الأحياء

لبن خالٍ من اللاكتوز!

إذا كنت واحدًا من الذين لا يستطيعون استهلاك منتجات الألبان لأن معدتك لا تستطيع هضم اللاكتوز الموجود في منتجات الألبان، فدعني أخبرك أنك ستستطيع أن تستمتع بالحليب ومنتجات الألبان الخالية من اللاكتوز بدون صعوبة.
حيث يمكن لمُصنِّعي الألبان إنتاج ألبان خالية من اللاكتوز كالحليب ومنتجات الألبان الأخرى عن طريق تفاعل اللاكتوز كيميائيًا مع الحليب، مما يزيل مصدر الصعوبة الغذائية ويسمح لك بالاستمتاع بالأطعمة المصنوعة من منتجات الألبان.

عدم تحمل اللاكتوز (lactose intolerance):
إذا كنت تعاني من عدم تحمل اللاكتوز فأنت لست حساسًا للحليب أو حتى اللاكتوز ولكنك تفتقر إلى الإنزيم الذي تحتاجه لهضم اللاكتوز، أو سكر اللبن. هذا يعني أن اللاكتوز يمر غير مهضوم في القناۃ الهضمية السفلی حيث توجد البكتريا، ومن هنا تبدأ المشكلة إذ أن البكتيريا تقوم بهضم اللاكتوز وتُنتِج الغاز كمنتج ثانوي؛ مما يسبب التقلصات المؤلمة والانتفاخ الذي تشعر به عندما تستهلك الحليب.

الحليب الخالي من اللاكتوز (Lactose-free milk):
إذا ذهب تفكيرك إلى أن حل هذه المشكلة هي إزالة اللاكتوز من الحليب، فأريد أن ألفت النظر إلى أن هذا الأمر ليس عمليًا بل إنه غير ضروري، لكن كيف يكون حل هذا الأمر؟
الحل ببساطة هو إضافة إنزيم اللاكتيز (lactase) إلى الحليب، علمًا بأن هذا الإنزيم مسئول عن تكسير سكر اللاكتوز الموجود في الحليب ليسهل هضمه، إذ يقوم إنزيم اللاكتيز بتكسير اللاكتوز إلى سكر جلوكوز وجالاكتوز.

هضم اللبن الخالي من اللاكتوز:
إذا كنت تستهلك الحليب الخالي من اللاكتوز لأن اللاكتوز قد تم هضمه بالفعل إلى جلوكوز وجالاكتوز، فإنك لست بحاجة إلى أن تكون قادرًا على إنتاج إنزيم اللاكتيز لهضم الحليب، حيث يمكن للأمعاء استيعاب السكريات الأصغر مباشرة في مجرى الدم؛ مما يمنع الأعراض المعوية المرتبطة بعدم تحمل اللاكتوز.
على هذا النحو لا يسبب الحليب الخالي من اللاكتوز ومنتجات الألبان الخالية من اللاكتوز أي أعراض في الأشخاص الذين لا يتحملون اللاكتوز.

أحد الاختلافات بين اللبن الخالي من اللاكتوز والحليب العادي والألبان هو أن الصنف الخالي من اللاكتوز سيكون أحلى قليلًا عند التذوق، ويرجع السبب في هذا إلى شكل جزيء اللاكتوز مقارنة بأشكال الجلوكوز وجزيئات الجالاكتوز.
في حين يجب معالجة الحليب وبعض منتجات الألبان بإنزيم اللاكتيز ليجعلها خالية من اللاكتوز فإن منتجات الألبان الأخرى خالية من اللاكتوز أو شبه خالية من اللاكتوز بدون معالجة إضافية، فمثلًا يمكن لأغلب الأفراد الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز تناول اللبن الزبادي بأمان؛ وذلك لأن البكتيريا الموجودة في اللبن تفرز إنزيم اللاكتيز بشكل طبيعي فيقوم بتكسير اللاكتوز ونتيجة لذلك سيكون ليس من الضروري أن يقوم المُصنِّعون بتصنيع اللبن الخالي من اللاكتوز ليكون المُنتَج النهائي خاليًا تمامًا من اللاكتوز.

المصدر 

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: أحمد علاء

تصميم: عبدالرحمن سعد

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى