الأحياء

تريد التنفس على المريخ؟ البكتيريا التي تعيش في البحر يمكن أن تجعل هذا ممكن

إذا لم نتمكن من اكتشاف طريقة للتنفس على المريخ، فما الفائدة من كل خطط الاستعمار؟ لذلك فلننسى بناء مستعمرات مريخية باردة، أو زراعة طعام أو حفر خنادق، ولنبحث عن طرق فعالة الحصول على مصدر ثابت للأكسجين اولا.

الآن، قد يكون لدينا أمل جديد في البحث عن إمدادات ثابتة من الأكسجين على الكوكب الأحمر وذلك عن طريق البكتيريا الزرقاء (cyanobacteria) إذ إن لهذه العائلة من البكتيريا القدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتفريغ الأكسجين في بعض بيئات الأرض الأكثر قساوة.

نشر فريق من الباحثين دراسة جديدة في مجلة “Science” تربط بين الكائنات الدقيقة وإمكانية الحياة البشرية على المريخ.
أتتذكر عملية البناء الضوئي؟ والتى من خلالها يقوم النبات والكائنات الحية الأخرى بتحويل ضوء الشمس إلى طاقة. تستخدم البكتيريا الزرقاء أيضًا عملية البناء الضوئي لإنتاج الطاقة، ولكنها قادرة على القيام بذلك في ظل ظروف من ضوء الشمس أقل بكثير مما تحتاجه نباتات الطماطم لتنمو. وقد وجد العلماء أن البكتيريا الزرقاء مزدهرة في أعمق الخنادق في المحيط.

ويعد الchlorophyll جزء أساسي من عملية البناء الضوئي، حيث تقوم معظم النباتات والكائنات الحية بتحويل الضوء المرئي إلى طاقة باستخدام chlorophyll-a. وقد وجد الباحثون أن البكتيريا الزرقاء تستخدم نوعًا خاصًا من الكلوروفيل، وهو chlorophyll-f لتحويل الضوء الأحمر “القريب من الأشعة تحت الحمراء إلى طاقة”. وهذه هي الطريقة التي يمكنهم بها العيش في بيئات منخفضة الإضاءة.

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة “Jennifer Morton” في بيان صحفي: “هذا العمل يعيد تحديد الحد الأدنى من الطاقة المطلوبة من الضوء من أجل إتمام عملية البناء الضوئي”. “قد يحدث هذا النوع من التمثيل الضوئي في حديقتك، تحت صخرة”.

النتيجة: أنه يمكننا إرسال البكتيريا الزرقاء إلى المريخ لإنتاج الأكسجين للمستعمرين في المستقبل، كما يشير الباحثون: “لقد وجدنا بالفعل كائنات حية تعيش في صحراء Mojave، والقارة القطبية الجنوبية، وحتى على السطح الخارجي لمحطة الفضاء الدولية (ISS)، لذلك يبدو أنها مجهزة بشكل جيد للنجاة من الظروف القاسية لجارتنا الكوكبية”. “هذا قد يبدو مثل الخيال العلمي، ولكن وكالات الفضاء والشركات الخاصة في جميع أنحاء العالم تحاول جاهدة لتحويل هذا التطلع إلى حقيقة في المستقبل غير البعيد”. وقد قال المؤلف المشارك في الدراسة “Elmars Krausz” في البيان الصحفي: “يمكن تسخير التمثيل الضوئي نظريا مع هذه الأنواع من الكائنات الحية لخلق الهواء للبشر على التنفس على سطح المريخ”.

الآن لدينا مصدر للأكسجين خارج الأرض، امض قدما وابدأ في بناء هذا الموطن المريخي فى أحلامك. قد لا تكون قادرًا على العيش فيه لمدة عقدين آخرين، ولكن على الأقل ستتمكن من التنفس بمجرد الانتقال.

المصدر 

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: أحمد علاء

تصميم: ميار محمد

تحرير: أحمد عبدالستار 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى