لماذا نحب الثوم ولكن نكره رائحته؟
تعرف البشر على نبات الثوم منذ حوالي 5000 سنة، ويمتاز الثوم بنكهته اللاذعة الحارة قليلًا، وهذا ما يحفز البشر على إضافته لكثير من مأكولاتهم، ليضيف نكهة ذكية للطعام، فقد أضافوه للمعكرونة والبطاطا المقلية، وحتى أضافوه إلى الحلوى!
بالرغم من ذلك فإن الثوم يصدر عنه رائحة غير مستحبة، وقد تستمر لساعات، ومع ذلك فإن الناس يحبون نكهته، لدرجة أنهم قد يضحون بساعات رائحته التي يكرهونها في سبيل الاستمتاع بنكهته الرائعة لوقت قصير، فما السبب وراء ذلك؟
إن تقطيع الثوم يطلق مزيجًا سريعًا من المركبات الكيميائية تسمى الكبريتيدات “sulfides”، فهذه الجزيئات تعطي الثوم طعمًا مميزًا لاذعًا. عندما نطبخ الثوم، ترتفع جزيئات الكبريتيد في الهواء وتملأ الغرفة برائحتها الجذابة. بعد ذلك عندما نضعها في أفواهنا، فإن هذه المواد المتطايرة تصعد إلى أنفنا، وهذه الرائحة هي ما يجعلنا نحبه.
هناك بعض الأدلة على أن المركبات الموجودة في الثوم لها فوائد صحية، حيث أنها من الممكن أن تساعد في خفض ضغط الدم وتقديم تأثيرات مضادة للميكروبات، إن هذه الفوائد قد تجعلنا نحب الثوم ونتجاهل رائحته، على الأقل لفترة قصيرة.
معظم رائحة الفم الكريهة الناتجة عن الوجبة تأتي من بقايا الطعام المتحللة في شقوق تجويف الفم، لكن رائحة الثوم لا تبدأ إلا بعد أن يصل الطعام إلى معدتك، حيث تحلل العصائر المعدية الثوم أكثر، وتطلق الكبريتيدات والفيتامينات والمعادن الأخرى.
تنتقل معظم هذه الجزيئات إلى الأمعاء لتتم معالجتها بشكل إضافي، وهناك جزيء صغير يسمى أليل ميثيل كبريتيد “allyl methyl sulfide” أو AMS، وهو صغير بما يكفي للانزلاق من خلال بطانة معدتك وفي مجرى الدم، ويعد هذا المركب أحد مكونات رائحة الثوم المميزة، فهو يعد الجزيء الصغير بما يكفي والوحيد ليعبر خلال دمك بهذه السرعة. ومع مرور الوقت يمر على رئتيك، كما أنه يمر دون جهد عبر الأغشية التي تسمح للأكسجين وثاني أكسيد الكربون بالدخول والخروج من جسمك. وعند الزفير، فإنه يخرج جنبًا إلى جنب مع ثاني أكسيد الكربون، وقد يستمر التأثير لمدة تصل إلى 24 ساعة.
ولكن هناك بعض الأطعمة التي يمكن أن تنقذك، مثل تناول التفاح أو الخس أو النعناع، فهذه الأطعمة تقلل بشكل كبير من تركيز منتجات الثوم الثانوية التي يتنفسها الشخص، حيث أن هذه الأطعمة تحتوي على مركبات فينولية، والتي ترتبط بالكبريتيدات وتجعل حجمها أكبر من أن تنتقل إلى الهواء.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: ميار محسن
تصميم: أحمد سرور
تحرير: إسراء وصفي