الطب

متلازمة الطفل المهتز

الأطفال كائنات جميلة، ويصبحون أجمل عندما يضحكون. وإحدى طرق إضحاك الطفل أو تهدئته عن البكاء هي أن يتم هزه أو رفعه في الهواء والتقاطه مجددًا، لكن احذر، فإن التمادي في هز الطفل يمكن أن يجلب له كارثة، وهي متلازمة الطفل المهتز “Shaken Baby Syndrome”!

تنتج المتلازمة بسبب هز الطفل بقوة من كتفيه، ذراعيه أو قدمه مما قد يتسبب في إصابات في المخ ينتج عنها لاحقًا مشاكل في التعلم، اضطرابات سلوكية، العمى، مشاكل في البصر والتحدث، شلل دماغي أو صرع. يمكن أن يصل الأمر إلى التسبب للطفل بإعاقة دائمة، وأحيانًا يصل الأمر إلى الموت. تحدث المتلازمة بين عمر العامين حتى عمر الـ5 أعوام، ولكن تكثر بين 6-8 أسابيع؛ بسبب كثرة بكاء الطفل في هذه المرحلة مما يدفع الآباء لهزه ليهدأ.

ولكن ما تفسير هذه المتلازمة؟ إن عضلات الطفل ضعيفة جدًا في المراحل العمرية الأولى كما أن أوعيته الدموية رقيقة، وعضلات الرقبة أضعف من أن تقاوم الهز العنيف، مما يؤدي إلى إهتزاز مخ الطفل بشدة وارتطامه بالجمجمة، مما يمكن أن يؤدي لإصابته بكدمات أو نزيف داخلي. ولكن تذكر أن المتلازمة تنتج عن الهز العنيف، أي أنها لا تحدث عن رفع الطفل برفق لتسليته، كما أنها من غير المرجح أن تحدث بسبب سقوط الطفل أو التوقف المفاجئ بالسيارة، الأمر فقط يستغرق عدة هزات عنيفة متتالية لحدوثه تستمر لـ5 ثوان تقريبًا بسبب الغضب مثلًا.

أعراض إصابة الطفل بالمتلازمة هي: التقيؤ، الارتجاف، مشاكل في التنفس، الدوار، فقدان الشهية، وتوقف الطفل عن التحدث أو الابتسام. كما ستلاحظ كدمات في المكان الذي جذب منه الطفل ويمكن أن تصبح بشرته زرقاء اللون، كما يمكن أن تلاحظ كبر حجم الرأس والجبهة، اختلاف اتساع بؤبؤ إحدى العينين عن الأخرى، فقدان التركيز، وتفضيل أحد ذراعيه أو ساقيه على الطرف الآخر؛ بسبب وجود خطب ما في الطرف الآخر، كسر أو ألم أو غيره. كما يوجد هناك أعراض أخرى خفية مثل بعض الكسور في الضلوع أو العظام، إصابات في الرقبة والحبل الشوكي أو نزيف في المخ. وفي بعض الحالات تظهر مشاكل في الصحة والتعلم والسلوك لاحقًا.

عند إصابة الطفل يمكن أن يتوقف عن التنفس، لذلك يجب طلب المسعفين فورًا، والقيام بالإنعاش القلبي الرئوي حتى وصول المسعفين. ويجب أن ننوه هنا أنه يجب على الأشخاص المدربين فقط القيام بالإنعاش القلبي الرئوي للطفل؛ كي لا تزداد الأمور سوءًا. يتم تشخيص الحالة من قبل متخصص من أكثر من مجال طبي، ويتم من خلال الأشعة المقطعية وأشعة إكس للتحقق من وجود أي كسور، والرنين المغناطيسي لفحص المخ.

هناك حالات تتشابه في أعراضها مع المتلازمة، ويتم استبعادها عن طريق فحص الدم. ويعتمد العلاج على مدى خطورة الحالة، ويمكن أن يكون التدخل الجراحي ضروريًا في الحالات الطارئة، وبعض الأطفال يمكن أن يخضعوا للعناية الطبية لبقية حياتهم.

المتلازمة خطرة جدًا، ولأن الوقاية خير من العلاج فيجب على أولياء الأمور والأجداد وجلساء الأطفال وكل من يهتم بالطفل أن يتفهم نقطتين:
اولًا: خطورة هز الطفل بشدة ولو حتى لثوان قليلة.
ثانيًا: عند الإصابة بها، يكون بكاء الطفل شديدًا ويتسم بعدة صفات فمثلًا يبدأ الطفل في البكاء ويتوقف عنه بدون سبب، كما يزداد البكاء في فترات الظهيرة والمساء، لا يمكن ايقاف بكاء الطفل، ويمكن أن يستمر البكاء لساعات وعند البكاء يلاحظ وجود نظرة تنم عن إحساس الطفل بألم ما.
لا يجب هز الطفل تحت أي ظروف، يعتبر هذا التصرف أحد أوجه إساءة معاملة الطفل، كما أن هذه الحالة خطرة للغاية ومهددة للحياة!

المصادر 1 2 

 

كتابة: ياسمين محمد

مراجعة: جهاد فرج

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: يمنى جودي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى