الألم النفسي.. ما المقصود به؟ وكيف نتعامل معه؟
الحياة مليئة بالمواقف الحزينة؛ فقد مر علينا عام ٢٠٢٠ بكل ما يحمله لنا من آلام، وتغيرت حياتنا تمامًا لتصبح مليئة بالقلق والألم النفسي والخوف على أنفسنا، وعلى من نحب.
لكن، هل تعلم أن في ذلك بعض الفوائد؟ وتستطيع أيضًا من خلال معاناتك اكتساب بعض المهارات!
سنتكلم اليوم عن الألم النفسي، وكيفية تحويل هذا الألم من شعور سلبي إلى إيجابي، وستعم عليك الكثير من الإفادة.
ولكن أولًا سنعرف ما المقصود بالألم النفسي؟ وهل يوجد اختلاف في طريقة التعامل مع الألم النفسي؟ أم جميعنا نتشابه في ذلك؟
السبب وراء الألم النفسي
هو ألم ليس سببه مرض جسدي، لكن السبب في بعض الأحيان يكون بسبب مواقف من الآخرين، أو فقد شخص عزيز عليك، ويمكن أن ينتج عنه بعض الحالات المرضية.
هل يختلف التعامل مع الألم النفسي من شخص لآخر؟
هناك الكثير من المشاعر المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى ألم نفسي، قد يعاني الجميع من هذه المشاعر من وقت لآخر، ولكن عندما تكون هذه المشاعر شديدة ومستمرة، فإنها يمكن أن تتداخل مع قدرة الشخص على العمل وأداء الأنشطة اليومية العادية.
ولذلك، يختلف رد الفعل لكل منّا تجاهه، فيوجد من:
١- يتعامل بالتجاهل مع ذلك الشعور، ويحاول نسيان الأزمة والألم.
٢- يتعامل بمواجهة الألم، ويحاول السيطرة عليه.
إنكار الألم أو تجاهله أمر جيد، ويساعد على استمرار الحياة، لكن تعرضك للكثير من المواقف التي تسبب آلامًا لك، تجعلك تصل إلى حالة غير صحية، ويزداد ألمك؛ ويسبب الكثير من المشاكل.. منها الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية التي يصاحبها فقدان في الأمل.
أعراضه
لا يوجد رد فعل ثابت تجاه ما يحدث، فلا يوجد تصرف صحيح أو تصرف خاطئ؛ لذلك يختلف كل شخص في تعامله مع الألم، وتختلف الأعراض؛ لذلك لا تلقي اللوم على نفسك إذا تصرفت بطريقة مختلفة عن الآخرين، ومن تلك الأعراض (ردود الأفعال):
١- الصدمة أو الإنكار.
٢- الارتباك وصعوبة التركيز.
٣- الغضب وتقلب المزاج.
٤- القلق والخوف.
٥- الشعور بالذنب ولوم الذات.
٦- الانسحاب من الآخرين.
٧- الشعور بالحزن أو اليأس.
٨- الشعور بالانفصال.
ولكن، هل يوجد جانب إيجابي يمكن الاستفادة منه عند التعرض له؟
الألم النفسي متواجد في حياتنا؛ فلا نستطيع إلغائه تمامًا، ولذلك يجب أن تتعلم كيفية التعامل جيدًا معه؛ حيث أن تعاملك معه تعاملًا صحيًّا يجعلك تستفيد منه.
نعم! لا تتعجب من هذا، عند التعامل الصحيح مع الألم النفسي، تبدأ الجوانب الإيجابية في الظهور، فيحدث:
١- ظهور لبعض التفكير الجديد.
٢- يعكس على حياتك اختيارات جديدة.
٣- يجعلك تتحرك وتواجه الظلم.
٤- يلهمك للبحث عن بعض العادات والعلاقات الصحية.
٥- يوقظ الامتنان والتقدير لما لديك.
٦- يمكن للألم أيضًا أن يوقظ إحساسًا عميقًا يجعلك تشعر بآلام الآخرين؛ فتقدم لهم الدعم عند احتياجهم لذلك.
لذلك، إيجاد هدف من الألم هو جزء أساسي من العلاج، قد لا تفهم أبدًا سبب تراكم هذا الألم؛ فيمكن أن تكون عشوائية الحياة، لكن تحديد الطريقة التي تختارها للعيش مع تجربتك المؤلمة أمرًا ضروريًا.
لذلك، عندما يتعلق الأمر بالشفاء؛ فإن الإيثار هو أحد أكثر الأدوات -التي يمكنك تطبيقها- فعالية، إليك هذا المثال للتوضيح:
رجل في منتصف العمر، ناجٍ من السرطان في المرحلة الرابعة، يتطوع أسبوعيًا في مركز علاج السرطان، يتحدث إلى المرضى وعائلاتهم، ويشاركهم تجربته الخاصة، ويدعمهم طوال فترة علاجهم.
ذلك الرجل يحكي تجربته للمرضى؛ ليحميهم من التعرض لآلام أكثر، يحاول حمايتهم حتى لا يتعرضوا لكثير من الآلام مثلما تعرض هو، وبذلك يستفيد هو من ألمه!
والآن، بعد معرفتنا عن الألم النفسي، ونظرًا لاختلافنا في التعامل معه، يجب أن نقدم بعض النصائح.
كيفية التعامل مع الألم النفسي:
١- ابدأ بممارسة الرياضة، يفضل أداء التمارين الرياضية لمدة ٣٠ دقيقة يوميًا.
٢- لا تعزل نفسك، حاول أن تحافظ على حياتك الاجتماعية، وابتعد عن التحدث عن كل ما يؤلمك.
٣- اطلب الدعم، سواء من اختصاصي نفسي؛ لتتكلم معه وتعبر عما بداخلك، أو تطلب الدعم من أقاربك ومن يحبك؛ ليقف بجانبك.
٤- شارك في أنشطة اجتماعية، أو تطوع لمساعدة الآخرين؛ لتقضي الوقت في أمر مفيد، وحتى تستمتع وتبتعد عن تذكر ما يؤلمك.
٥- اكتسب بعض الصداقات الجديدة.
٦- حافظ على صحتك النفسية والجسدية.
وفي النهاية، حاول دائمًا عند الشعور بالألم النفسي، ألا تتركه يتملك منك ليصيبك بحالة نفسية كالاكتئاب. اطلب الدعم، وفكر دائمًا أن كل ما تشعر به سيزول، ولكن عليك فقط أن تتفائل، وتفكر بإيجابية.
كتابة: رحمة يوسف
تدقيق لغوي: زينب علاء الدين