علم النفس

علم الصداقة

لماذا نحب من نحب؟

الصداقة علاقة مُقدّسة وخاصة، ومحاولة وضع إطار تعريفي لها هو مهمة ليست بسيطة. وقد وافق الباحثون على أن الصداقة تُوجد من خلال الحالة الشعورية والاجتماعية، ويميزها الاعتماد المُتبادَل والطبيعة التطوعية في تفاعلات الأشخاص.

 

هناك أنماط عديدة للصداقة؛ فلكل فرد تعريف أو نمط يراه الأمثل:

١- يمكننا أن نأخذ العلاقة في الاعتبار على أنها صداقة حقيقية عندما نجد السعادة تتم مشاركتها بين الأصدقاء حينما تكون مهمتك هي إسعاد هذا الشخص.

٢- أن تُبنى الصداقة على التبادلية والأخذ والعطاء، ليس بالمعنى المادي أو الاقتصادي ولكن نعني تبادل الدعم المُتوَقع أن يأتي بشتى الطرق حينما يحتاجه أي طرف.

٣- التزام مدى الحياة، بعض النساء تعتقد أنه في ظل وجود أزمةٍ ما مع العائلة يمكن للأصدقاء أن يقدموا الدعم، بغض النظر عن أي شيء سيواجهوه للقيام بذلك.

٤- ضوابط تطوعية، نحن ننخرط في الصداقة بتلك الضوابط التطوعية وندرك أن أصدقاءنا يختارون ذلك أيضًا. قد تتضح القوة المُتبادلة في تلك المقولة: “أشعر كأن دائرة أصدقائي هي عائلتي التي اخترتها”.

٥- الاحترام المُتبادَل، هو أقوى شيء يمكن أن يحافظ على بقاء الصداقة وازدهارها.

 

من الذي نختاره كصديق؟

يوجد نوعان من العوامل تؤثر في اختيار الصديق (عوالم فردية وعوامل بيئية). العوامل الفردية كمهارات التواصل، والقرابة (أو القرب)، الأسلوب، المهارات الاجتماعية، الألفة أو التشابه. أما العوامل البيئية فهي كالأنشطة الاجتماعية، وإحداث الحياة والمحيط الجغرافي، والمرافق العامة.

 

هل المظهر مهم حقًا؟

الجاذبية أو الوجه الجذّاب يجعلك تشعر بالراحة لصاحبه ويجذبك إليه، ونحن عادةً ما نميل للتقرُّب أو اختيار الأشخاص الذين يتمتعون بقدرٍ ملحوظٍ من الجمال والجاذبية أو على نفس مستوانا من الجمال وهكذا. ويميل الناس للقول بأن الوجه الجذاب يبدو مألوفًا بالنسبة لنا، ويجعلنا نشعر أننا بالفعل تفاعلنا مع هذا الشخص بشكلٍ واضح، فما يُهم هنا هو الشعور بالألفة والارتياح وليس المظهر في حد ذاته.

 

هل المهارات الاجتماعية هامة أكثر؟

إلى حد كبير نحن نميل ونريد الصديق الذي يتمتع بمهارات اجتماعية جيدة، هذا يجعل الصداقة متطورة بشكلٍ أسهل، وليس فقط امتلاك مهارات اجتماعية جيدة يؤدي لتغذية الصداقة وتقويتها ولكن وجد الباحثون أيضًا أن حينما يشاركك شخصٌ ما كلمات إيجابية فإنه يولِّد وينمي مشاعر الألفة بينكم.

حينما تتعمق في حقيقة الصداقة تجد أن الأناس الذين نحبهم أو نحب أن يحيطوا بنا هم أولئك الذين يجعلوننا نشعر بحالة جيدة تجاه ما نحن عليه، وما نكونه وما نعتقده وما نستمتع بفعله، و على الرغم من أنه ليس كل من ستقابله هو ذلك الصديق الجيد الذي يقوم بهذا الأداء طوال الوقت، فعليك أن تجد من يدعمك ويحترمك فهذا هو من يستحق أن يكون ضمن مجموعة أصدقائك الجيدين.

المصدر

 

كتابة: آيات أحمد

مراجعة: محمود علام

تصميم: عمر حسن

تحرير: نها عمّار

اظهر المزيد

آيات أحمد

كاتبة بقسم علم النفس والفلسفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى