الحمض النووي غير المرغوب فيه بإمكانه مساعدة الإنسان في محاربة الأمراض

هل بإمكان جينوم الدلافين، والفيلة، والسناجب أن يخبرنا بمدى قدرتنا على مقاومة الأمراض؟ طبقًا لذلك فإن هناك دراسات وأبحاث نُشِرت اليوم بالفعل في تقارير جريدة “Cell “، وهذه التقارير تقول أن 98% من جينوم الثدييات لا يُترجم إلى بروتين؛ فبدلًا من ذلك يتحكم هذا الجزء في زمان ومكان تعبير الجسم عن الجينات، وتبعًا لذلك قام علماء من جامعة “Utah Health” بالتحقق من ذلك الجزء من الجينوم على حيوانات مختلفة لمعرفة المزيد من تأثيرها على الصحة واستجابتها للأمراض.

  يقول أستاذ مساعد علم الأعصاب والتشريح  أن عامة الناس اعتادوا على أن يدعوا هذه الأجزاء غير المشفرة بالحمض النووي غير المرغوب فيه، لكنه يراها كطريق ملئ بالمتاهات لم يُكتشف بعد، ويقول أيضًا في جريدة الجامعة التي نُشِرت أنهم مازالوا يستكشفون هذه الأجزاء غير المشفرة لمحاولة اكتشاف أجزاء جديدة من الجينوم ربما يُمكن أن تتحكم في الأمراض المختلفة، وتبعًا لذلك قام مجموعة من الباحثين بدراسة الجينوم لدى مجموعة من الحيوانات مثل الفئران والدلافين والفيلة الأفريقية وثلاثين نوعًا من السناجب الأرضية على أمل أن يقوموا بتحديد الأجزاء سريعة التطور من المناطق غير المشفرة في جينوم الحيوانات فبإمكانها أن تقدم أية أدلة عن كيفية استجابة الجينوم البشري لمقامومة الأمراض.

نادرًا ما تعاني الفيلة من مرض السرطان على الرغم من امتلاكها خلايا أكثر مائة مرة من الإنسان وتعيش حتى مدة تتراوح ما ين 60 إلى 70 عامًا، وبناءً على ذلك قام فريق من جامعة “Utah Health” بتحديد ثلاثة أنواع من الجينات المتعلقة بالمناطق سريعة التطور في جينوم الفيلة التي تساعدنا في إصلاح خلايا الحيوانات المُصابة ومنعها من الانقسام. وحدّد العلماء في مزيد من الاختبارات لعينات الدم روابط إضافية بين الجينات التي تستجيب للمناطق المُدمرة وسريعة التطور، وتبعًا لذلك فإن هذه الأبحاث والاختبارات تُلقي الضوء على العناصر المقاومة لسرطان محتمل في جينوم الإنسان، كما تنبأت نتائج الأبحاث على الفيلة أن التسلسل غير المكوّد في الجينوم البشري يمكن أن يتحكم في نشاط الجين ويقلل من تشكُّل الطفرات والإصابة بمرض السرطان.

أخيرًا، تمكن الفريق من تحديد العناصر في جينوم الخفافيش التي يمكن أن تساعدنا في فهم تشوّهات الأيدي والارجل، وهذه في جينوم الدلافين التي يمكن أن تُلقي الضوء على اضطرابات تجلُّط الدم، بينما يُخبرنا جينوم السناجب معلومات عن مرض البهق.

في النهاية، يمكننا أن نقول أن الحمض النووي غير المرغوب فيه مازال شيئًا غير مستكشف إلى حد كبير، وعلى الرغم من ذلك فإن رسم خريطة دقيقة لمعالمها الواعدة هي أول خطوة مهمة لاستكشافها وإن التركيز على معرفة هذه الاكتشافات تساعدنا لتحسين الطب البشري.

المصدر

ترجمة: مريم محمود

مراجعة: أحمد علاء

تحرير: أحمد عبدالستار