الأحياء

مساهمة البكتيريا في تنقية المعادن الثمينة

   لا يوجد شكل من أشكال الحياة الموجودة على كوكبنا استطاع التسلل داخل كل بيئة مثل البكتيريا وحيدة الخلية، واتضح أن بعض الميكروبات خبراء في تنقية المعادن الثمينة.

   فريق دولي من الباحثين توصل إلى معرفة كيفية استيعاب بكتيريا “Cupriavidus metallidurans” مركبات معدنية سامة وتزدهر وتُنتِج كتلًا ذهبية صغيرة كآثار جانبية.

   الذهب يتحرك من خلال ما يعرف بالدورة البيوجيوكيميائية حيث يتم حله وتحويله وإعادة تركيزه في رواسب الأرض، والميكروبات تشارك في كل خطوة من هذه العملية، وذلك دفع العلماء للتساؤل عن كيفية عدم تسممهم بالمركبات شديدة السمية التي تشكلها أيونات الذهب عادة في التربة.

   اكتشف العلماء أنه بطريقة أو بأخرى البكتيريا تتمكن من استيعاب مركبات الذهب السامة وتحويلها إلى شكل العنصر المعدني دون أي خطر واضح عليها. وقال الباحث فرانك ريث (Frank Reith): “إن البكتيريا تشارك في إزالة السموم النشطة من المجمعات الذهبية مما يؤدي إلى تشكيل المعادن الذهبية”، وبعد سنوات عرف “ريث” وزملاؤه آلية دقيقة لكيفية تحقيق البكتيريا لهذا الإنجاز.

   بكتيريا “c.metallidurans” تزدهر في التربة التي تحتوي على كل من “الهيدروجين” ومجموعة من المعادن الثقيلة السامة، وبالتالي لن تتسمم بسهولة مثل باقي الكائنات الحية، لأن البكتيريا لديها آلية واقية لا تنطوي فقط على الذهب ولكن أيضًا النحاس. عندما تدخل أيونات النحاس والذهب إلى البكتيريا تعمل على إضرارها، ولمعالجة هذه المشكلة فإن البكتيريا تُوظِّف الإنزيمات لتحويل المعادن المختلفة من خلاياها لعنصر النحاس.

 

   ولكن وجود الذهب يسبب مشكلة جديدة لأن وجود مركبات الذهب يعمل على قمع الإنزيم فتستسلم البكتيريا الأخرى وتنتقل لمكان أقل سمية، ولكن “c.metallidurans” تمتلك إنزيمًا اسمه “كوبا” (CopA)، وبالتالي تستطيع تحويل النحاس والمركبات الذهبية لأشكال يَسهُل امتصاصها بواسطة الخلية.

 

المصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى