تمكُن العلماء من تحديد سرعة موت الخلايا!
تموت الخلايا في أجسامنا بشكل مستمر، والآن تمكن العلماء من معرف مدى سرعة موتها، ووجد العلماء أن الموت ينتقل في صورة موجات خلال الخلية، فهو يتحرك بمعدل 30 ميكرومتر في الدقيقة، وهذا يعني أن الخلايا العصبية التي يمكن أن يصل حجمها إلى 100 ميكرومتر، يمكن أن تستغرق 3 دقائق و20 ثانية للموت.
قد يبدو الأمر مرعبًا لك بعض الشيء عندما تسمع بهذا المعدل، لكن ما لا تعرفه أن هذا مفيد لنا، وهو الذي يبقينا على قيد الحياة وبصحة جيدة، حيث أن موت الخلايا المبرمج “Apoptosis” ضروري لإزالة الخلايا غير الضرورية أو الضارة من أجسامنا، مثل الخلايا المصابة بالفيروسات، كما أنه يساعد على تكوين الأعضاء في الجنين النامي.
إذا لم تعمل هذه العملية بشكل صحيح، فقد تكون العواقب غير مرغوبة. فعلى سبيل المثال، قد تبدأ الخلايا السرطانية في الانتشار بدلًا من الموت. ويسمى أيضًا موت الخلايا المبرمج في بعض الأحيان بالانتحار الخلوي “cellular suicide”، لأنه عملية تدمير ذاتي. ويبدأ بإشارة إما من الداخل أو من الخارج لإنزيم يسمى “caspases” ليبدأ في شق الخلية، لكن لم يتضح بعد كيفية انتشار الموت المبرمج بعد أن يتم إطلاقه عبر الخلية.
لمعرفة ذلك، لاحظ الباحثون العملية في واحدة من أكبر الخلايا الموجودة في الطبيعة، وهي خلايا البيضة من الضفدع المخرج الأفريقي “Xenopus laevis”، حيث قاموا بملء أنابيب الاختبار بالسوائل من البويضات وتسببت في موت الخلايا المبرمج، وكشفوا عن حدوث العملية عن طريق وضع علامات على بروتينات مع ضوء الفلورسنت، فإذا رأوا ضوء الفلورسنت، فهذا يعني حدوث الانتحار الخلوي.
وجد الباحثون أن ضوء الفلورسنت قد تحرك عبر أنابيب الاختبار بسرعة ثابتة، حيث أنه إذا استمر الموت المبرمج في الانتشار بسبب الانتشار البسيط (انتشار المواد من منطقة ذات تركيز عالٍ إلى تركيز منخفض)، فإن العملية كانت ستتباطأ عند النهاية.
وقد شبه الباحثون العملية التي لاحظوها بانتشار النار خلال حقل ما لذلك أُطلق عليها “موجات الزناد” “Trigger waves”، فإنزيمات ال “caspases” والتي تم تنشيطها تقوم بتنشيط التنظيمات الأخرى التي لم تنشط بعد حتى تموت الخلية بأكملها. ثم أراد الفريق مشاهدة هذه العملية تحدث داخل البويضة نفسها، ولاحظوا أنه عندما مات بيض الضفادع، أصبح لونه داكنًا، لذلك وفروا ظروف مناسبة لموت البيض وكانت النتيجة أن الخلية تصبح داكنة اللون، بمعدل متوسط قدره 30 ميكرومتر في الدقيقة.
تساعد موجات الزناد الخلايا على التكاثر أيضًا، وتقوم الخلايا العصبية بنشر الإشارات عبر الدماغ وبذلك تنتشر الفيروسات من خلية إلى أخرى.
كتابة: الاء عمارة
مراجعة: ميار محسن
تصميم: نهي عبدالمحسن
تحرير: اسامة الشيمي