الفيزياء والفلك

اقتراب مركبة “Bepi Colombo” من عطارد

سفينة الفضاء “Bepi Colombo” هي مهمة مشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية والوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء الجوي، وسيتم انطلاق المركبة الفضائية نحو كوكب الجهنمية (عطارد) الأقرب إلى الشمس في 20 أكتوبر. حيث قالت ليا كرين “Leah Crane”: إن عطارد ليس مكانًا لطيفًا بشكلٍ خاص؛ حيث درجات الحرارة القصوى بين 170 درجة مئوية خلال الليل إلى 430 درجة مئوية خلال النهار، كما توجد انفجارات مستمرة وإشعاع شديد.

 

لقد تم من قبل إرسال مركبتين فضائيتين إلى عطارد وهما مارينر “10 Mariner” وطارت 3 مرات في عامي 1974 و1975، والأخرى ماسنجر “Messenger” التي دارت حول الكوكب من عام 2011 إلى 2015 وعلمت العديد من المعلومات والاكتشافات والعديد من الأسرار الغامضة، لكن لا يزال هناك أيضًا أسرار غير مغطاة والعديد من الأسئلة دون إجابة. ولقد وجد مارينر أن عطارد لديه حقل مغناطيسي وكان ذلك غير متوقع، حيث كان يعتقد أنه لا يمتلكه إلا الزُهرة، المريخ والقمر. وقامت هذه السفينة بقياس بنية هذا الحقل الغريب بغرض التعرف على كيفية الوصول إلى هذا المجال.

 

قال جوهانز بنخوف “Johannes Benkhoff”، وهو عالم في مشروع Bepi Colombo، أنهم إذا تمكنوا من متابعة المركبة وإيجاد حل سيكون ذلك بالنسبة لها أكثر الأشياء التي يمكن القيام بها في هذه المهمة إثارة. وكذلك عطارد حيث أن لديها نتائج قليلة غير متوقعة من المهمات السابقة التي تشكك في نماذج تكوين كوكبنا.
كما لوحظ أنه يوجد بِرك من الجليد في مراكز الفوهات القريبة من أقطاب عطارد والتي يُحتمل أن تظل باردة؛ وذلك لأن ضوء الشمس لا يصل إلى قيعان الحُفر ولا يعرفون كيفية وصول هذا الجليد. ومما لاحظوه أيضًا وجود انحدار غريب في أرض هذا الكوكب، ولا يبدو أنها فوهات صدمية ولا يظهر على كواكب أخرى يعرفونها.

 

أما عن المركبة “Bepi Colombo” فمعها اثنان من المدارات، أحدهما مُخصص لدراسة الكوكب نفسه من قلبه الحديدي إلى الغلاف الجوي الهش، بينما الآخر لدراسة الغلاف المغناطيسي وله مساحة أكبر من الفضاء داخل مجاله المغناطيسي. وقيل أن المركبة ستتمكن من العمل على حل هذه الأسرار والاكتشافات ويجب أن تصل إلى عطارد، وهذا يعتبر تحديًا صعبًا كما قال جوهانز: ” أنت بحاجة إلى نفس القدر من الطاقة لإحضار مركبة فضائية إلى عطارد كما تحتاج للذهاب إلى بلوتو على الرغم من بعده 50 ألف مرة عن الأرض”.

 

ولتجنب الطيران فوق عطارد والسقوط في الشمس فستعود المركبة مرة واحدة إلى الأرض ومرتين إلى الزهرة وست مرات إلى عطارد للحصول على الطاقة اللازمة للوصول إلى مدارها. وإذا تمت جميع هذه الأمور على مايرام فستصل المركبة إلى وجهتها ومدارها المحدد في نهاية كانون الأول 2025.

المصدر

 

كتابة: هدير أحمد الشوالي

مراجعة: نهاد حمدي الزين

تصميم: أحمد سرور

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى