الأحياء

كل ما تريد معرفته عن الفيروس

لقد تعايشنا في الآونة الأخيرة مع فيروس كورونا، الذي يُعدّ واحدًا من أخطر الفيروسات التي مرّت على البشرية.
وهو ليس الفيروس الوحيد، حيث تُوجد أنواع وسُلالات كثيرة منها، ذُكِرت على مَرّ التاريخ، ولا زلنا عُرضة لها إلى يومنا هذا.
كمثال؛ يُوجد فيروس B ،C، شلل الأطفال، والحصبة وغيرها.
فإذا كُنتَ تُريد التعرُّف على الفيروسات، هلمَّ بنا في هذا المقال نتعرف على ماهيتها، وطبيعتها، والكثير عنها.

ما الفيروس؟

طُفيليات مِجهرية تفتقر إلى القدرة على الازدهار والتكاثُر خارج العائل.
كما أنها ليست نباتات، أو حيوانات، أو بكتيريا.

متى اكتُشفت تلك الكائنات الدقيقة؟

ساهم عالمان في اكتشافها، حيث وجد العالم إيفانوسكي (Ivanoski) عام ١۸۹٢، أنَّ الأوراق المبرقشة من نبات التبغ بعد الترشيح البكتيري (مصفاة شمبرلند) لا زالت مُعدِية.
وأطلق العالم بييرينك (Beijerinck) عام ١۸۹۸ عليه المُحرِّض على تبرقش التبغ، وأكّد أنه ليس كائنًا بكتيريًا، بل فيروس قابل للترشيح (living liquid virus).

حجم الفيروس

صغير جدًا؛ حيث يتراوح قطره بين ٢۰ إلى ٢٥ نانومتر، لذا؛ لا يُمكننا رؤيته بالميكروسكوب الضوئي، باستثناء بعض الفيروسات من عائلة الجدري.
وكان يُعتقد أنَّ أحجامها أصغر من البكتيريا حتى عام ١٩٩٢، حتى اكتُشفت كائنات تشبه البكتيريا في الأميبا في برج تبريد المياه، والتي أُطلِق عليها (Mimivirus)، وحجمها يبلغ حوالي ٧٥۰ نانومتر.

أشكال الفيروس

يُوجد نوعان رئيسيان، هما الشكل العصوي أو الخيطي، والكروي.
يرجع الشكل العصوي إلى الصف الخطي للحمض النووي، ووحدات البروتين التي تكوّن الكابسيد.
أمّا الشكل الكروي، فهو في الواقع مُضلَّع ومُكوَّن من عشرين ضلعًا.

تركيبها

يتكون الفيروس من جزئين رئيسيين، هما المادة الوراثية مُحاطة بالغلاف البروتيني الذي يُسمَّى “الكابسيد”.
قد تكون المادة الوراثية إما حمضًا ريبوزيًا (RNA)، أو ديوكسي ريبوزي (DNA).
أحيانًا يُحاط الفيروس بغطاء من جُزيئات البروتين والدهون.
يُوجد ما يُسمَّى بـ “أشباه الفيروسات”، وهي كائنات مُسبِبة للأمراض تحتوي فقط على حمض نووي، ولكن بدون بروتينات تركيبية (Viroids).
كما تُوجد جُزيئات مُتكوِّنة بشكل أساسي من بروتين مُدمَج بإحكام مع جُزء صغير جدًا من الحمض النووي، وحينها تُسمَّى البريونات (prions).

هل الفيروسات كائنات حية؟

يتوسّط الفيروس بين الكائنات الحية والأشياء غير الحية، حيث يحتوي على الحمض النووي الريبوزي (RNA) أو الديوكسي ريبوزي (DNA).
كما يفتقر إلى القدرة على قراءة المعلومات الموجودة في الأحماض النووية والتَصرُّف بناءً عليها، وبذلك لا يُمكن تكاثُره خارج الخلايا الحية.

عملية تكاثُر الفيروس

تختلف دورة حياة الفيروس من نوع لآخر اعتمادًا على نوعه، ولكن تشترك جميعها في ست مراحل أساسية:

1- الالتصاق:

تتفاعل البروتينات الفيروسية الموجودة على الكابسيد (وهو الغطاء) مع مُستقبِلات سطح خلية العائل.

2- الاختراق:

يحدث تغيُّرات في الغلاف البروتيني الفيروسي؛ ليتوافق مع غشاء خلية العائل ويحدث اندماج بينهما.
أو يُمكن للمادة الوراثية الفيروسية الدخول بواسطة المُستقبِلات أو الالتقام من خلية العائل.

3- إزالة الغلاف الخارجي:

يُزال الغلاف الخارجي ويُهضم بواسطة إنزيمات هاضمة، تُطلق من الحمض النووي الجينومي.

4- التضاعف:

في هذه المرحلة، يحدث النسخ وترجمة الجينوم الفيروسي.

5- التركيب:

تُجمّع البروتينات الفيروسية مع الجينوم الفيروسي المُكرَر حديثًا داخل فيرون (هيكل الفيروس)، والذي يكون جاهزًا للانطلاق خارج خلية العائل.
يُمكن تسمية هذه المرحلة بـ النضج.

6- الانطلاق:

ويُحتَمل طريقتان، التَحلُل، أو التَبرعُم.
فيُؤدي التَحلُل إلى موت خلية العائل المُصابة، وهذا النوع من الفيروسات يُسمَّى بـ “المحللة”، كما في الجدري.
بينما نجد فيروس الإنفلونزا يخرج من الخلية المُصابة، عن طريق التَبرعُم الذي يُؤدي إلى حصول الناتج على غلاف الفوسفوليبيد الفيروسي، وهذا النوع يُسمَّى بـ “فيروسات الاعتلال الخلوي”.
بعد انطلاق الفيرونات الجديدة، تبقى بعض البروتينات الفيروسية في سيتوبلازم خلية المُضيف، التي تعمل كأهداف للأجسام المُضادة لتُعالجها.

هل يُمكن للفيروسات النباتية أن تُصيب الحيوان أو العكس؟

لا؛ لأن الفيروسات كائنات مُتخصِصة بطبيعتها، كما أن تلك التي تُسبِب الإنفلونزا، لا يُمكنها أن تُحدث مرض الحصبة أيضًا.

تصنيف الفيروسات

تُصنَّف الفيروسات حسب نوع العائل الذي تُصيبه، فيُوجد:

1- آكلات البكتيريا (Bacteriophages) (ويُطلَق عليها اسم “العاثيات” أيضًا):

وتتجه إلى طريقين في كيفية الإصابة، إمّا أن تُفجِّر الخلية البكتيرية بعد إنتاج لاقمات جديدة، أو يندمج الحمض النووي للفيروس مع نظيره في الخلية البكتيرية، ويُسمَّى حينها (Prophage).

مثال للنوع الأول (T4)، والنوع الثاني لمدا (λ)، وكلاهما يُصيبان E. coli.

2- الفيروسات النباتية:

نظرًا لوجود جدار خلوي سميك يُحيط بالخلايا النباتية، فإن هذا النوع من الفيروسات لا يدخل خلية العائل عن طريق الالتقام بواسطة المُستقبِلات.
ولكي يخترق الخلية، يجب وجود تلف بالخلايا، والذي يحدث عن طريق الحشرات، أو الحيوانات، أو الحرائق.
فيدخل الفيروس عن طريق الخلايا التالفة، وقد يَرِث النبات الجديد الفيروس من النبات الأم.
ويُمكن أن تنتقل عن طريق حبوب اللقاح، أو عُصارة نبات آخر، وكذلك الحشرات، والديدان.
عندما ينتقل الفيروس بين نباتات مُختلِفة، يُسمَّى “النقل الأفقي”، وعندما ينتقل من أحد الوالدين وراثيًا يُعرَف بـ “النقل الرأسي”.

أعراض الإصابة بالفيروس على النباتات

1- فرط التنسُّج:
وهو الإفراط في تكاثُر الخلايا، وينتج عنه ظهور أورام في النباتات.

2- نقص التنسُّج:
نقص نمو الخلايا في أوراق النباتات، وينتج عنه مناطق صفراء رقيقة.

3- نخر الخلية:
تتسبب بعض الفيروسات في قتل الخلايا مُباشرةً.

تشمل بعض الأعراض الأخرى، مثل تشوُّه الأوراق، ظهور خطوط سوداء على السيقان، بالإضافة إلى تغيُّر نموها، والأوراق، والفاكهة، وظهور البقع الحلقية.

أمثلة للفيروسات النباتية

فيروس ذبول الطماطم المُبقع (tomato spotted wilt virus)، وفيروس فسيفساء الفاصوليا الشائع (bean common mosaic virus)، وفيروس فسيفساء الخيار (cucumber mosaic virus).

الفيروسات الحيوانية:

تخترق الفيروسات الحيوانية غير المُغلَفة بطريقتين؛ إمّا طريقة الاندماج مع مُستقبِلات خلية العائل، أو دخول الخلية عن طريق حوصلة أثناء عملية الالتقام (endocytosis).

مثال: نبذة عن فيروس كورونا المُستجَدّ (COVID-19):
سُلالة جديدة من فيروس كورونا، تُصيب الإنسان والحيوان في الجهاز التنفسي.
اكتُشفت في مدينة ووهان في الصين، في مجموعة مُصابة بأعراض الالتهاب الرئوي.

  • أعراض الكورونا
    حُمَّى.
    تعب.
    سُعال جاف.
    قد يُعاني البعض من احتقان، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والإسهال، وعادةً تكون الأعراض خفيفة، وتزداد تدريجيًا.
  • شكل فيروس كورونا

أُخِذ اسم كورونا من البروتينات الشوكية الموجودة على سطحها الخارجي، والتي تشبه الإكليل الشمسي الذي يحدث للغلاف الجوي أثناء الكسوف الكلي للشمس.
والذي يُسمَّى “Corona”، أي تاج باللاتينية.
أُنشِئت صورة لفيروس كورونا من قِبَل المراكز الأمريكية لمُكافحة المرض والوقاية منه (CDC)، ونرى مُشابهته للكسوف الكلي للشمس.

إنَّ تلك الكائنات الدقيقة قادرة على أن تُدمِّر كائنًا حيًا كاملًا، مهما بلغ حجمه وتنوعت الأجسام المُضادة بداخله، فوجود سُلالة جديدة مُتحوِّرة يُمكنه أن يُسبِب الرعب للبشر.

ولكن، لا تقلق، فإنَّ لكل داءٍ دواء، وباكتشاف اللقاحات الجديدة للفيروس، واتباع الإرشادات السليمة، يُمكن تقليل فُرص الإصابة بفيروس كورونا خاصةً، وباقي الأنواع عامةً.

المصادر: 1, 2, 3, 4

كتابة: ندى عبدالرحيم

تدقيق لغوي: أسماء مالك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى