الفلسفة

المغالطات المنطقية

مغالطة المقامر «gambling fallacy»

الاعتقاد الواهم أن الماضي سيؤثر على الحاضر سواء بالسلب أو الإيجاب.

مثال:
-حسام قد غاب عن الحضور ليومين على التوالي
=سيحضر غدًا
-لماذا؟
=لأن دائمًا فترة غيابه تكون 3 أيام

مثال آخر:
-سيخسر فريق برشلونة اليوم
=لماذا؟
-لأنه خسر في دور الثمانية للبطولة 3 مرات على التوالي

في الأمثلة السابقة ظن المتحدث أن تكرار حدوث الفعل قديمًا سيجعله يتغير كما في المثال الأول أو يتكرر كما في المثال الثاني.

مغالطة المظهر فوق الجوهر «style over substance»
الاهتمام والانشغال بالأسلوب بدلًا من النظر في المعطيات نفسها

مثال:
-الجذر التربيعي لتسعة هو موجب أو سالب 3 أيها الغبي الذي لا يفقه شيء في الرياضيات
=بل هو موجب 3 فقط وكف عن الفظاظة لو سمحت.
في المثال السابق:
الصواب هو كلام الشخص الأول بالرغم من تطاول لسانه ولكن في المنطق لا نلتفت إلى الأسلوب بل نلتفت لما هو صحيح وما هو خاطئ.

 

مغالطة ذنب بالتبعية «guilt by association»

لا أحب سامي؛ إذن كلام سامي خطأ

مثال:
رامي يدعو إلى احترام الحقوق المدنية
الملحدون يدعون إلى احترام الحقوق المدنية؛
إذن رامي ملحد وبالتالي لا يجب أخذ كلامه على محمل الجد

مثال آخر:
كان هتلر نباتيًا
إذن، أن تكون نباتيًا هو شيء سيء للغاية.

لن أقوم بتأييد سلمى في الانتخابات
أعلم أنها ناجحة ولكن منة ومروة يؤيدانها وأنا لا أحبهما
في الأمثلة السابقة، لاحظ أن الشخص لا يفعل أو يقتنع بالفعل فقط لأنه لا يحب الأشخاص بغض النظر عن المحتوى نفسه.

 

مغالطة الشخصنة «argumentum ad hominem»

حقيبتك رديئة؛ إذن ما بداخلها رديء مثلها

مثال (1)
كيف تقف بجانب دعوة حسام إلى رفع معدل الأجور للعاملين؟
ألا تعلم أن حسام يشرب الخمر؟

مثال (2)
بالتأكيد أنت لا تحب هذا القرار فأنت شخص متشدد دينيًا
مثال (3)
كيف استمع إلى كلام الطبيب بأن أقلع عن التدخين إذا كان الطبيب نفسه مدخن!

في المثال الأول:
نجد أن الشخص غير مؤيد لحسام لأن حسام إنسان غير جيد بالنسبة له بغض النظر عما يدعو إليه حسام وهذه تندرج تحت السب أو القدح الشخصي، والمغالطة ليست في السب الشخصي ولكن في اللجوء إليها كسبب للرفض.
وهناك أوقات معينة لا يتم اعتبار السب الشخصي ضرورة. فمثلًا؛ إذا أردت أن تعين حارسًا للعمارة بالتأكيد لن تجلب سكير.

في المثال الثاني:
هذا المثال يندرج تحت الظروف الشخصية، فالشخص بنى منطق رفض الطرف الآخر فقط لأنه رآه متشددًا بغض النظر عن سبب الرفض أصلًا.

في المثال الثالث:
تصرف الشخص من منطلق وأنت كذلك فأنا لا أقبل كلامك إذا كان سلوكك العام غير صحيح فلن استمع إلى نصائح طبيب يُدخن ولن أنقص وزني إذا أخبرني بهذا طبيب بدين.

 

مغالطة الاحتكام إلى الجهل «appeal to ignorance»

غياب الدليل هو الدليل

مثال:
-القمر محشو بالكراميل من الداخل
=كيف هذا؟ كلامك مستحيل
لا يوجد أحد أخبرني بعكس هذا إلى الآن؛ إذن أنا على صواب

مثال آخر:
-كم عدد النجوم في السماء؟
=21 مليونًا و592 ألفًا و259 نجمة
-كيف قمت بعدهم؟ هذا مستحيل!
=إذن حاول عدهم وبرهن أني على خطأ، وطالما لن تقدر فأنا على صواب.

في المثال السابق، أقام المتحدث حجته بدون أن يقدم دليلًا ونقل عبء إحضار الدليل على الشخص الآخر، وبذلك برهن على صحة كلامه من خلال عدم وجود دليل على خطأه.

نرى هذه المغالطة أكثر في حياتنا اليومية في الإتهامات المباشرة، فيتهم أحدهم الآخر ويقول له “أنت قتلت المجني عليه” فيرد المتهم ويخبره “لا لم أقتله” عندها يخبره المحقق “إذن برهن لي”.
فالأمر مُربك بحق، فالمحقق هو من يجب عليه أن يخبره بالبرهان لا المتهم! إلا أنه ومن العجيب أن الإحتكام إلى الجهل أحيانًا يصبح أمرًا مطلوبًا في حياتنا اليومية، ولكن لهذا مقال آخر.

والآن فكر في نوع تلك المغالطة:
لا تقرأ المقال القادم، فمن سيكتبه أحمق كبير!

المصادر 1 2 3 

 

كتابة: مصطفى طنطاوي

مراجعة: أميرة يحيى

تحرير: زينب أحمد 

تصميم: عمر حسن

اظهر المزيد

مصطفى طنطاوي

مسئول قسم علم النفس والفلسفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى