بناء شمس مصغرة يمكنها أن تمنحنا كميات غير محدودة من الطاقة
يقوم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا “MIT” ببناء شمس مصغرة، والتي يمكن أن تمنحنا بإمدادات غير محدودة من الطاقة النظيفة المتجددة.
معهد “ماساتشوستس”، ويعرف اختصاراً ب”إم آي تي” (MIT)، هي جامعة بمدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس تأسست عام 1861. ويعتبر هذا المعهد من المعاهد المتألقة عالميًا، وقد عمل بالمعهد العديد من العلماء الكبار أمثال “نوربرت فينر”. مهمته الأساسية هي التعليم والبحث في التطبيقات العملية للعلوم والتقنية.
وتبعاً لمعهد “ماساتشوستش”، في خلال خمسة عشر عاماً قد نتمكن من العيش في عالم مع إمدادات غير محدودة من الطاقة النظيفة المتجدده المنبعثة من تلك التقنية المعروفة بالشمس المصغرة. حيث أعلن المعهد أنه يعمل مع مؤسسة خاصة لبناء محطة للطاقة النووية قادرة على توليد 100 ميغا واط من طاقة الاندماج النووي، إذا سارت الأمور كما هو مخطط، فقد يتم تشغيلها في عام 2033.
ولكن ما هو الاندماج النووي؟
في الفيزياء، يعرف الاندماج النووي بالعملية التي يتم فيها اندماج ذرتين من مركب ما لتكوين مركب آخر أثقل مطلِقًا قدرًا من الطاقة. وهنا ستستخدم ذرات الهيدروجين، التي تطلق كميات هائلة من الطاقة عند دمجها لتكوين الهيليوم، وهذا ما يحدث بداخل الشمس من تفاعلات.
وتعد تلك العملية خطوة كبيرة في إنتاج الطاقة، وإذا تمت بنجاح، فسيمكنها أن تمد العالم كله بمخزون لا حدود له من الطاقة الآمنة والمستدامة الخالية من الكربون، مستبدلين بذلك الوقود الحفري. وستحل بذلك أسوأ كابوس لتغير المناخ. فالاندماج النووي عكس الانشطار النووي من حيث أنه لا ينتج عنه أي نفايات نووية خطرة أو يسبب وقوع الحوادث النووية ككارثة “تشيرنوبيل”.
وفي حين أن هناك نماذج لمحطات الطاقة النووية تعمل حاليًا والتي تعتمد على الاندماج النووي، لم يتمكن العلماء بعد من السيطرة على التفاعل من دون التسبب في فقدان الطاقة، ولكن ما يجعل الأمور مختلفة هذه المرة هو توافر الموصلات الفائقة في درجة حرارة عالية، وهي وسيلة أصبحت متاحة تجاريًا فقط في السنوات القليلة الماضية. حيث ستسمح هذه التقنية لعلماء “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” بتعزيز المجال المغناطيسي المحيط بوقود البلازما الساخنة المستخدم في مفاعلات “توكاماك”، وبالتالي يمكن إنتاج مفاعلات أصغر وأرخص.
كما أخبر “ستيفن دين” من (Fusion Power Associates)، وهي مجموعة مناصرة في غايثرسبيرغ – ميريلاند، مجلة “Nature” للعلوم أنه إذا استطاع “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” أن يفعل ما يقولونه -ولا يوجد أي سبب يدعو إلى الاعتقاد بأنهم لا يستطيعون ذلك- فستكون هذه خطوة كبيرة إلى الأمام.
كتابة: زهرة صابر
مراجعة: سارة صلاح
تصميم: عبده سعد
تحرير: أحمد عبدالستّار