البيئة والطاقة

أخيرًا تم حل لغز أسطورة انفجار بركان ثيرا اليوناني!

منذ حوالي ألف عام قبل الميلاد انفجر بركان ثيرا “Thera” – يعد هو اكبر انفجار بركاني في التاريخ – وكان هذا في جزيرة سانتوريني “Santorini” اليوناينة، ولم تقتصر أثاره المُدمرة علي دفن مستوطنة مينوا المجاورة فقط بل ازدادت لتصل إلي تركيا ومصر القديمة؛ ومع كل هذا لم يكن الأمر بالسهل لتحديد تاريخ دقيق لهذا الحدث، لذلك لجأ العلماء إلي تقنية تحليل الكربون المشع لحلقات الأشجار الباقية إلي الآن، حيث كان الفريق العلمي من جامعة اريزونا “Arizona”، بقيادة شارلوت بيرسون “Charlot pearson” الذي حلل تقريبًا حوالي 285 عينة شجرة بين 1700 و 1500 قبل الميلاد، لكن كانت المفاجأة أن تلك الاشجار لم تنبت في مينوا أو حتي البحر الأبيض المتوسط، بل كانت هناك حوالي 200 عينة من أشجار الصنوبر طويلة العمر التي نمت في ولاية نيفادا وكاليفورنيا، أما ال 85 المتبقية كانت من أشجار البلوط من أيرلندا.

كل هذة الأنواع من الأشجار هي مصادر ممتازة لدراسة الماضي، وذلك لأن الأشجار أثناء نموها تنمو لها حلقة في جذعها كل عام، ويتكون الكربون المشع لكل حلقة بطريقة منفصلة؛ وقالت بيرسون: “أن كل حلقة هي عبارة عن كبسولة بها كربون مشع فى السنة، لذا يمكننا القول أنها تكونت قبل 1600 عام قبل الميلاد، وذلك استنادًا إلي كمية الكربون المشع وذلك هو الجزء الأول من البحث، أما الجزء الثاني فيعتمد علي دراسة الحجم الفعلي للحلقات نفسها.”

وثوران بركان ثيرا كان هائلًا، فقد دفن مستوطنة مينوا تحت طبقة من الرماد على عمق 40 مترًا-130 قدمًا-، وأطلق دخانًا كثيفًا ومواد عالية في الجو مثل ما حدث عند اندلاع بركان “Eyjafjallajökull” في عام 2010، حيث دخلت السحب السميكة من الرماد الذي وصل إلى الغلاف الجوي، مما عطل السفر الجوي في جميع أنحاء أوروبا لأسابيع؛ ومن المحتمل أن يكون انفجار بركاني كبير مثل بركان ثيرا قد تسبب في تأثير تبريد مؤقت، حيث أن جزيئات الرماد الصغيرة منعت ضوء الشمس، وهذة الغيوم يمكن أن تبقى في الغلاف الجوي لأشهر، وبالإضافة إلى ذلك إذا كان البركان ينبعث منه ثاني أكسيد الكبريت، فإن هذا قد يصل إلى طبقة الستراتوسفير، مع اندماج جسيمات الماء لتشكيل سحب حمض الكبريتيك الذي يمنع أيضًا الإشعاع الشمسي!

إذا وصل هذا التبريد إلى كل من أيرلندا والولايات المتحدة، فسيكون الدليل واضحًا في حلقات الأشجار وكان كذلك، خلال السنوات الباردة، يُنتج كلا النوعين من الأشجار حلقة أرق، وقد وجد الباحثون أربع حلقات ضيقة بشكل استثنائي خلال الإطار الزمني الذي قد يشير إلى انفجار بركاني هائل؛ وأضاف أحد الباحثين وهو أخصائي علم الانثروبولوجيا جريجوري هودجينز “George Hodgens” من جامعة أريزونا أن “هذا البحث يدور حول بركان ثيرا، لكن في الحقيقة الآثار المترتبة عليه عميقة بالنسبة لأي شخص يستخدم التأريخ بالكربون المشع في أنحاء العالم في هذه الفترة الزمنية.”

المصدر 

 

كتابة: حازم محمود

مراجعة: آلاء عمارة 

تصميم: عمر حسن 

تحرير: سارة أبو زيادة 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى