الأحياء

البكتيريا مثل البشر قد تضر وقد تنفع!

عندما يتعلق الأمر بالبكتيريا، فسوف تسأل هل هذا ميكروب جيد، أم ميكروب سيء؟
سنفرق الآن بينهما٬ البكتيريا الجيدة هي تلك الموجودة في الزبادي، وهناك التي لها دورٌ بارزّ في تقوية صحة الأمعاء، وتساعد في عملية الهضم، ومكافحة العدوى، وحتى الحماية من السرطان، وهناك البكتيريا السيئة، وهي تلك الموجودة على المراحيض، وإسفنجات المطبخ، وأماكن تسجيل الوصول في المطار، كما أنها تضم تلك الأنواع من البكتيريا المسببة للأمراض.

وهناك الكثير من البكتيريا التي تعمل لصالح الحيوانات الأخرى، مثل بكتيريا الـ”bioluminescent”، والتي تُضيء الإغراء الخاص بالـ “anglerfish”، وتساعد الـ”Hawaiian bobtail squid” على الرؤية في الظلام.
وهناك نوع آخر من البكتيريا يساعد الـ”Nematode” في الحصول على الغذاء، وهناك ميكروب الـ”Xenorhabdus nematophilus” الذي يقوم بوظيفة مزدوجة، حيث أنه سام للحشرات، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للديدان الخيطية، وذلك يساعد الديدان الخيطية في الهجوم على ضحاياها.

وتقع البكتيريا سواء الجيدة أو السيئة في عدة علاقات تحت عناوين كثيرة مثل المتبادل “Mutulist” عندما تستفيد كل من البكتيريا، والمضيف من وجودها، والمتعايش “commensal” عندما تستفيد البكتيريا فقط ولكن لا تسبب الأذى، والطفيلي “parasite” وعند وجودها تسبب أذى.

وهناك بكتيريا الـ”Helicobacter pyloriis” والتي تحميك من نوع من السرطان ألا وهو سرطان المريء، لكن نفس السلالة مسؤولة أيضًا عن التسبب في القرحة وسرطان المعدة!

ولكن ماذا عن الميكروبات في البروبيوتيك “Probiotic”؟
كان الناس يستخدمون البكتيريا منذ فترة طويلة تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما شرب عالم الأحياء إيلي ميتشنيكوف ” Elie Metchnikoff” اللبن الرائب لمد عمره؛ اعتقادًا بأن هذا هو السبب في أن العديد من الفلاحين البلغار عاشوا إلى 100 عام، لسوء الحظ اكتشف الباحثان كريستيان هيرتر “Christian Herter”، وأرثر اسحق كيندال “Arthur Isaac Kendall” فيما بعد أن البكتيريا التي كانت باللبن لم تنجح في الرحلة إلى أمعائه.

لقد عمل الباحثون جاهدين لإيجاد تركيبات من البروبيوتك جديدة تستطيع أن تكمل هذه الرحلة بالأمعاء، لكن لا تزال هناك العديد من المشاكل المتعلقة بالبروبايوتك، حتى أنه أكثر البروبايوتك تركيزًا تحتوي فقط على بضع مئات من مليارات البكتيريا لكل كيس، وهذا العدد يبدو كبيرًا، لكن القناة الهضمية تمتلك بالفعل أكثر من مائة ضعف على الأقل، ما هو أكثر من ذلك هو أن البكتيريا في هذه البروبيوتيك ليست حتى من تلك الأنواع المهمة في الأمعاء البشرية، يتم اختيارهم أكثر لأن إنتاجهم أكثر سهولة، وليس من أجل أي فائدة صحية معينة.

وقد تكون هذه البروبيوتيك بمثابة النجدة للأشخاص الذين يعانون من بعض أمراض مثل الاضطرابات المثلية، وأولئك الذين يتناولون المضادات الحيوية، لكن هناك القليل من الأدلة على أنهم يفعلون أي شيء للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، وقال ماثيو سيوربا “Matthew Ciorba” -وهو اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة واشنطن في سانت لويس- لمجلة ساينتفيك أمريكان: “لا يوجد أي دليل يشير إلى أن الأشخاص الذين لديهم أجهزة هضمية طبيعية يمكن أن يستفيدوا من تناول “البروبايوتكس”، إذا لم تكن في أي ضيق، فلا أوصي بها.”

وقد يتسبب كثرة تناول البروبيوتك في إلحاق الضرر، كما صرح باحثون من جامعة أوغوستا أنهم اكتشفوا أن “22” مريضًا يعانون من الضباب الدماغي والانتفاخ بسبب المواد الكيميائية السامة التي تنتجها الميكروبات المعوية التي تبتلعها بروبيوتيكاتها.
هذا لا يعني أنهم لا يفيدون أبدًا، حيث أن تناول اللبن،
والزبادي أو كبسولات البروبيوتيك يعد فكرة جيدة. ومن المهم أن نتذكر أن البكتيريا، مثل البشر ليست جيدة أو سيئة فهي موجودة في كل الحالات.

المصدر 

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: أحمد علاء

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: علاءالدين محمود

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى