الأحياء

محاولة جديدة لإنقاذ وحيد القرن الأبيض الشمالي

يوجد الآن اثنان فقط من وحيد القرن الأبيض الشمالي في جميع أنحاء العالم وكلاهما أنثى، كما يبدو أن إنقاذ هذا النوع من الكائنات الحيوانية الضخمة من الانقراض أمر مستحيل في ظل هذه الظروف، ومع ذلك فإن مجموعة من العلماء وأخصائيي الحفاظ على البيئة قاموا بإجراءات يمكن أن تساعد تقنيات التكاثر من القيام بهذا الأمر، حيث نجح فريق من الأطباء البيطريين في الحصول على البويضات من الانثتين اللتين تعيشا في مشروع (ol pejeta conservancy) في كينيا -وهو إجراء لم يسبق له مثيل في حالة وحيد القرن الشمالي من قبل-.

والآن سيتم تطعيم البيض بشكل صناعي من الحيوانات المنوية المجمدة من وحيد القرن الشمالي، وفي المستقبل القريب سيتم نقل الجنين إلى أم بديلة لوحيد قرن أبيض جنوبي.
مع عدم تمكن نجين وفاتو (Najin ,Fatu) من تحمل الحمل وهما آخر إناث وحيد القرن الأبيض الشمالي فإن الأمر يعتمد الآن على تقنيات التناسل الاصطناعي الرائدة، وبحصول العلماء على البويضات فقد اقتربوا خطوة من القدرة على إنقاذ وحيد القرن الأبيض الشمالي.

وكان هذا الإجراء نتيجة سنوات من البحث والتطوير والتعديلات، حيث يقول أحد العلماء المسؤولين عن هذه العملية: “كان يجب علينا تطوير كل هذه التقنيات والمعدات بالكامل من الصفر”.
حيث تمكنوا من الحصول على 10 بويضات -5 من نجين و5 من فاتو- مما يدل على أن كل من الإناث لا تزال قادرة على توفير البيض وبالتالي تساعد على إنقاذ هذه المخلوقات الرائعة.

وقد تم إجراء العملية باستخدام جهاز يعمل عن طريق الموجات الفوق صوتية والتي تحصد خلايا البيض غير الناضجة من المبايض بعد وضعها تحت التخدير العام، هذا وقد تمت عملية التخدير بدون أي مضاعفات على الرغم من أن هذه الحيوانات لم يتم تخديرها خلال السنوات الخمس الماضية.

وكان قد تم نقل نجين وفاتو واثنين من الذكور من جمهورية التشيك إلى كينيا في ديسمبر 2009، حيث كان من المأمول حينها أن يتم تحفيز وحيد القرن على التكاثر في بيئته الطبيعية، وعلى الرغم من محاولات التزاوج التي شوهدت لم تكن هناك حالات حمل، حيث توصلوا بعد إجراء تقييم صحي في عام 2014 إلى استنتاج يفيد أنه بسبب مشاكل صحية مختلفة لا يمكن لنجين أو فاتو تحمل الحمل، كما توفي الذكران صوني وسودان عامي 2014، 2018 على التوالي لأسباب صحية طبيعية، وتم الحفاظ على الحيوانات المنوية الخاصة بهم بالتجميد على أمل أن تتقدم تقنيات التكاثر ويتم التوصل إلى حل للحصول على جيل جديد من وحيد القرن الأبيض الشمالي.

وقد أبدت (Ol pejeta) حزنها لأننا وصلنا الآن إلى آخر أنثتين من وحيد القرن الأبيض الشمالي على هذا الكوكب، وذلك بسبب العنف الذي يتعامل به الجنس البشري مع العالم الطبيعي من حولنا.
وقد قال ريتشارد -المدير العام لشركة Ol pejeta-: “أن نكون جزءًا من العمل الرائد لإنقاذ هذا النوع من الانقراض نأمل أن يكون هذا إشارة لبداية حقبة بدأ فيها البشر أخيرًا إدراك أن الإشراف السليم على البيئة ليس ترفًا ولكنه ضرورة”.

وتعد هذه العملية جزءًا من مشروع بحث دولي يُدعى (BioRescue) وهو مشروع تموله وزارة التعليم والبحوث الفيدرالية الألمانية (BMBF)، بالإضافة إلى تسخير المعرفة الجماعية للإجراءت العملية، وسيقود المشروع أيضًا إلى تطوير التقنيات والإجراءات اللازمة لإنشاء الأمشاج الاصطناعية من الخلايا الجذعية، وسيتضمن ذلك تحويل الأنسجة المخزنة من وحيد القرن الأبيض الشمالي إلى خلايا جذعية محفزة متعددة القدرات، ثم إلى خلايا جرثومية بدائية يمكن بعد ذلك تحويلها إلى بويضات أو حيوانات منوية.

 

المصدر

 

كتابة: سمية إسماعيل

مراجعة: ميار محسن

تحرير: ميرنا عزوز

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى