تقنية “CRISPR” بشكل جديد تقوم بإصلاح طفرة جينية في أجنة بشرية
قال باحثون صينيون إن تقنية “كريسبر” الجديدة قد تساعد البشر في التخلص من اضطراب يهدد حياتهم.
حيث يعاني ما يقدر بنحو 1 من 5000 شخص في جميع أنحاء العالم من متلازمة مارفان “Marfan Syndrome” وهو اضطراب وراثي يؤثر على النسيج الضام في الجسم، يمكن أن يسبب هذا الاضطراب مشاكل في جميع أنحاء الجسم، من القلب إلى العينين إلى الدماغ، وبعض هذه المشاكل يمكن أن تكون قاتلة.
حيث أنه إذا كان الشخص مصابًا بمتلازمة مارفان، فهناك احتمال لطفله أن يصاب بالمتلازمة بنسبة 50٪. ولكن وفقًا لدراسة جديدة نُشِرت في “Molecular Therapy”، فإن “كريسبر” قد تكون قادرة على تحسين تلك المشاكل.
فتقنية “كريسبر” شبيهة بالمقص أثناء العمل فتقوم بقص ولصق المادة الوراثية، وبالتالي تغير الوظائف، كما أنه يمكن أن يقوم الباحث باستخدام “كريسبر” لكي يستهدف موضعًا محددًا في الشفرة الوراثية للكائن الحي، ثم يقطع خيوط الحمض النووي، بعد ذلك يقوم بإدخال قطع جينة جديدة أو يسمح للجوانب بإصلاح نفسها.
ومن السيء في الأمر أن هناك أبحاثًا قد أظهرت أن قطع “DNA” التي تم قطعها في كلا الخيطين للحمض النووي، يمكن أن تنتج تعديلات غير مرغوبة وربما تسبب السرطان.
لكن الباحثين الصينيين لم يستخدموا تقنية “كريسبر” بالطريقة المعتادة، بل جربوا شيئًا يُسمَّى تعديل القاعدة “base editing”، وهي تقنية عرفها العلماء منذ عام 2016.
وفي هذه التقنية، يقوم نظام “كريسبر” بتغيير حرف “DNA” واحد إلى آخر (فمثلا تبديل A لـ G).
وقد أظهرت الدراسات السابقة أن تعديل القواعد يبدو أنه يسبب عددًا أقل من التعديلات غير المرغوب فيها مقارنةً بالطريقة التقليدية. لكنهم لم يكونوا متأكدين من أنها ستعمل على الحمض النووي البشري.
قرر الباحثون من الدراسة الحالية اختبار تعديل القاعدة على الطفرة التي تسبب متلازمة “مارفان”، ولتصحيح ذلك يجب تغيير G في جين “FBN1” إلى A.
ووفقًا للدراسة، فقد تمكن الباحثون من تصحيح الطفرة التي تسبب متلازمة مارفان في 18 جنينًا بشريا قابلًا للبقاء، وهي أجنة تم إنشاؤها عن طريق إخصاب بيضة بحيوان منوي، ويمكن للأطباء أن يزرعوها في امرأة للحث على الحمل.
وقال الباحث “Xingxu Huang” من جامعة “ShanghaiTech”: “بشكل عام، قدمت هذه الدراسة التجريبية دليلًا على الفرضية، وفتحت إمكانات العلاج الجيني القائم على تعديل القاعدة”، “ومع ذلك، لا يزال هناك طريق طويل لاستخدامه في عمليات التلقيح الاصطناعي(IVF)”.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: أحمد علاء
تحرير: اسلام حمدي
تصميم: عمر حسن