الأحياء

الكولاجين: البروتين الأكثر وفرة في جسم الإنسان

يُعدّ الكولاجين نوعًا من أنواع البروتين الليفي، ويتشكّل من مجموعة من الأحماض الأمينية التي تُصنّع داخل الجسم.

فالكولاجين هو البروتين الرئيسي في الأنسجة الضامة في العضلات والجلد والأربطة والغضاريف والعظام والأنسجة، حيث يدخل في تركيب غالبية الأنسجة، كما أنه أكثر البروتينات وفرة بشكل طبيعي في الجسم، حيث يُشكل 30% من كامل بروتينات الجسم و75% من بروتينات الجلد، إلا أنّه ومع التقدم في العمر يقل إنتاجه، مما يُؤثر سلبًا على قدرة الجسم على إصلاح وتجديد نفسه؛ مما يُؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث تغيّرات في المظهر، المرونة، القوة والوظيفة بالجسد والجلد.

في الواقع، الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في المملكة الحيوانية ككل، فهناك ما لا يقل عن 16 نوعًا من الكولاجين، 80 – 90% من الكولاجين في الجسم يتكون من ثلاثة أنواع فقط، فمما يتكون الكولاجين وما هي أهم أنواعه؟

هيكل الكولاجين يتكون من 3 سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية: الجلايسين “glycine” والبرولين “proline” والهيدروكسي برولين “hydroxyproline”، تزدوج وتلتف السلاسل الثلاث مع بعضها البعض وتُكوّن ما يُسمَّى باللولب ثلاثي الازدواج “Triple Helix” -جزيء الـ”DNA” هيكله ثنائي الازدواج “douple helix”-.
تختلف أنواع الكولاجين عن بعضها البعض بإعادة ترتيب الأحماض الأمينية في السلاسل الثلاث، مع وجود إختلافات طفيفة أخرى مثل طول السلسلة أو قصرها، أو تواجده مع مادة أخرى.

أهم أنواعه:
النوع الأول: لجلد قوي؛ أي الأوتار والأربطة
النوع الأول للكولاجين يُشكل أطول سلسلة ثلاثية مزدوجة، وهذا يجعل بنية النوع الأول من الكولاجين مناسبة للغاية لتشكيل شبكات ألياف قوية، يُمكن أنْ تمتد دون انقطاع، تلك الهياكل المرنة تُوفر الدعم والمرونة لأجسامنا. يُوجد النوع الأول من الكولاجين في جميع أنحاء الجسم البشري، فهو يُشكل أكثر من 90% من كتلة العظام، بالإضافة إلى أنه يتواجد في جزء كبير من الجلد والأوتار والأربطة.

النوع الثاني: لغضروف مرن
النوع الثاني للكولاجين هو شكل الكولاجين الموجود في الغضاريف (الغضروف هو الجزء المرن المُتصل بالعظام، مثل رؤوس العظام وعظمة القَص بالقفص الصدري)، الأهم من ذلك، أنه يُشكل نسيج طبيعي مع مادة تُسمَّى جليكوز أمينو جليكانات “glycosaminoglycans” (أي عديد السكاريد، وهي سائل زلالي مخاطي، من وحدات سكر ثنائي مُتكررة، واختصارها GAGs، من أهم مُميزاتها أنها تعمل على امتصاص الصدمات).
لذا، فالنوع الثاني يُوفر قوة الشد والمرونة للأنسجة المُتوفِّر فيها، فـ(GAGs) تقوم بتليين الغضروف، فيقومان معًا بتوفير نسيج مثالي لامتصاص الصدمات وتحمل الضغط.

النوع الثالث: لاستعادة عافية الجلد ومرونته
غالبًا ما يتواجد النوع الثالث من الكولاجين مع النوع الأول، على سبيل المثال، عندما يتعافى جلدنا من التلف، يظهر النوع الثالث من الكولاجين كأنسجة ندبة (الندبات والعلامات مكان الجروح)، يتواجد النوع الثالث أيضًا في جدران الأوعية الدموية لدى البشر، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في دعم ومرونة الأوعية.

بعد أنْ تعرّفنا على الكولاجين وأنواعه ومدى أهمية كل نوع بالنسبة للجسم، كيف نقي أجسادنا من فقدان الكولاجين؟
– يُمكن أنْ يُساعد العلاج بالليزر في علاج علامات التمدد، لأنه يُمكن أنْ يُحفز نمو الكولاجين، الإيلاستين، والميلانين (جميعهم بروتينات بالجلد).
– اتباع نظام غذائي صحي يُمكن أنْ يُساعد الجسم على إنتاج الكولاجين.
– تناول العناصر الغذائية التي قد تدعم تكوين الكولاجين مثل:
البرولين: في بياض البيض واللحوم والجبن وفول الصويا والملفوف.
فيتامين (أ): في الأطعمة المُشتقة من الحيوانات، وفي الأغذية النباتية مثل بيتاكاروتين.
– الابتعاد عن الأشياء والعادات الخاطئة المُدمرة للكولاجين.

ما تلك العادات إذًا؟
– الأنظمة الغذائية التي نستهلك فيها الكثير من السكر، حيث يزيد السكر من حدوث عملية “glycation”، وهي عملية يرتبط فيها سكريات الدم بالبروتينات لتشكيل جزيئات جديدة تُسمَّى (AGEs)، فيتكسر بروتين الكولاجين.
– التدخين: كثير من المواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ يضر كل من الكولاجين والإيلاستين في الجلد.

كما يُضيّق النيكوتين الأوعية الدموية في الطبقات الخارجية من الجلد، وهذا يضر بصحة الجلد عن طريق تقليل توصيل العناصر الغذائية والأكسجين إلى الجلد.
– التعرض المُفرط لضوء الشمس: التعرض للأشعة فوق البنفسجية (مدى مُعين من ضوء الشمس يتميز بقصر طوله الموجي وطاقته الكبيرة) يُحَلّل الكولاجين بسرعة أكبر، مما يُؤدي إلى إتلاف ألياف الكولاجين، وتتسبب في تراكم الإيلاستين غير الطبيعي.
– اضطرابات المناعة والتغيّرات الوراثية.
– الشيخوخة والتقدم في السن.

الكولاجين الداخلي هو الكولاجين الطبيعي، الذي يتم تصنيعه طبيعيًا داخل الجسم.
أما الكولاجين الخارجي أو الاصطناعي يأتي من مصدر خارجي، مثل المُكملات الغذائية والمُستحضرات التجميلية كالكريمات المُحتوية على الكولاجين، وعمليات التجميل كحقن الكولاجين في الجلد.
فكما أوضحنا، أنَّه مع تقدُّم العُمر، يتوقّف الجسم عن إنتاج الكولاجين بالشكل الطبيعي، ويبدأ بالاختفاء؛ مما يُؤدي إلى حدوث ترهلات في بشرة الوجه، وظهور التجاعيد، وتقل نضارة البشرة، فيلجأ الكثير من البشر إلى الكولاجين الصناعي كعمليات جراحية تجميلية، تعمل على إعادة بناء كولاجين البشرة رغم تكلفتها العالية.

هل للكولاجين الصناعي من أضرار؟

أجل، وذلك بسبب عدة أعراض جانبية؛ كحدوث احمرار في البشرة، نزيف وجفاف في البشرة (رغم أنَّ الكولاجين من أهم فوائده مُجابهة جفاف البشرة، ولكن، كالمثل الشعبي الذي يقول “ما يزيد عن حده ينقلب إلى ضده”)، حدوث تصبغات أو تلوُّن بسيط في الجلد، حدوث تقشُّر في الجلد، وكذلك رائحة الفم الكريهة، الناتجة عن بعض أنواع مُكمّلات الكولاجين.

تبحث النساء -بالأخص- على مر العصور عن ما يُسمَّي بـ”إكسير الشباب”، شراب أو مادة يتناولنها، فيحافظن على شبابهن ونضارة ورونق بشرتهن، يُمكننا القول بملء أفواهنا أن هذه المادة هي الكولاجين، لذا مازال البحث مُستمر عن طرق آمنة بديلة للحصول على الكولاجين الاصطناعي.

 

المصدر

 

كتابة: نرمين خالد

مراجعة: عبدالرحمن احمد

تحرير: اسماء مالك

تصميم: عاصم عبدالمجيد

 

اظهر المزيد

نرمين خالد

كاتبة بقسم الأحياء والكيمياء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى