الجولوجيا وعلم الأحافير

هل سمعتَ من قبل عن وادٍ في مصر يُسمَّي “وادي الحيتان”؟

“وادي الحيتان”، ذاك المكان الرائع والغني بكل ما فيه، والذي يقع في صحراء مصر الغربية، حيث يحتوي على حفريات تُوضح التطور الحادث للحيتان، وتحولها من كائنات برية مُسبقًا إلى مائية.

أهمية الموقع وتميّزه:
يُقدم هذا المكان دليلًا دراماتيكيًا على واحدة من أهم القصص الأيقونية للتطور، وظهور الحيتان كثدييات مُستمرة في المُحيط قبل حياتها السابقة على الأرض كحيوانات قائمة، مما تسبب في جعل هذا المكان منطقة محمية ضمن التراث العالمي، تحكمها لوائح وقوانين صارمة، وتُعدّ من المناظر الطبيعية الجذابة لمنطقة محمية “وادي الريان”.
كما أنَّ هذا المكان لا يُعتبَر محمية فقط، بل يُعدّ أيضًا مرجعًا عالميًا واستثنائيًا؛ بسبب عدد وتركيز وجودة وإمكانية الوصول إلى أدلة تُشير إلى حياة الحيتان في وقت مُبكر، في صورة هياكل عظمية كاملة، وكذلك صورة عن البيئة التي كانوا يعيشون فيها.

 

التطور:
أما بالنسبة للتطور، فهو يحتوي على بقايا حفرية لا تُقدَّر بثمن لحيتان كانت مُتواجدة بالسابق ومُنقرضة حاليًا، وهي تُمثل واحدة من أهم قصص التطور الرئيسية.
ظهور الحوت كثديي في المُحيط، وقد كان قبلها مُجرد حيوان يعيش حياة برية، جعل هذا المكان من أهم مناطق العالم لإظهار مراحل التطور بشكل واضح، من حيث الشكل والحياة وانتقالها من مكان لآخر.
تتميز الحفريات بجودتها التي جعلتها تأخذ مظهر جذاب وواضح، بحيث تُظهر حفريات الحيتان أصغر الأثريات في المراحل الأخيرة لحياة الحيتان قبل فقدان أطرافها الخلفية، كما أنَّ المواد الأحفورية الأُخرى الموجودة في الموقع تُتيح الفرصة لتشكيل صورة عن الظروف البيئية المُحيطة في ذاك الوقت.

 

وصف المكان:
المكان كبير لدرجة تُوضح التعرضات الجيولوجية للصخور الموجودة به، والتي تحوي الأحافير وخصائصها الجيولوجية المُرتبطة بها، ويقع ضمن المنطقة المحمية جزء أوسع للإقامة، بالإضافة لمناظر طبيعية خلّابة مُحيطة بالموقع، ومناطق ذات أهمية وتُوفر الوصول والتسهيلات للزوار، وقد تمَّ تحديد منطقة معزولة من أجل حماية المُمتلكات من التهديدات، وتوفير حماية إضافية، ولتسهيل الإدارة.

حماية المكان:
وادى الحيتان مملوك للدولة، ولديّه حماية قانونية بمُوجب القانون المصري رقم 102 لعام 1983 للمحميات الطبيعية، والذي يحظر الأعمال التي قد تُؤدي إلى تدمير أو تدهور البيئة الطبيعية، يتضمن القانون الخصائص الجيولوجية للمكان كعناصر مُحددة تتلقى الحماية، يقع المكان في منطقة وادي الريان المحمية (WRPA)، التي تمَّ إعلانها بمُوجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2954 عام 1997، وتتم الإدارة فيه حسب القانون التنظيمي الوطني للمحميات الطبيعية؛ قطاع الحفاظ على الطبيعة (NCS) بالوكالة المصرية لشئون البيئة (EEAA).

 

إدارة المكان:
نظام الإدارة جزء لا يتجزأ من تنفيذ خطة إدارة WRPA، بمُوجب خطة الإدارة المُحدثة (2013-2008) تمَّ تحديد مكان الإقامة على أنه منطقة للتراث العالمي، حيث لا يُسمح بوصول وسائل النقل إليه بسهولة، على عكس مناطق السياحة البيئية التي يتم التحكم فيها جيدًا في جزء من البناء بجانب الحفاظ على مناطق البحث والدراسات، وفيما يخص المنطقة المعزولة، يتم إدارتها أيضًا كجزء من منطقة التراث العالمي داخل WRPA، وتوفير مرافق للزوار لها بشكل جيد لتقديم المُمتلكات، وتوجيه الزوار إلى المواقع الرئيسية عَبر ممرات المُشاه، كما يتم منع حركة المرور لوسائل النقل، وهناك فريق تخطيط مسؤول عن الإدارة اليومية للبناء، بالإضافة إلى إعداد الخطط السنوية وتقارير عن فعالية الإدارة.
فيما يخص الرفات الأحفورية والقيم الجيولوجية المُرتبطة بها، وفقًا للمعايير الدولية، يتم حمايتها بشكل مُستمر من التلف الناتج عن حركة مرور وسائل النقل، إضافة إلى توفير وصيانة البنية الأساسية داخل المُمتلكات، والتي تُقلل من الاقتحام والضرر الذي قد يلحق بها وبقيمتها الطبيعية، كما تُوفر المرافق اللازمة لتحقيق الاستدامة السياحية بمُستويات مُناسبة للزيارة.
لذا، يُعتبَر “وادي الحيتان” من أهم معالم السياحة الطبيعية العلمية في مصر.

 

المصدر

 

كتابة: الزهراء جابر

مراجعة: الاء نورالدين

تحرير: اسماء مالك

تصميم: احمد محمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى