الأحياء

كيف نتخلص من السرطان بالسرطان؟

باستخدام تقنية التعديل الجيني”CRISPR/Cas9″، استطاع العلماء تسخير الخلايا السرطانية، للتخلص من الورم السرطاني بشكل نهائي، وذلك يرجع إلى امتلاك الخلايا السرطانية المُتجولة في مجرى الدم قدرة على العثور على الورم والعودة إليه حيث نشأ، واستغل الباحثون هذه القدرة، وقاموا بهندسة هذه الخلايا السرطانية المُتجولة، لتستطيع إفراز بروتين يمنع الخلايا السرطانية من التمكن من إحداث الموت، كما أنها يمكنها القيام بعملية الموت المُبرمج، وبذلك فإن هذه الخلايا تقوم بتدمير نفسها بنفسها قبل أن تتمكن من البدء في ظهور الأورام.

ولم تكن هذه هي المحاولة الأولى لمحاربة السرطان بالسرطان، إذ أن الباحثون قاموا من قبل باستخدم خلايا السرطان المُتجولة في نقل فيروسات تستطيع القضاء على الورم السرطاني، لكن في حالة استخدام تقنية كريسبر، يعتمد الباحثون على تعديل الخلايا السرطانية، وتطويرها، بحيث تمتلك القدرة على الموت المُبرمج.

وعند تنفيذ التجربة على الفئران، تم حقن الخلايا الورمية، التي تم تعديلها بكريسبر لقتل الخلايا الورمية الأخرى في الفأر، فلاحظوا أنه مع مرور الوقت فإن الخلايا المُعدلة تهاجر إلى خلايا الورم الثابتة.

خطوات التقنية:
1) توصّل الباحثون للبروتين الذي يؤدي إلى موت الخلايا السرطانية وهو “S-TRAIL”، وقد وجد أنه لا يُشكل خطرًا على الخلايا السليمة.

2) عمل الباحثون فى اتجاهين :
الاتجاه الأول، استخدم الباحثون خلايا ورم “glioblastoma”، وهو نوع من خلايا سرطان الدماغ، وهذا النوع من الخلايا مُقاوم لتأثير بروتين “S-TRAIL”، واستخدم الباحثون تقنية كريسبر، لتعديل جينات هذه الخلايا، بحيث تُزيد قدرتها على إنتاج هذا البروتين، ثم وضع هذه الخلايا على الخلايا السرطانية الحساسة لهذا البروتين وبالتالي قتلها.

الاتجاه الثاني، استخدم الباحثون خلايا ورم “glioblastoma”، ولكنها حساسة لبروتين “S-TRAIL”، وقاموا بقطع تلك الجينات المُسببة للحساسية قبل إضافة الجينات المُنتجة للبروتين.
ووجدوا أن كلا النوعين من الخلايا المُعدلة قللت من حجم الأورام في الفئران مقارنة بالفئران التي لم تحصل على العلاج. وقد عاشت الفئران التي خضعت للعلاج مدة أطول أيضًا.

ولكل تقنية إيجابيات وسلبيات، ولذلك سيكون لهذه التقنية بعض السلبيات، فاستخدام الخلايا التي لا تكون مُقاومة ل S-TRAIL قد يكون صعبًا، ولكنه سيُمكّن الأطباء من جمع الخلايا السرطانية الخاصة بالمرضى، ثم تحويلها إلى سلاح يستهدف السرطان الخاص بالناس. لكن وقت الانتظار لهذه الهندسة الخلوية قد لا يكون حلًا للمرضى الذين في حالة متأخرة، وفي هذه الحالة يمكن استخدام الطريقة الأخرى، والتي تعتمد على الخلايا المُقاومة للبروتين، من أجل الوصول السريع والسهل. ولكن لأن تلك الخلايا ستكون غريبة على المريض، سيكون هناك خطر أكبر من أن يرفضها الجسم.

المصدر

كتابة: الاء عمارة

مراجعة: ميار محسن

تصميم: احمد سرور

تحرير: اسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى