الفيزياء والفلك

لغز مياه المشترى

ربما يفكر البعض منا في العيش في كوكب آخر، خاصة ً إذا علم بوجود ماء على الكوكب فهذا يعني وجود إمكانية للحياة، لذا هيا بنا لنتعرف سويًا على لغز مياه المشترى وهل يمكن العيش على كوكب المشترى؟

لكوكب المشترى تاريخ عريق يعود إلى عام 1610م، إذ اكتشفه جاليليو. هو الخامس على التوالي من الشمس، وهو أكبر كوكب في المجموعة الشمسية.

يبعد كوكب المشترى عن الشمس 484 مليون ميلًا (778 مليون كيلومترًا)، أو 5.2 وحدة فلكية من شمسنا، ولديّه أكثر من 75 قمرًا.

الخطوط والدوامات التي على غلاف كوكب المشترى هي عبارة عن سحب باردة وعواصف من الأمونيا والماء، تطفو بوجود الهيدروجين والهيليوم.

أما البقعة الحمراء العظيمة على كوكب المُشترَى فهي عاصفة عملاقة أكبر من الأرض، وقد استمرت لمِئات السِنين.

هل توجد حياة على كوكب المشترى؟

لذلا يستطيع كوكب المشترى دعم الحياة كما نعرفها، لكن بعض أقمار المشترى بها محيطات تحت سطحه قد تدعم وجود الحياة.

يحتوي كوكب المشترى أيضًا على عدة حلقات. لكن على عكس الحلقات الشهيرة لكوكب زحل، فإنَّ حلقات المشترى باهتة جدًا وتتكوَّن من الغبار وليس الجليد.

اليوم على كوكب المشترى

كوكب المشترى لديّه أقصر يوم في النظام الشمسي، إذ يستغرق اليوم على كوكب المُشترَى حوالي 10 ساعات فقط (الوقت الذي يستغرقه كوكب المُشترَى للدوران مرة واحدة)، كذلك يقوم المُشترَى بدورة كاملة حول الشمس في حوالي 12 سنة أرضية (4333 يومًا أرضيًا).

ويميل خط الاستواء بالنسبة لمَساره المداري حول الشمس بمِقدار 3 درجات فقط، هذا يعني أنَّ كوكب المُشترَى يدور بشكل عمودي تقريبًا، وليس له مواسِم متطرِفة مثل الكواكب الأخرى.


أظهرت بعض الأبحاث العلمية التي أجراها مِسبار جونو التابِع لناسا، أنَّ نسبة الماء في كوكب المشترى تشكِّل حوالي 0.25%؛ لتوفِّر مكوِّنات الماء عن طريق توفر الهيدروجين والأكسجين.

رحلات ناسا لحل لغز مياه المشترى

وقد ذهب العلماء في أكثر من رحلة تابِعة لجونو وقاموا بالمرور عَبر الغلاف الجوي للمُشترَى.

واستخدم فريق جونو العلمي البيانات التي تمَّ جمعها خلال أول ثمانِ رحلات طيران علمية لجونو على كوكب المُشترَى لتوليد النتائج، وقد ركزوا في البداية على المنطقة الاستوائية لأنَّ الغلاف الجوي يبدو أكثر اختلاطًا.


كان مِقياس الإشعاع قادرًا على جَمع البيانات من عمق أكبر بكثير في الغلاف الجوي لكوكب المشترى، مقارنةً بمِسبار جاليليو – 93 ميلًا (150 كيلومترًا)، ويصل الضغط إلى حوالي 480 رطل/بوصة مربعة (33 بار).

واكتشف العلماء أنَّ الماء في خط الاستواء أكبر مِما قاسَه مِسبار جاليليو. نظرًا لأنَّ المنطقة الاستوائية فريدة جدًا في كوكب المُشترَى، ولأنهم يحتاجون إلى العديد من الأبحاث والمُقارَنات.

وفي رحلة أخرى، دار مِسبار جاليليو حول كوكب المشترى لمُدة ثمانِ سنوات تقريبًا.

واكتشف أنَّ قمر كوكب المشترى يحتوي على المياه المجمدة، والتي قد تكوِّن محيطًا أسفل سطحه. هذه الكمية أكثر من إجمالي كمية المياه المتوفِّرة على سطح كوكب الأرض.

وكذلك قد اكتشفوا أنَّ براكين القمر تطفو على السطح بشكل متكرِر وبسرعة، ووجدوا أنَّ القمر العِملاق جانيميد يمتلك مجاله المغناطيسي الخاص.

حتى أنَّ مِسبار جاليليو حمل مِسبارًا صغيرًا نشره وأرسله في أعماق الغلاف الجوي لكوكب المشترى؛ إذ أخذ قِراءات لمدة ساعة تقريبًا قبل أن يسحق المِسبار بضغط هائل.


تمَّت المُقارَنة بين رحلتي جونو وجاليليو، واكتشف العلماء أنه:

بما أنَّ كوكب المشترى أول كوكب تَشكَّل في المجموعة الشمسية؛ فإنه قد امتص الغبار والغازات المتبقِية. التي قد تشكَّلت قديمًا في تكوين الشمس.
كذلك قد يكون هذا الكوكب قد امتص المياه التي تكفيه في تشكيله. بالتالي قد يتواجَد بعض من المِياه على سطحه أو بداخل هذا الكوكب؛ فتُساعِد على الاكتشافات العلمية التى يقوم بها العلماء.

إنَّ التليسكوب على الأرض قادر على قِياس تركيزات المياه على سطح كوكب المُشترَى. أظهرت بعض الأبحاث أنَّ المياه التي على سطح كوكب المُشترَى لم تختلط جيدًا بتُربة الكوكب. تمَّ اكتشاف ذلك عند اصطدامه عن طريق الخطأ بمنطقة جافة على سطح الكوكب.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنَّ كمية المياه التي قاسها مِسبار جاليليو. يبدو أنها لاتزال تتزايد عن أعظم عمق تمَّ قِياسه.
لذا تشير النظريات إلى أنَّ الغلاف الجوي يجب أنْ يمتزج في جو مختلِط جيدًا. أما المحتوى المائي فهو ثابت في جميع أنحاء المنطقة. من المُرجَّح أنه يمثِّل متوسِطًا عالميًا.


بطريقة أخرى: من المرجَّح أنْ يكون ممثِلًا للمياه على مُستَوى الكوكب. عند دَمجه مع خريطة الأشعة تحت الحمراء التي تمَّ الحصول عليها في نفس الوقت بواسطة التليسكوب الأرضي.

أشارت النتائج إلى أنَّ مهمة المِسبار ربما كانت غير محظوظة؛ حيث أخَذ عينات من بقعة أرصاد جوية جافة ودافئة بشكل غير عادي على كوكب المشترى.

يدير مختبَر الدفع النفاث التابع لناسا في (باسادينا- كاليفورنيا)، مهمة جونو للباحث الرئيسي سكوت بولتون من معهد ساوث ويست للأبحاث في سان أنطونيو.

جونو هو جزء من برنامج الحدود الجديدة التابع لناسا، والذي تتم إدارته في مركز مارشال لرحلات الفضاء التابِع لناسا في (هنتسفيل- ألاباما)، لصالِح مديرية المَهام العِلمية التابِعة لناسا.

ساهم في ذلك وكالة الفضاء الإيطالية في”Jovian Infrared Auroral Mapper”، ونظام مترجم “Ka-Band”. كذلك قامت شركة “Lockheed Martin Space” في دنفر ببناء وتشغيل المَركَبة الفضائية.

المصادر 1 2

كتابة: هدير أحمد

مراجعة: أحمد مغربي

تدقيق لغوي: زينب علاء الدين

تصميم: محمود حامد

اظهر المزيد

هدير أحمد

كاتبة بقسم الفيزياء والفلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى