الأحياء

دجاج مقاوم للأمراض أم دجاج بإنتاجية أعلى؟

بعضهم يفضل زيادة الإنتاج بدلًا من تأمين الصحة العامة، وآخرون يفضلون الصحة في المستوى الأول، ومن بعدها تأتي الإنتاجية، لكن السؤال الآن موجه لك يا صديقي، أيهما ستختار أنت، الصحة أم الإنتاجية؟
إذا اخترت إحداهما، هل تريد أن تعرف رأي أهل العلم في ذلك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، تابعنا في السطور الآتية.

إستطاع العلماء تحديد الجينات التي تساعد الفلاحين في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل على تربية دواجن مقاومة لأمراض خطيرة، مثل مرض النيوكاسل “Newscastle” وهو فيروس يمنع إنتاج الدواجن، وقد كشف العلماء في تجربة عن جينات مقاومة لهذا الفيروس في سلالتين مختلفتين، ولكن بدرجات متفاوتة.
ومن خلال هذا الاكتشاف، فإنه يمكن للباحثين وضع استراتيجيات للتكاثر، والتي تساعد على إنتاج دواجن أكثر إنتاجية.

وقد لاحظ الباحثون أن تلك الدواجن التي يتم تربيتها في البلاد منخفضة أو متوسطة الدخل، أكثر عرضة لهذا المرض، وذلك حيث أن البيئة المحيطة بهم قد تكون ملوثة وتساعد على انتشار المرض بشكل أكبر، وهذا يشير إلى أن هناك تطورًا قد حدث في جينات هذه الدواجن، مما جعلها أكثر مقاومة للأمراض، وعلى الصعيد الآخر، فإن الدواجن التي تعيش في البلاد عالية الدخل، تنمو بمعدل أسرع، كما أن منتجاتها تكون أكثر وأجود، ويُرجع العلماء ذلك إلى أن البيئة المحيطة بهم أكثر نظافة، وانتشار الأمراض بها غير مؤثر.
لكن إذا خُيرنا بين الدواجن المقاومة للأمراض في الدول متوسطة أو منخفضة الدخل، مع تلك المنتجة في الدول مرتفعة الدخل، في حالة وجود أمراض معدية، فإن المقاومة للأمراض سيكون لها الأفضلية.

وقد لا تسمع الكثير عن هذا المرض في الولايات المتحدة لأنه خاضعًا للسيطرة بشكل جيد، لكنه مستوطن في الكثير من البلدان الأفريقية والآسيوية. وإذا تم إدخال سلالة معدية في قطيع، فسوف تقضي على القطيع وتسبب مشاكل اقتصادية كبيرة، وخاصة بالنسبة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.

هناك لقاح للمرض، لكنه لا يستخدم في العديد من البلدان لأن التكاليف كبيرة وتجعل استخدام التطعيم لحماية القطعان الصغيرة في العديد من البلدان مسألة غير عملية، فإذا كان لديك 20 دجاجة، على سبيل المثال، يجب عليك أولًا العثور على شخص يأتي ليعطي الدجاج التطعيم، وهناك تكلفة متضمنة في هذه العملية، وعلى رأس ذلك يجب أن يكون اللقاح متاحًا، وبذلك يصعب على المزارع أن يوفر لقاحًا لدواجنه.

وقد استخدم الباحثون تقنية مبتكرة لدراسة الاستجابة المناعية الطبيعية لنوعين من الدجاج، “Fayoumi” و “Leghorn”، وذلك بإستخدام أجنة الدجاج، وذلك لأن نظام المناعة في الدجاج يصبح قابلًا للتطبيق في البويضة قبل الفقس، فهذا يسهل على الباحثين دراسة جينات الجهاز المناعي، والتي تقدم العديد من المزايا.

وعلى الرغم من أن مرض النيوكاسل لا يعتبر تهديدًا كبيرًا في الولايات المتحدة حاليًا، إلا أن ذلك قد يتغير بالنسبة للأمريكيين الذين يقومون بتربية الدجاج كهواة ولمنشآت إنتاج الدواجن الرئيسية، وفقًا للباحثين؛ تسبب تفشي مرض النيوكاسل مؤخرًا في جنوب كاليفورنيا في وفاة أكثر من 1.2 مليون دجاجة. وهذا رقم ليس بالقليل، لذلك وجب التنبيه بالخطر المنتظر.

المصدر

كتابة: الاء عمارة

مراجعة: احمد علاء

تصميم: نهي عبدالمحسن

تحرير: اسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى