علم النفس

كيف يؤثر COVID-19 على المتعافين من الإدمان؟

يمكن أن تؤدي زيادة عوامل الإجهاد إلى زيادة تعاطي مواد الإدمان، وهو اتجاه يبدو أنه ينطبق على العمر الحالي للوباء. ولكن هنالك بطانة فضية وأمل للذين يثابرون، وخصوصًا في قوة الاتصال البشري.

الإدمان هو أن يستخدم الشخص المصاب بالإدمان مادة ما، أو ينخرط في سلوك (القمار)، حيث توفر التأثيرات المجزية حافزًا مقنعًا لتكرار النشاط، على الرغم من العواقب الضارة. وقد ينطوي الإدمان على استخدام مواد، مثل الكحول والمواد المستنشقة والمواد الأفيونية والكوكايين والنيكوتين أو سلوكيات مثل القمار.

دراسات الدكتورة ساندرا يو روجر”Sandra Yu Rueger”

الدكتورة ساندرا يو روجر أستاذة مساعدة في علم النفس، ومديرة مختبر مخاطر الشباب ومرونتهم في كلية ويتون “Wheaton”. وتسعى الدكتورة روجر -بوصفها عضوًا في هيئة التدريس- إلى إلهام الطلاب بالسعي الجاد إلى التفوق في تعليمهم، وهي تقدر أهمية تيسير تكامل المبادئ الدينية والنفسية بين الطلاب. وتهدف -بصفتها الباحثة- إلى تعزيز الفهم العلمي لعوامل الخطر، والقدرة على التحمل المتصلة بالتكيف مع الإجهاد لدى السكان الذين يعانون من قلة الخدمات، وإلى توفير المعلومات للممارسة السريرية في مجال الوقاية من الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول وعلاجها.

تم الاعتراف بأبحاثها بحصولها على جوائز من جمعية العلاج السلوكي والمعرفي، والجمعية الأمريكية لعلم النفس، وجمعية الأبحاث حول إدمان الكحول.

ساندرا روجر: “انتبهت لأول مرة إلى موضوع إساءة استعمال المخدرات قبل أكثر من 25 عامًا، بصفتي معالج شباب وعائلي يعمل مع مرضى تأثروا بأحبائهم الذين يعانون من مشاكل تتعلق بتعاطي المخدرات. وتأثرت كثيرًا بالأولاد في هاتين العائلتين، وبالتأثيرات المؤذية التي يسببها الإدمان على العائلة بكاملها. لقد تشرفت بدعوتي إلى حياتهم لمساعدتهم على نبذ “القواعد العائلية” التي أبقتهم معلقين: لا تتكلموا، لا تثقوا، لا تشعروا. وقد أدهشني ما تتمتع به الأسر من قوة ومرونة وهي تعمل معًا في عملية الإنعاش. وقد ألهمتني هذه الأسر بإجراء بحوث عن عوامل الخطر والوقاية في تطور الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان؛ في محاولة لمنع إساءة استعمال هذه المواد لدى الشباب والشباب البالغين”.

ما هي خصائص تعاطي المخدرات في سياق COVID-19 التي تعتقد أن الناس يجب أن يكونوا على دراية بها؟

لا تزال المعارف المتعلقة بتأثير كوفيد-19 على تعاطي المواد في مراحلها المبكرة، ولكن الدراسات أفادت بحدوث زيادات في تعاطي المواد، ترتبط على وجه الخصوص بالإجهاد، والعزلة، والقلق، والاكتئاب الناجمين عن الجائحة. وهذه مشكلة، لأن تعاطي الكحول والمخدِّرات قد يعرِّض الناس لخطر الإصابة باضطراب في استعمال المخدِّرات. ومع أنه قد يكون هنالك راحة وقتية عند استعمال المخدِّرات، تعود مشاعر الإجهاد والقلق إلى سابق عهدهما. فاستمرار استعماله يمكن أن يُسبِّب تغييرات في الدماغ تجعل الإجهاد نفسه أكثر سوءًا. وهذا يزيد من احتمال تعاطيه للمواد، وتستمر الدورة. وبالنسبة لمن هم في طور التعافي، يمكن أن يؤدي الضغط المرتبط بالوباء إلى انتكاس.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لتعاطي المواد أن يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض فيروس كوفيد-19. إن إساءة استعمال الكحول يمكن أن تضعف عمل الجهاز المناعي، وتجعل الشخص أكثر عرضة لالتهابات الرئة. وقد يكون الأشخاص الذين يتعاطون أمثلة الأفيون أو الميثامفيتامين أو غيرها من العقاقير التي تؤثر على الرئتين معرضين بشكل خاص للكوفيد-19.
وإذا كان هناك جانب مضيء على الإطلاق، فقد أدى الكوفيد-19 إلى تغييرات في إمكانية الحصول على العلاج. وأدت السياسات الجديدة، مثل التغييرات التي أدخلت على قواعد سداد تكاليف الرعاية الطبية (Medicare)، إلى إتاحة خدمات الرعاية الصحية عن بعد، والعلاج من إساءة استعمال المواد المخدرة على نطاق أوسع. وبالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من أن بروتوكولات المباعدة الاجتماعية قد أدت إلى خيارات أقل للخدمات المباشرة، وهناك تحديات تواجه ذوي التكنولوجيا المحدودة والوصول إلى الإنترنت، فإن العلاج عن بعد ومجموعات الدعم على الإنترنت يمكن أن تساعد الناس على التغلُّب على العزلة الاجتماعية والمعاناة المرتبطة بمتلازمة كوفيد-19.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الدعم الاجتماعي له أهمية خاصة في هذا الوباء، وعلى سبيل المثال، فإن طلاب الجامعات الذين أفادوا بأنهم يحصلون على دعم اجتماعي أكبر، أفادوا أيضًا بأنهم تعاطوا كميات أقل من الكحول، ويتسق هذا مع بحوث ما قبل الجائحة التي أثبتت أن الدعم الاجتماعي هو “العنصر الفعال” في المجموعات المكونة من 12 خطوة.

وهنالك موارد كثيرة متوفرة لمساعدة الأفراد والعائلات أن يتغلبوا على الإجهاد والعواطف السلبية بطريقة سليمة:

١- المعلومات متاحة لمساعدتكم على فهم عادات شربكم، واستكشاف سبل إحداث تغيير، وإيجاد خيارات علاجية يقودها محترفون، بما في ذلك العلاجات الأسرية.
٢- يمكن لجماعات المساعدة الذاتية، مثل المدمنين على الكحول المجهولين أو المدمنين المجهولين، ومنظمة “الشفاء الذكي” أو “الاحتفال بالشفاء”، أن تقدم الدعم والموارد اللازمة للتعافي، وأن تساعد على كسر العزلة خلال فترة انتشار الوباء.
٣- يمكنك مراجعة مواقع المعهد الوطني لإدمان الكحول، والمعهد الوطني لإدمان المخدرات وغيرها من مرافق العلاج؛ للحصول على موارد التعافي مجانًا، وتحديث المعلومات المتعلقة بالتعافي خلال فترة الاستشفاء.

الأمل المثابر هو “قوة الانتظار” التي نحتاج إليها جميعًا للتغلب على عوامل الإجهاد وعدم اليقين والخسائر الناجمة عن الوباء، والتواصل مع الآخرين يشكِّل مصدرًا مهمًا للأمل.

المصادر: 1, 2

كتابة: فاطمة عبدالهادي

مراجعة: سارة صلاح

تدقيق لغوي: شيماء بكري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى