه تلك الجلسات نحو التفكير الإيجابي وخاصةً مع الأشخاص المتعافين منه، وأيًا كان الأيام الباقية شهور أو سنين فعلى المريض التحلي بالشجاعة والقوة، وأن يرى ما هي أولوياته في الحياة ويبدأ بها، فتلك فرصة لا تعطى لكل شخص.

ويقدم أيضًا موقع cancer.com مجموعة من برامج التأهيل النفسي أثناء العلاج وغيرها من المعلومات حول كيفية التعامل مع المرض وأعراضه في مراحله الأولى، وأيضًا المساعدة للوصول إلى قرار البدء بالعلاج منه. وفي النهاية يجب على كل منا أخذ الحذر وطرق الوقاية للعلاج وإجراء الفحوصات اللازمة سنويًا للتأكد من سلامة صحتنا، فالاكتشاف المُبكر لمرض السرطان يزيد من نسب الشفاء إلى 90%