الجولوجيا وعلم الأحافير

هل نحن الكائنات الحية الوحيدة فى الكون؟

يمكننا أن نسأل هذا السؤال بسهولة، ونفكر فيه، ونعطي احتمالات، ونتخيل أشكال المخلوقات التي قد تتواجد في عوالم كونية أخرى. ولكن هل كان ذلك ممكنًا في القرون السابقة؟

في القرن السادس عشر، عندما أعلن عالم الفلك الإيطالي والراهب الدومينيكي “جيوردانو برونو – Giordano Bruno” أن الكون يحتوي على عوالم لا نهائية من نفس نوع عالمنا، كان آنذاك قد انتهك بشكلٍ مباشرٍ العقيدة الكاثوليكية. وتمت إدانته بالهرطقة (إحداث بدعةٍ في الدين، أو زعزعة أسس الدين المستقرة)، وتم إحراقه -على الخازوق- في ساحة “كامبو دي فيوري – Campo de’Fiori” بروما؛ لأنه تجرأ على طرح سؤال يشكك في حالة الأرض المثالية غير القابلة للتشبيه. كما أن أحد الأسباب كانت -من وجهة نظرهم- ابتداعه أن الأرض كائن حي له روح، وتم نشر أن هذه هي الأسباب وراء إعدامه، وليست لنظرياته الفلكية الأخرى.

حتى وقتٍ قريب، كانت الإجابات الفلسفية الغامضة على هذا النوع من الأسئلة هي الأفضل؛ حيث أن علامات الحياة على كواكب أخرى كانت غير مؤكدة، وحتى الكواكب التي توجد بها احتمالية للحياة كانت صغيرة وبعيدة جدًا يصعب الوصول إليها لإجراء الاختبارات على سطحها.

لكن للمرة الأولى في تاريخ البشرية، تم التوصل إلى التطور التكنولوجي اللازم لتقديم إجابة حقيقية على هذا التساؤل. تتيح لنا التلسكوبات المتطورة المتوفرة الآن دراسة الكواكب في أنظمةٍ شمسيةٍ أخرى، مما يتيح لنا لمحة عن أجوائها، ونوع الحياة التي قد توجد على سطحها. في الوقت نفسه، وبمساعدة التحليل الدقيق لكوكبنا، يمكننا أن نتعرف على أنواع الحياة على الكواكب الأخرى، ومدى التقدم الذي وصلت له تلك الكواكب، أو معرفة مدى خمولها وعدم إمكانية وجود حياة على سطحها. فمع وجود هذه الأدوات تحت تصرفنا، يمكننا الحصول على الإجابة.

ولكل من يذهب إلى روما، ويقف أمام تمثال “جيوردانو برونو – Giordano Bruno” في نفس الساحة التي أُحرق فيها، ساحة “كامبو دي فيوري – Campo de’Fiori”، فليُخبر هذا العالم أنه ربما قريبًا جدًا سيتم تأكيد أو نفي ما أعلنه.

 

المصدر

 

كتابة: لبنى هاني

مراجعة: نرمين بدر

تحرير: زياد محمد

تصميم: عمر حسن

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى