نبذة عن الطحالب
“حكاية الطحالب”
ربّما رأيت تجمع أخضر من الطحالب بالقرب من تسريب مياه أو مجرى مياه راكدة أو مكان رطب.
غالبًا تشعر بالاستياء تجاه ذلك المنظر، لكن هل فكرت ماهيتها وظروف تكونها وإن كانت مفيدة أم ضارة فقط؟
هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
ماهيّتها
هي مجموعة كبيرة من الكائنات ذاتية التغذية، تتراوح من كائنات دقيقة إلى متعددة الخلايا، ويمكن أن تكون في صورة ثالوس وحيد الخلية أو متعدد الخلايا.
الثالوس عبارة عن تركيب بسيط يفتقر الأنسجة المتخصصة كالنباتات الراقية، حيث لا يتحدد لساق، وجذر، وأوراق.
هل هي نباتات؟
تستطيع الطحالب القيام بعملية البناء الضوئي، حيث تحتوي على الكلوروفيل أو الكاروتينات (وذلك على حسب نوعها)، وبها تمتص الطاقة من ضوء الشمس، وثاني أكسيد الكربون من الهواء، بالإضافة للماء الموجود في محيط بيئتها.
أنواعها
الطحالب الخضراء:
عبارة عن مجموعة تتراوح بين كائنات وحيدة الخلية إلى متعددة الخلايا، وسبب التسمية لاحتوائها على الصبغات الأساسية التي تقوم بعملية البناء الضوئي مثل كلوروفيل (أ)، و(ب)، بالإضافة إلى الكاروتين.
2. الطحالب الخضراء المزرقة:
كائنات دقيقة ذاتية التغذية، وتنتج الأكسجين اللازم للكائنات الحية، كما أنها مصدر أساسي للنيتروجين.
تُستخدم بعض الأنواع كغذاء، والبعض الآخر يدخل في معالجة النفايات الصناعية والصرف.
تسمى أيضًا بالسيانو بكتيريا (Cyanobacteria).
3.الطحالب البنيّة:
مجموعة متنوعة من الكائنات الحية متعددة الخلايا التي توجد عادة في المواطن البحرية، ويعود لونها لوجود أصباغ الكاروتين من نوع الفوكسانثين (fucoxanthin).
تستخدم كمصدر تجاري في الأبحاث التطبيقية في مختلف المجالات ككائنات حية نموذجية ممتازة.
4.الطحالب الحمراء:
مجموعة كبيرة من النوع البحري متعددة الخلايا، بما في ذلك العديد من الأعشاب البحرية البارزة.
يعيش عدد قليل منها في المياه العذبة.
تفرز معظم الأنواع الحمراء كربونات الكالسيوم، وتؤدي دورًا رئيسيًا في بناء الشعاب المرجانية.
5. الطحالب الذهبية:
هي مجموعة كبيرة، معظمها موجودة في المياه العذبة.
تتميز بوجود صبغة الفوكسانثين (fucoxanthin) بكميات كبيرة، كما أن معظمها تحتوي على أسواط.
6.الدياتومات:
مجموعة واسعة الانتشار، توجد في المحيطات والمياه العذبة والتربة والأسطح الرطبة.
أضرارها
- تسبب أعراضًا كتهيّج البشرة ودوخة إلى الحمى والصداع. بل يصل التعرض على المدى الطويل إلى الإصابة بالسرطان وفشل الكبد.
- تهدد حياة الأطفال.
- تسمم مياه الشرب.
- تلوث هواء الاستنشاق.
- قد تدمّر النظام البيئي.
أنواع السموم الطحلبية:
تتعدد أنواع السموم الطحلبية، نذكر منها:
- حمض الدمويك (Domoic acid): من السموم العصبية التي تسبب فقدان الذاكرة للإنسان.
- ميكروسيتين (Microcystins): يسبب تلف الكبد في الإنسان والحيوان.
- حمض الأوكاديك ومشتقاته (okadaic acid and derivatives): يسبب الإسهال.
- ساكسيتوكسين (saxitoxins): قد يسبب الشلل.
التزهر الطحلبي (Algal blooms)
زيادة سريعة في نمو الطحالب بالنظام المائي، حيث تتراوح بين مئات وآلاف الخلايا لكل ملليلتر، وقد تصل لملايين الخلايا.
يمكنك ملاحظتها خلال ظهور لون أخضر أو بني مصفر أو أحمر.
قد تحدث نتيجة توافر بعض المغذيات، خاصة الفسفور، والنيتروجين.
مع زيادة عددها يموت آخرون، وبالتالي تكون مواد عضوية لتغذية البكتيريا التي تستخدم الأكسجين المذاب في الماء الذي ينقص، ونتيجة لذلك تموت الأسماك الموجودة بنفس البيئة.
وينتج عن تلك الزيادة الطحلبية تراكم السموم التي تؤثر على الجهاز العصبي تحديدًا.
ومع كل تلك الأضرار، قد يخطر ببالك أنها كائنات مزعجة دون فوائد، ولكن المفاجأة أن لها فوائد جمّة.
فوائدها
- إنتاجيتها كبيرة كوقود حيوي، حيث تخزن الطاقة على هيئة زيوت، وكربوهيدرات، وتتراوح من 2000 إلى 5000 جالون من الوقود الحيوي من الفدان خلال السنة.
- تستهلك غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الجو.
- تنقّي مياه الصرف الصحي من النفايات.
- تستخدم كسماد عضوي لأنها مخزن للنيتروجين.
- يمكن أن ينتج منها العديد من المنتجات المفيدة كالبلاستيك، والطعام، وحتى مستحضرات التجميل.
- مصدر هام جدًا لغاز الأكسجين (O2).
- قادرة على النمو في مجموعات متنوعة من المناخات.
- مصدر للطاقة، حيث يُنتج منها النفط.
من ذلك، يمكنك استنتاج أن الطحالب لها أضرار جسيمة على البيئة والإنسان، ولكن إذا تحكمنا في نموها وعدم تزهرها (بدراسة الأنواع المفيدة) يمكن الاستفادة منها بأقصى درجة واستخدامها كمصدر للطاقة المتجددة، كما أنها مصدر مهم جدًا للأسماك والكائنات البحرية الأخرى.
كتابة: ندى عبدالرحيم
تحرير: إسراء وصفي