الأحياء

هل الميكروبات لها فوائد؟

لطالما سمعنا هذه الكلمة، وأولى الأفكار التي تخطر ببالك أنها شيء سيئ، ربما تكون ضارة، وأحيانًا مميتة!
لكن هل تعلم أن تلك الميكروبات يمكنها أن تكون نافعة أيضًا؟ بل يمكنها دفع الخطر عنك أيضًا! كما يمكنك تناولها كنوع من الأطعمة أو للاستشفاء، ووضعها على الجلد كنوع من مستحضرات التجميل.
ربما يُدهشك ما أقول، فتعالَ لنتعرف على تلك الفوائد.

  • ما هي الميكروبات؟

هي مجموعة كبيرة من الكائنات الدقيقة (microorganisms) التي لا تُرى بالعين المجردة وتُرى تحت المجهر، وتتضمن فيروسات، وبكتيريا، وفطريات، وبعض الأنواع الطحلبية.
قد يكون المعظم منها ضار، ولكن يوجد بعض الأنواع المفيدة.

  • من ناحية الجهاز المناعي:

ولكي نتعرف على دورها في الجهاز المناعي، يجب أن نتعرف على مصطلح الفلورا الدقيقة (microflora)، وهي عبارة عن الميكروبات التي تعيش مع جسم الإنسان علاقة تكافلية، ولها دور مهم جدًا:
1. فهي تحتل المواقع المتاحة للأنواع المسببة للأمراض، وبالتالي تمنعها من غزو الجسم.
2. تحفز الجسم المناعي بصفة مستمرة ليكون متيقظًا في حالة تكاثرها؛ وذلك بإنتاج المضادات الحيوية.
3. تساعد على الهضم وتنظيم إنتاج الفيتامينات والمغذيات الضرورية للجسم.
4. قد تنتج بعض المواد المثبطة للأنواع الأخرى (antagonistic effect) فقد تثبط نموها أو تمنع وجودها.
5. تحفز تطور أنسجة معينة؛ حيث يتضخم الأعور وبعض الأنسجة الليمفاوية في الحيوانات الخالية من الجراثيم مقارنةً بالحيوانات التي تحتوي على الفلورا الدقيقة (microflora).

  • بالنسبة لفوائدها الطبيّة:

1- صناعة التطعيمات والأمصال، حيث يُحقن الفيروس في صورة ميتة أو ضعيفة بجسم بعض الحيوانات مثل الحصان؛ لتحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة التي تستخلص من دم الحيوان لاستخدامها كمصل.
2- مضادات حيوية مهمة لعلاج بعض الأمراض الخاصة بأنواع أخرى.

  • المعينات الحيوية (Probiotics)
    وهي كائنات دقيقة مفيدة للعائل تنتج بعض المواد التي تحسّن التوازن الميكروبي المعوي، وتعمل على إنتاج الإنزيمات التي لها تطبيقات مختلفة.
  • البكتريوسين (Bacteriocins)
    عبارة عن ببتيدات تُستخدم كعوامل علاجية، وهي بدائل للمضادات الحيوية التقليدية.
    أمّا في الصناعة:

تُستخدم الكائنات الدقيقة في العمليات الصناعية على نطاق واسع:
1. إنتاج الأسمدة الحيوية، حيث تسهل وفرة المغذيات للنباتات، مما يزيد من إنتاجية المحاصيل.
2. إنتاج بعض المواد الكيميائية مثل الإيثانول الذي يُستخدم كوقود أو مذيب عضوي وأغراض أخرى في الصناعة.
3. ترشيح المعادن مثل الحديد من التربة ومياه الصرف.
4. إنتاج هرمون الإنسولين لعلاج مرض السكري.
5. إنتاج بعض الغازات مثل غاز الميثان الذي تنتجه بعض البكتيريا اللاهوائية.
6. استخلاص المعادن.
7. يحوّل بعض منها النفايات العضوية إلى كهرباء، حيث تعيش على سطح الإلكترون، وتنقل الإلكترونات إليه فيحدث التيار الكهربي.
8. عند حدوث تسريب لبقع زيتية في البيئة المائية، تقوم بعض البكتيريا بالتخلص من تلك البقع بتكسيرها إلى مواد أبسط فيما يُعرف بالمعالجة البيولوجية (bioremediation).

  • في الأغذية:

تُستخدم الميكروبات في الأغذية عملية التخمّر التي هي تكسير جزيئات الجلوكوز تحت ظروف لا هوائية.
ويعطي التخمّر طعمًا ومذاقًا جيدًا، بالإضافة إلى الرائحة، كما يضيف تغيرات، حيث يقلل نمو الجراثيم غير المرغوبة.
مثل الشاي ذو الأوراق الخضراء، عند حدوث عملية التخمّر له يصبح لونه أسود ومذاقه مختلف، كذلك حبوب القهوة والكاكاو.
كما تُستخدم في تخمّر منتجات الألبان، وإنتاج مختلف الأجبان، وبعض الأغذية الأخرى مثل المخللات.
تقلل تلك الكائنات من خطر الإصابة بسرطان القولون، وكذلك نسبة امتصاص الكوليسترول، كما أنها تقلل من نسبة الأُس الهيدروجيني (pH) في القناة الهضمية، وكنتيجة؛ تزيد من نسبة امتصاص الكالسيوم والفسفور.
فطر المشروم أيضًا يُستخدم كمصدر للغذاء.
(((توضع صورة أوراق الشاي بعد عملية التخمر)))

  • ولها دورٌ مهم في الزراعة أيضًا:

توجد الكائنات الدقيقة في التربة لتحسين خواصها، وبالتالي تحسين الإنتاج، فتُستغل في تطوير الأسمدة البيولوجية والمبيدات الحيوية.
حيث تعمل على تثبيت النيتروجين في التربة، وتكسر المبيدات الحشرية الضارة بالنباتات، وتحسن قوام التربة، كما أنها تقوم بإعادة تدوير الكربون، والنيتروجين، والفسفور، وتزيد من زيادة سطح الجذور، وبالتالي زيادة امتصاص المغذيات.

  • على البيئة:

1- زيادة نسبة غاز الأكسجين في الهواء الجوي.
2- تكسير المواد العضوية إلى مواد غير عضوية بسيطة.
وبالنسبة للميكروبات القادرة على تكسير المواد العضوية، والمعالجة البيولوجية، وإنتاج الطاقة والكهرباء، وتثبيت النيتروجين تعيش فيما يُعرف بالغشاء البيولوجي (biofilm).
ويحدث عند تجمع مجموعة من الكائنات الدقيقة (ولتكن البكتيريا مثلًا) على سطح مناسب، لتكوِّن شبكة من السكريات والبروتينات والأحماض النووية.
وتكوِّن مع النمو طبقات ليصبح مجسم ثلاثي الأبعاد به قنوات لمرور المغذيات والمخلفات أيضًا.

إن وجود الميكروبات في البيئة بشكل عام لا يعني ضرورة الإصابة بضرر، ولكن قد تكون نافعة، بل وجود دور حيوي يعكس أهمية وجودها في حياتنا اليومية بأشكالها المختلفة في المجالات المختلفة.

المصادر: ر، 2، 3

كتابة: ندى عبدالرحيم

مراجعة: مصطفى محمد مصطفى

تدقيق لغوي: إسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى