الطب

التصلب المتعدد.. مازال هناك أمل!

هل تتذكر درس الأحياء الذي شرح لنا كيف يستجيب الجسم للمثيرات المختلفة؟

تحتوي أجسادنا على الملايين من النهايات العصبية المتصلة بالمخ والحبل الشوكي والمسؤولة عن كل ما يحدث، كيف تستجيب إذا تعرضت للخطر، وكيف تذكرك تلك الرائحة بمكانٍ معين، وكيف تتحرك عضلاتك، حتى كيف تتنفس، والكثير والكثير مما يحدث بداخلنا.

تُغطى الخلية العصبية بمادة دهنية تسمى المايلين، ودورها هو عزل الخلايا عن بعضها.

في مرض التصلب المتعدد أو التصلب اللويحي، يهاجم الجهاز المناعي المايلين والخلايا التي تكوّنه ويدمره، فتفقد الخلايا العصبية جدارها العازل، ما يجعل إرسال الإشارات العصبية من الدماغ لمختلف أنحاء الجسم أمرًا صعبًا؛ هذا بالطبع يسبب أعراضًا عصبية متفاوتة.

  • ما هي أعراض التصلب المتعدد؟
    تختلف أعراض التصلب المتعدد من شخص لآخر، وقد تؤثر على أي جزء من الجسم.
    1- الإرهاق.
    2- صعوبة المشي.
    3- مشاكل بالرؤية.
    4- تنميل أجزاء من الجسم.
    5- تشنجات عضلية.
    6- صعوبة في التفكير والتخطيط والتعلم.
    7- صعوبة في التوازن.
    8- فقدان القدرة على التحكم في المثانة.
    9- حكة بالجلد.
    10- ألم مزمن.
  • أنواع التصلب المتعدد

1- المتلازمة السريرية المعزولة: تتصف بأنها النوبة الأولى من الأعراض العصبية نتيجة لتدمير طبقة المايلين.
2- التصلب المتعدد الانتكاسي: وهو أكثر أنماط المرض انتشارًا، إذ يظهر على المريض أعراضٌ عصبية شديدة في فترةٍ ما ويلحقها فترةٌ من التحسن الكامل، وقد تستمر بعض الأعراض في تلك الفترة، ولكن لا يحدث أي زيادة في حدتها.
3- التصلب المتعدد المتقدم الثانوي: غالبًا ما تتبع تلك المرحلة الطور الانتكاسي، ويحدث بها تدهور في الحالة العصبية.
4- التصلب المتعدد المتقدم الأولي: تتدهور الوظيفة العصبية مع الوقت بدون أي فترات من تراجع الأعراض، وتصيب 15% من المرضى.

  • طرق تشخيص التصلب المتعدد

في تلك اللحظة التي تقرأ فيها المقال، لا يوجد اختبار محدد أو عرض معين يستطيع أن يؤكد التشخيص بالتصلب المتعدد، وذلك لتشابه الأعراض مع حالات مرضية أخرى، لذا فهناك عدة اختبارات يجريها الأطباء لاستبعاد تلك الحالات.

1- التاريخ المرضي والفحص العصبي: يحاول الطبيب أخذ تاريخ مرضي شامل للمريض؛ لمعرفة ما إذا كانت بداية الأعراض تتماشى مع أنماط التصلب المتعدد.
2- فحص الدم: لاستبعاد بعض الحالات التي تتشابه أعراضها مع التصلب المتعدد، كنقص بعض الفيتامينات والمعادن، أو متلازمة شوجرن (Sjogren’s)، أو بعض الأمراض الوراثية.
3- الرنين المغناطيسي: لفحص الضرر الناتج عن تدمر طبقة المايلين.
4- أخذ عينة من النخاع العظمي: للتأكد من عدم وجود عدوى بكتيرية مسببة للأعراض، وأيضًا للبحث عن الشرائط قليلة النسائل (Oligoclonal bands) والتي تساعد في التشخيص المبكر لمرض التصلب المتعدد.
5- فحص الاستجابة الكهربائية البصرية المستثارة.

  • علاج التصلب المتعدد

في الحقيقة، لا يوجد علاج شافي للتصلب المتعدد، وكل العلاجات المتوفرة تعالج الأعراض، أو تحسن من حالة المريض، ولكن لا تشفيه.

ولكن تسارعت الأبحاث مؤخرًا لإيجاد علاج جديد. في هذا الجزء نعرض العلاجات المستخدمة حاليًا، وبعض العلاجات التي من المحتمل توفرها في المستقبل لتجدد الأمل لمرضى التصلب المتعدد.

  • العلاجات المستخدمة حاليًا

1- الكورتيزون: مثل البريدنيزون؛ لقدرتهم على مقاومة التهاب الأعصاب.
2- العلاجات المعدلة للمرض (DMTs): مثل أوكرليزوماب المعتمد من منظمة الغذاء والدواء العالمية، وأثبت فاعلية في تأخير تطور المرض.
3- علاجات للحد من التصلب المتعدد الانتكاسي: مثل بيتا إنترفيرون، وأسيتات الغلاتيرامر، وفينغوليمود، وسيبونيمود وكلهم يعملون على تأخير حدوث الانتكاسات.

  • العلاجات قيد التطوير

إن الهدف من العلاجات الجديدة هو إعادة بناء طبقة المايلين على الخلية العصبية، لذلك؛ قام بعض الباحثين بمحاولة لتحويل خلايا الجلد الطبيعية إلى خلايا مصنعة للمايلين (oligodendrocytes)، وبهذا تكون تلك الدراسة حجر بناء في رحلة اكتشاف علاج التصلب المتعدد.
الفينوجلوميد -وهو علاج متوفر بالفعل لمرضى النوع الانتكاسي- أثبت فاعليته في إعادة بناء الطبقة الدهنية، بل والخلية العصبية نفسها.
يحاول الباحثون في ألمانيا اختبار هرمون النمو البشري عند تحفيزه على إنتاج المايلين، ونتائجهم المبدئية واعدة.

لحسن حظنا أن العلماء لا يملون البحث والتطوير، ولولا سعيهم، لما وجدنا علاجًا للصداع حتى، فشكرٌ وتقديرٌ لكل عالم يسعى لخدمة البشر، وتمنياتنا بالشفاء والقوة لكل المرضى في العالم.

المصادر: 1، 2، 3

كتابة: تقى عوف

مراجعة: أحمد جمال

تدقيق لغوي: إسراء وصفي

اظهر المزيد

تقى محمد عوف

صيدلانية شغوفة بتبسيط المعلومات الطبية لنشر التوعية الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى