الأحياء

لا تحاول التخفى، فبصماتك قد كشفت عن هويتك

إذا كنت من محبي أفلام الجرائم، فهناك مشهد أساسي قد مر عليك، والذي يقول فيه المحقق لخبير الأدلة الجنائية: «ارفع البصمات»، فهل تعلم أن بصمات المجرم قد تفضحه وتكشف عن هويته؟

بالفعل قد ساهمت البصمات في الكشف عن عدد هائل من الجرائم، بالرغم من ذلك فهناك بعض الحالات التي يصعب فيها استعادة البصمات، ويبقى السؤال الأهم والذي راود الكثير، كيف تتكون بصمة الإصبع؟ سنعرف الآن.

 

عند ملامسة الإصبع لسطح ما، فإنه يترك بعض قطرات العرق ومواد أخرى قد استخدمها المشتبه به، وهذه المواد تترسب في النمط المميز لخطوط الإصبع، وبالطبع هذه البصمات غير مرئية بالعين المجردة، ولكي نستطيع تحديد هذه البصمات أو عمل صورة واضحة لها، فهذا يتطلب استخدام مواد كيميائية، وهناك أيضًا بعض العمليات التي من خلالها يمكن الحصول على المزيد من المعلومات الخاصة بمالك الإصبع، فيمكن معرفة ما الذي لامسه أو ماذا أكل أو ما الأدوية التي تناولها، وكل هذه المعلومات مفيدة بالطبع للكشف عن المجرم.

 

إن البصمة الموجودة في مسرح الجريمة لن تحتوي فقط على عرق من المشتبه به أو آثار لأي مواد لمسها المشتبه به، لكنها أيضًا قد تحتوي على دم للضحية أو مواد متفجرة وهذا قد يساعد في التعرف على المجرم، إذا كانت بصماته موجودة في
قاعدة بيانات بصمات الأصابع.

 

هناك منطق قد اتبعه الباحثون لتحديد هوية المجرم، أولًا أثبتوا أن المواد التي تغطي الهاتف المحمول، تختلف باختلاف مالك هذا الهاتف، إذ أنها تميزه بوجود المواد الغذائية أو الأدوية أو مستحضرات التجميل وغيرها من المواد التي تميز ذلك الشخص، وعندما طبقوا هذا المنطق على بصمات الأصابع، أثبتوا أن تلك المواد تختلف باختلاف الأشخاص، وهذا يمكن أن يكشف عن نمط حياة الشخص مثل وظيفته أو عاداته الغذائية أو مشكلاته الطبية، وهذا قد يساعد الشرطة على معرفة المجرم.

وبالطبع هذه الطريقة ليست فعالة للتعرف على المجرم بشكل مؤكد، ولكنها مفيدة في كونها تساعد في تضييق نطاق قائمة المشتبه بهم المحتملين.

 

وعلى نطاق أوسع من عالم الجرائم، فإننا يمكننا استخدام بصمات الأصابع في التحاليل الخاصة بالكشف عن تناول المخدرات، حيث أن هذه الطريقة أسهل وأسرع بكثير من أخذ عينة من الدم أو البول، كما أنها أدق ويصعب فيها التزييف، ويمكن أن تكشف عن كمية صغيرة جدًا من المخدرات في البصمات تصل إلى “0.00000000001g”، لذا تُعَد هذه طريقة حساسة للغاية، إذ أن هذه البصمات توضح المواد التي التقطها الشخص بيديه، فالبصمات لا تتضمن فقط المواد التي لمسها الشخص بيديه، وإنما أيضًا العرق الذي يفرز، وهذا العرق يتضمن المواد التي تناولها الفرد، لذلك من السهل معرفة ما إذا كان ذلك الفرد قد تناول موادًا مخدرة أم لا.

 

ربما تتفاجئ إذا اخبرتك بأن هذه المواد قد تجدها في بصماتك، ليس من الضروري أن تكون من هؤلاء المتعاطين، لكن هناك سبب آخر سأكشفه لك، وهو أن هذه المواد المخدرة يمكن أن تنتقل إلى بصماتك عن طريق الأوراق النقدية أو ملامسة سطوح ملوثة وغيرها، وهنا يوجد سؤال في غاية الأهمية، إذا كانت هذه المواد منتشرة بين الناس، فكيف يمكن تمييز الشخص المتعاطي عن غير المتعاطي؟

الأمر ليس صعبًا؛ فالشخص المتعاطي يحمل هذه المواد في بصماته بكمية كبيرة بمائة مرة عن الشخص غير المتعاطي، ليس هذا فقط، فالشخص المتعاطي يفرز جسمه هذه المواد باستمرار مهما غسل يديه، فلن تزول بهذه السهولة.

 

أيضًا وُجِد أن الأدوية الموصوفة يمكن اكتشافها في بصمات الأصابع، وأن هذه الآثار تختفي عندما يتوقف المريض عن تناول أدويته. لذلك في يوم من الأيام، يمكن أن نرى بصمات الأصابع المستخدمة كأية طريقة سهلة لمساعدة مريض للتأكد من أن الدواء يتم امتصاصه بشكل صحيح.

 

هذا مهم بشكل خاص للمرضى الذين يخضعون للعلاج من أمراض الصرع والسكري والقلب وغيرهم، الذين قد يكافحون لتناول الأدوية أو ينسون أو يختارون عدم تناولها.

المصدر

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة أحمد علاء

تصميم: أميرة فيصل

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى