الأحياء

لماذا يوجد الكثير من حيوانات الجرابيات في أستراليا؟

تشتهر أستراليا بأنها مملكة الجرابيات، فهي موطن لحيوانات الكنغر والكوالا والومبي (الدب الأسترالي)، والتي تمتلك جراب بأجسامها، وقد وجدت هذه الحيوانات مُنذ ما لا يقل عن 70 مليون عامًا قبل أن تصل إلى أستراليا، ولذلك فهذه الحيوانات لم تنشأ في أستراليا.

تختلف هذه الحيوانات الجرابية عن الكائنات المشيمية كالبشر والحيتان والكلاب، حيث أن صغار الجرابيات يولدون غير مكتملي النمو، وتكون أجسامهم ضعيفة، إذ أنهم يزحفون حتى يصلوا لحليب أمهاتهم والذي يحصلون عليه عند تواجدهم في الكيس، ويبقون به فترة طويلة من الزمن، والتي تصل لعدة أشهر.

وقد تبيّن أن أقدم الجرابيات كانت تعيش في أمريكا الشمالية، والتي تُعد جزءًا من لوراسيا، وهي إحدى القارتين العظيمتين اللتا كونتا قارة بنجايا، حيث تطورت خلال العصر الطباشيري بعد انفصالها عن الثدييات المشيمية قبل 125 مليون عامًا على الأقل، وكانت لوراسيا تضم حوالي 15 إلى 20 نوعًا مختلفًا من الكائنات الجرابية، والتي انقرضت جميعها الآن.

وفي الوقت الذي انقرضت فيه الديناصورات، قبل حوالي 66 مليون عامًا، تحركت الحيوانات الجرابية إلى أمريكا الجنوبية، وفي ذلك الوقت، لم تكن أمريكا الشمالية والجنوبية متصلة كما هي اليوم. لكنهما كانتا قريبتين جدًا، وربما يكون الجسر الأرضي أو سلسلة من الجزر قد ربطهما، وقد سمح هذا الاتصال لجميع أنواع الحيوانات التنقل خلالهما.

وبمجرد وصولها إلى أمريكا الجنوبية، فقد تطوروا خلال مليوني إلى ثلاثة ملايين عامًا من وصولهم، فهناك جرابيات قد تطورت إلى حيوانات آكلة للحمراء والبيضاء، وهناك تلك التي تطورت لتناول الفواكه والبذور.

وقد انقرض الكثير من هذه الحيوانات الجرابية، لكن هناك أنواع كثيرة موجودة بأمريكا الجنوبية، حيث أن هناك أكثر من مائة نوعًا من الأبوسوم “opossums”، وسبعة أنواع من “opossums shrew” ومونيتو ديل مونتي “monito del monte”.
خلال المليون سنة الماضية، سافر أحد أبوسوم أمريكا الجنوبية شمالًا ويعيش الآن في أمريكا الشمالية. هذا هو فرجينيا أوبوسوم (Didelphis virginiana)، وهو الوحيد الذي يعيش في شمال المكسيك، وترتبط الأبوسوم ارتباطًا وثيقًا بالكنغر، لكنها لديها بعض الاختلافات التشريحية، مثل القواطع السفلية الموسعة التي يفتقر إليها أبوسوم أمريكا الجنوبية.

حتى حوالي 40 مليون إلى 35 مليون سنة مضت، كانت أمريكا الجنوبية وأستراليا مرتبطين بالقارة القطبية الجنوبية لتشكيل كتلة أرضية عملاقة واحدة. في ذلك الوقت، لم تكن القارة القطبية الجنوبية مغطاة بالجليد، ولكن بدلًا من ذلك كان هناك غابات مطيرة معتدلة.

وتشير بعض الأدلة الأحفورية على جزيرة سيمور “Seymour” في أنتاركتيكا إلى أن بعض الأنواع من الجرابيات قد ساروا عبر القارة القطبية الجنوبية إلى أستراليا، هناك حفريات من جرابيات وأقاربها، بما في ذلك قريب للمونيتو ديل مونتي.

وقد تم العثور على أقدم حيوان جرابي أحفوري من أستراليا في موقع عمره 55 مليونًا يُدعى تينجمارا “Tingamarra”، بالقرب من بلدة مورجن “Murgon” في كوينزلاند”Queensland”، ووجد أن بعض من جرابيات الحفريات في تينجمارا تُشبه تلك الموجودة في أمريكا الجنوبية، فمثلًا ال “Chulpasia” وهو نوع من الجرابيات القديمة، وصغيرة الحجم، وآكلة للفاكهة من بيرو”Peru”، تعد أحد الأقرباء لنوع آخر وُجد في تينجمارا.

ويشير السجل الأحفوري إلى أن أقدم أحافير جرابية مسجلة كانت منذ 25 مليون سنة، فخلال تلك الحقبة الزمنية، شهدت أستراليا تنوعًا كبيرًا، فقد وُجدت الكثير من الأنواع من الكائنات الجرابية.

ولا يزال من غير الواضح سبب انتشار الجرابيات في أستراليا، لكن إحدى الأفكار هي أنه في الأوقات الصعبة فإنه يمكن للأمهات الجرابيات التخلص من أي أطفال لديهن في حقائبهن، في حين كان على الثدييات الانتظار حتى انتهاء الحمل، وتنفق موارد ثمينة على صغارها.
وهناك رأي آخر هو أنه لا توجد ثدييات مشيمية تتنافس مع جرابيات في أستراليا. ولكن هذه الفكرة تتناقض الآن، من خلال الأسنان الأحفورية التي تنتمي إلى الثدييات المشيمية أو أحد أقارب الثدييات المشيمية المُكتشفة في تينغامارا. هذا يشير إلى أن الثدييات المشيمية كانت في القارة منذ 55 مليون عام.

واليوم هناك ما يقرب من 250 نوعًا من الكائنات الجرابية في أستراليا، وحوالي 120 نوعًا من الكائنات الجراحية في أمريكا الجنوبية، وهناك نوع واحد فقط وهو فرجينيا أوبوسوم يعيش في أمريكا الشمالية.

المصدر

كتابة: الاء عمارة

مراجعة: مريم محمد

تصميم: احمد سرور

تحرير: اسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى