الأحياء

لقد حان الوقت للكشف عن الكنوز المخفية

قام العلماء بدراسة حوالي 1510 عينة من الذباب المتحجر من عصر الباليوجين “Palaeogene” -وهو عصر من العصور القديمة امتد حوالي 43 مليون عام-، وكانت النتيجة أنهم قد وجدوا بقايا يرقات الدبور بداخل 55 عينة منها، وكان ذلك دليلًا على أن الحشرات القديمة قد عانت من الطفيليات أيضًا مثل الثديات، ليس ذلك فقط، بل إنهم أيضًا قاموا بالكشف عن 4 أنواع جديدة لم تكن معروفة من قبل.

 

وتعد الدبابير المتطفلة داخليًا من أكثر الكائنات خطرًا على البشر؛ إذ أنها تضع بيضها داخل المُضيف، وبعد فترة الحضانة تأتي مرحلة الفقس، لكن هذه المرحلة تُعد مؤشرًا لنهاية حياة المضيف، إذ أنهم يقتلونه ويتغذون على بقاياه، وهذه الطريقة بالرغم من بشاعتها لكنها ناجحة بشكل لا يصدق، وبها شيء من التحدي لهذه المخلوقات الصغيرة التي تجاهد لأجل غريزة طبيعية ألا وهى البقاء. فقد قام العلماء باستخدام سينكروتون الأشعة السينية لبفحص الخنافس المتحجرة، أيضًا قاموا بفحص مجموعة أحافير مجهولة وغامضة.

 

في نهاية القرن التاسع عشر، تم العثور على حفريات لشرنقة ذبابة، ويرجع تاريخها لعصر البالوجين في الفترة ما بين 66 إلى 23 مليون سنة مضت، وخلال هذه السنوات تم استبدال المواد العضوية بداخلها بالحجر. وفي عام 1944م تم تشريح واحدة منها وكانت المفاجأة هي العثور على دبور طفيلي بداخلها! ولم يتم فحص مثل هذه الحفريات حتى عام 2016م، عندما قام الباحثون بفحص حوالى 29 باستخدام الأشعة السينية، ولم يعثروا على الطفيل إلا في العينة رقم 10، وبعد ذلك قام الباحثون باستخدام الأشعة السينية، وقاموا بفحص 1500 عينة في أربعة أيام فقط، ولاحظوا وجود طفيليات بداخل حوالي 55 عينة داخل الحشرات المتحجرة، وقد تعرف العلماء على 4 أنواع جديدة من هذه الطفيليات وكانت أسماؤهم كالتالي: “Xenomorphia resurrecta” و”Xenomorphia handschini” و”Coptera anka” و”Palaeortona quercyensis”. وكان نوعا الـ”Xenomorphia” مشابهين لبعضها البعض، أما بالنسبة للنوعين الآخرين “Coptera anka” و”Palaeortona quercyensis” فقد كانت لهما خصائص بالأجنحة وقرون الاستشعار بوسط جسمها تشير لأنهما يتناسبان مع نمط الحياة الأرضية.

 

يعتقد الباحثون أنه يشبه الدبابير المتطفلة داخليًا، وقد تم اكتشاف الطرائد -وهي الحشرة في الطور الانتقالي- وتم اختراقها من قِبل الدبابير الأم باستخدام “ovipositor” (مُوْضِع البيض في الحشرات)، وزرعوا بيضها في الداخل، ولكن بعد ذلك أدت بعض الأحداث إلى تدمير أعشاش بأكملها، -وقد تكون الفيضانات بسبب الأمطار- مما أدى إلى إنهاء حياة الحشرات قبل أن تبدأ. إنها نهاية مأساوية، ولكن بقاياهم الحجرية الصغيرة توضح تاريخ هذه المخلوقات الرائعة. فتقنيات التصوير الحديثة مثل التصوير بالأشعة السينية تُسهل رؤى جديدة تمامًا في الحفريات وغيرها من العينات. وتمكننا من تقدير قيمتها الحقيقية، والآن لقد حان الوقت للكشف عن الكنوز المخفية.

المصدر

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: أحمد علاء

تصميم: عبدالرحمن سعد

تحرير: علاء الدين محمود

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى