الأحياء

محاولات العلماء لإعادة الحشرات العملاقة القديمة

في العصور الماضية، كانت الأشياء كبيرة في الحجم عن اليوم، مثلًا كانت توجد الزواحف العملاقة، والثدييات العملاقة، وأسوأ من كل ذلك، الحشرات العملاقة. ولكن ماذا لو كنت تريد أن تنمي حشرات عملاقة في الوقت الحالي؟

لقد عرفنا أن في العصر الرومي الذي يرجع ل300 مليون سنة كان البق أكبر حجمًا. وعلى سبيل المثال، حشرة تسمى Meganeura، كان هذا اليعسوب العملاق وحشًا حقيقيًا يزيد طول جناحيه عن 2 قدمًا (70 سنتيمترًا). ومن ثم هناك Arthropluera، والذي كان يمكن أن يصل طوله إلى 9 أقدام (3 أمتار) بسهولة. لكن ما الذي جعل البق أكبر في العالم القديم؟ بل قد يكون السؤال الأفضل، لماذا لم يظلوا كبيري الحجم؟ الجواب، يوافق معظم العلماء على توجيه الاهتمام حول الأكسجين. في العصر البرمي، كان هناك ما يقرب من 50 في المئة من الأكسجين في الغلاف الجوي مما هو عليه اليوم. تتنفس الحشرات خلال أنابيب القصبة الهوائية، وكلما كبرت هذه الأنابيب، كلما استطاعت هذه الحشرات أن تزود أجسامها بالأكسجين. ولكن إذا كان هناك المزيد من الأكسجين، فإن الأنابيب لا تحتاج إلى أن تستهلك الكثير من المساحة، مما يجعل من الأسهل لها أن تصبح أكبر وأكبر.

كل هذا قاد علماء الأحياء إلى السؤال الواضح: ماذا سيحدث إذا قمت بوضع الحشرات الحديثة في بيئة غنية بالأكسجين؟ الجواب: ستحصل على حشرات عملاقة. وقد تم ذلك بوضع الحشرات في بيئات تتمتع بجو Paleozoic الغني بالأكسجين (حوالي 31 في المئة من الأكسجين إلى النسبة اليومية وهي 21 في المئة)، مما أدى لنمو اليعسوب فأصبح أكبر بمقدار نصف بوصة.

لم يكن الأمر سهلًا، فقد جاهد العلماء ضد مئات ملايين السنين من التطور، وقد نما اليعسوب الذي نشأ في جو ذي أكسجين أقل فصار ذا حجم أصغر بكثير من الجو الذي نشأ فيه نفس نوع الحشرات منذ ملايين السنين. نفس الشيء حدث مع الخنافس، ولكن كان هناك شيء واحد غريب يثير بعض الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها بعد: ليس فقط أن الصراصير فشلت في النمو أكثر في بيئة أكثر أكسدة، بل إنها نمت ببطء أكثر من المعتاد.

المصدر

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: أية محمد 

تحرير: أحمد عبدالستار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى