أشارت إحدى الدراسات إلى أنه يموت كل عام حوالي 23000 أمريكي إثر الإصابة بإحدى الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، لكن الخطير في الأمر أن تلك الجراثيم تتطور بسرعة كبيرة، ولا يوجد طرق من العلاجات المتاحة تقضي عليها.
ومن أخطر الفطريات المقاومة للأدوية «Candida auris»، والتي وُجدت لأول مرة في عام 2009م، في إفرازات الأذن لأحد المرضى في اليابان، ثم انتشر في العديد من البلدان الأخرى منها الولايات المتحدة وكولومبيا والهند وكوريا الجنوبية.
في أغسطس عام 2016م، تم الإبلاغ عن الحالات السبع الأولى في الولايات المتحدة.
في مايو عام 2017م، تم الإبلاغ عن 77 حالة في نيويورك ونيوجيرسي وإلينوي وإنديانا وميريلاند وماساتشوستس وأوكلاهوما.
وقد وجدوا أن العدوى انتشرت لحوالي 45 شخصًا ممن هم على اتصال بهذه الحالات ال 77.
وفي فبراير 2019، تم الإبلاغ عن وجود 587 حالة مؤكدة من الإصابة في الولايات المتحدة وحدها.
وغالبا ما تصيب «C. auris» الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو الذين يعانون من أمراض خطيرة.
وفي المملكة المتحدة، تم إغلاق وحدة العناية المركزة بسبب وجود 72 شخصًا تمت إصابتهم بالعدوى، وفي إسبانيا تم العثور على 372 مريضًا يعانون من الفطريات، توفى حوالي 41% من مرضى المستشفيات الإسبانية المصابين خلال 30 يومًا من تشخيص المرض، إنه أمر يدعو للقلق، أليس كذلك؟
ومن المرعب في الأمر أن هذا النوع من الفطريات غير قابل للعلاج، فهو مقاوم لأي مضاد حيوي أو أي علاج، وعادة ما يموت الأشخاص الذين يُصابون بهذه الفطريات، بعد فترة قصيرة من الإصابة، إنه من الممكن إيقاف معظم الإصابات الفطرية والبكتيرية باستخدام العلاج، ولكن مع الفطريات والبكتيريا المقاومة للأدوية، فالأمر مختلف؛ فهذه الكائنات تتطور جيناتها بسرعة كبيرة، بحيث أن العلاج المستخدم لاستهدافها غير فعال ويسمح بانتشار المرض الخطير.
وهناك مشكلة عامة خاصة بالأمراض المقاومة للعلاج، حيث أن العديد من الأشخاص الذين يحملون أمراضًا مقاومة للعقاقير لا يظهرون من بين كل 10 أشخاص، فإن هناك شخصًا واحدًا يحمل مرضًا مقاومًا للأدوية، لذلك توخى الحذر يا صديقي، فقد تكون حاملًا لإحدى هذه الأمراض، وأنت تقرأ هذا المقال دون علمك!
ووجد أن هذه الأمراض قد يصعب تشخيصها، والطريقة الأدق لتشخيصها من خلال المعامل، ويعتقد بعض الخبراء أن اعتمادنا المفرط على المبيدات الحشرية والأدوية يخلق سلالات كبيرة، حيث أن الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية وغيرها من العلاجات المضادة للفطريات تسبب في ظهور C.auris في مواقع مختلفة في نفس الوقت تقريبًا.
في عام 2013، أبلغ الباحثون عن فطر آخر مقاوم للأدوية يسمى «Aspergillus» ولاحظوا وجوده في أماكن تم استخدام مبيد للآفات فيها يستهدف تلك الفطريات.
مع استمرار استخدام المبيدات الحشرية ومضادات الفطريات والمضادات الحيوية بكثافة في المحاصيل والماشية، فمن الممكن للفطريات والبكتيريا التي يتم استهدافها أن تتطور للبقاء على قيد الحياة بالرغم من العلاج.
وإلى أن يتمكن الباحثون من تحديد سبب هذه الأمراض المقاومة للعقاقير، فإن المنظمات الصحية تحث الأشخاص على استخدام الصابون ومعقم الأيدي قبل وبعد لمس أي مريض، والإبلاغ عن الحالات إلى إدارات الصحة العامة على الفور.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: ميار محسن
تحرير: زينب أحمد
تصميم: عمر حسن
