بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالتوحد نستعرض بشكل سريع بعض المفاهيم الخاصة به. التوحد أو الذاتوية مرض يشخص في الأطفال من سن 3 سنوات. بعض الأطفال ينمون بشكل طبيعي في الشهور أو السنين الأولى (سنتين) وبعد ذلك يبدأ في فقد المهارات اللغوية ويكون متوحدا. والبعض الآخر تظهر عليه الأعراض من البداية.
ما هو طيف التوحد؟
التوحد هو اضطراب في نمو الأعصاب يتبعه خلل في القدرات العقلية وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي، السبب غير معروف إذا كان ناتجًا عن تفاعلات بين جينات متعددة أم عوامل بيئية أم عوامل جينية متوارثة لها تأثير على التعبير الجيني أو أن كل العوامل تشترك مع بعضها في إظهار المرض، والسبب الجيني أيضًا غير معروف وإذا تمكنت الأبحاث من التوصل إليه سيسهل علينا معرفة العلاج.
أعراض التوحد
من أعراض التوحد والتي تختلف في شدتها ويوضحها مصطلح “اضطرابات طيف التوحد” يدرجهم تحت مسمًى واحد مع اضطرابات أخرى كانت منفصلة عنه في وقت لاحق:
– التواصل والتفاعل الاجتماعي: الطفل المصاب بالتوحد لا يستجيب لأي مناداة لاسمه أو لا يُبدي أي اهتمام بالأصوات، يرفض التواصل بالحضن ويتراجع ويبدو أنه يفضل عالمه الخاص واللعب وحده، يفتقر للتواصل بالعيون وتعبيرات الوجه، يتكلم بنغمة أو طريقة كأنه يغني أو كأنه رجل آلي، يكرر ويقلد الكلمات والحروف لكن لا يعرف كيف يستخدمها! لا يُظهِر اهتمامًا بالأمور حوله ويشير إليها كبقية الأطفال، بعضهم يُظهِر جانبًا عدوانيًا في التواصل أو في إبداء عدم الرضا.
– النمطية في التصرف: كقيامه بحركات متكررة كدوران الرأس أو حركة اليدين أو الدوران في نفس المكان، التقيد بأنواع أكل معينة وملابس معينة وروتين حياتي معين، وإبداء انزعاج شديد إذا ما شيء بسيط قد تغير، ينبهر ويشد انتباهه تفاصيل صغيرة كعجلات سيارة صغيرة “لعبة” تتحرك لكن لا يدرك الصورة الكاملة لهذه السيارة اللعبة.
التوحد والذكاء
معظم مرضى التوحد يعانون أثناء اكتساب المهارات والمعرفة، البعض منهم فقط ذكاؤه أقل من العادي. لكن المعظم ذكاؤهم يتراوح ما بين العادي والمرتفع، مستوى إدراكهم متميز لكن المشكلة تكمن في التواصل والتطبيق.
عددٌ من مرضى التوحد علماء، دراسات كثيرة في الدول وجدت أن مرضى التوَحُّد استطاعوا الحصول على مهن وأصبحوا “over qualified”. وبالدعم والتوعية أرقام هذه الدراسات سترتفع ولن يكون هناك فارق، مرضى التوحُّد أشخاص متميزون ولديهم من القدرات الخارقة التي تنفع البشرية.
اليوم العالمي للتوعية بالتوحد
في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد يظهر أهمية فحص الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي أو تَظهَر لديهم أعراض، عند 6 و9 أشهر إذا كان لا يبتسم ولا يصدر أصواتًا أو تعبيرات وجه، و12 و14 شهرًا إذا كان لا يشير كبقية الأطفال إلى الأمور الملفتة للانتباه، وعند 24 شهرًا إذا كان لا يتكلم بجمل من كلمتين، أو إذا فقد قدرته على الكلام عند أي سن.