فيروس عملاق يُحوِّل الأميبا إلى حجارة!
لقد تمّ مؤخرًا اكتشاف فيروس الميدوسا “Medusa” العملاق الذي يُصيب الأميبا “amoeba” -وهي كائنات وحيدة الخلية تعيش في الماء- ويُعتبر هذا الفيروس شاذ عن ما هو معروف عن الفيروساتِ -بأنها بدائية وصغيرة الحجم- ؛فهو يحتوي على جينيومات معقدة إلى حدٍ كبيرٍ.
يقوم هذا الفيروس بدفع الأميبا إلى التطوُّر لقشرةٍ خارجيةٍ صلبة ويعمل على دخولها في وضع الراحة، وذلك الاستنتاج تمّ بواسطة تجربة أجراها العلماء في المعمل؛ حيث قاموا بإنبات هذا الفيروس في أطباق المختبر وتتبعوا نموّ هذا الكائن، ومن ثمّ وضعوه تحت الميكروسكوب ووجدوه يحتوي على أكثر من 2600 طفرة كروية الشكل على سطحه، وذلك وفقًا للدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كيوتو “Kyoto”، وجامعة طوكيو للعلوم “Tokyo Of Science” في اليابان، ومن الغريب أيضًا أنهم وجدوه يحتوي على مجموعة كاملة من الجينات الخاصة بالهيستونات (وهي البروتينات التي تُحيِط نفسها بال DNA) على غير الطبيعي؛ فالفيروسات ليس لديها هيستونات كالبكتيريا. فكيف اكتسب هذا الفيروس تلك الخاصية؟
يقول هيرويوكي أوجاتا “Hiroyuki Ogata” وهو خبير في المعلومات الحيوية بجامعة “كيوتو”، وعضو آخر في الفريق العلمي الذي اكتشف فيروس “ميدوسا” : إن النظريات التي تقول إن هذا الفيروس يكتسب جيناته من “الأميبا” التي يُصيبها ربما يكون صحيحًا لكن من بين 57 تجربة تمّ إجرائها على نقل الجينات بين ذلك الفيروس والأميبا وُجِد أن 12 حالة فقط تمّ فيها أخذ الفيروس لجينات الأميبا، و13 حالة أعطى فيها الفيروس الجين للأميبا، أما الباقي فكان انتقال الجينات فيها غير واضح.
والمثير للاهتمام أيضًا أنه تمّ العثور على عدد من الجينات في فيروس “الميدوسا” تُشير إلى أنه أصاب “الأميبا” منذ العصور القديمة، وأخذت جيناته في التطوُّر على مدار الزمن إلى أن أصبح عملاقًا يختلف كثيرًا عن الفيروسات العملاقة الأخرى؛ لذلك إذا حصُلَت الكائنات الحية على جينات من الفيروسات فسيكون ذلك انعكاسًا جذريًا للفرضيات السابقة، لذلك اقترح العلماء أن الفيروسات قد تتحول إلى نسخ من الخلايا الحية التي فقدت معظم أجهزتها الخلوية مع الاحتفاظ فقط بكبسولة البروتين والمواد الوراثية، أو أن الفيروسات قد تكون مجرد شظايا من الخلايا التي انفصلت ولم تتمكن من التكاثر من تلقاء نفسها، ولكن إذا نشأت الإنزيمات الخاصة بتوليف الحمض النووي في الفيروسات فلرُبما كانت موجودة عندما بدأت الحياة لأول مرة؛ لذلك قد تكون أحد أسباب وجود الحياة على هذا الكوكب على الإطلاق.
كتابة: مريم احمد
مراجعة: محمد رشوان
تصميم: نهي عبدالمحسن
تحرير: اسراء وصفي