تُعد الميتوكوندريا من أهم العضيات الموجودة داخل الخلايا، وتستخدم الأكسجين الداخل للخلايا لتكسير السكريات وتوليد الطاقة الضرورية لعمل الخلية. كما أنها تصنع البروتينات المهمة، مثل بروتين الحديد والكبريت “Iron-Sulphur proteins”، والتي تلعب دورًا مهمًا في عملية الأيض للحمض النووي “DNA”، مثل مضاعفة وإصلاح نواة الحمض النووي.
للميتوكوندريا جينوم خاص بها، والذي يحمل المعلومات الوراثية الخاصة بها، وفقدان هذه المعلومات يُؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل، منها خلل في أيض الخلية، نقص قدرة الميتوكوندريا على توليد الطاقة اللازمة للخلايا، وتوليد المزيد من شقوق الأكسجين الحرة التي تهاجم المواد الوراثية أو تُسبب خللًا في بروتين الحديد والكبريت.
كل ذلك يجعل الخلايا تُؤدي عملها بشكلٍ غير صحيح وتكون النهاية موت الخلية.
كشف الباحثون عن الـ “Degradasome”، وهو مركب من بروتينين وظيفتهما إزالة الـ”RNA” الذي يتم إنتاجه داخل الميتوكوندريا وبه خلل؛ وهذا يُفسر ضرورة وجوده للحفاظ على سلامة جينوم الميتوكوندريا.
في حالة عدم نشاط البروتينات”Degradasome”، فإن الـ”RNA” يتراكم في الميتوكوندريا ويُشكل مركبات غير طبيعية تُسمى”DNA-RNA hybrids”، والتي تكون ضارة لأنه عندما يتم العثور عليها بشكلٍ زائد وتُعيق تضاعف الحمض النووي للميتوكوندريا. نتيجةً لذلك، عندما تنقسم الخلايا، فإنها تفقد الحمض النووي الخاص بالميتوكوندريا، مما يُؤدي إلى تعريض وظيفة الميتوكوندريا والخلية للخطر.
كشف مجموعة من الباحثين عن أهمية إزالة أي منتجات قد حدث بها خلل، والتي قد تكون تراكمت في الميتوكوندريا؛ حيث أن وجودها يُسبب حدوث حالة من عدم استقرار الميتوكوندريا وفقدان المعلومات الموجودة بجينوم الميتوكوندريا. يُمكن أن تساهم هذه الدراسة في إيجاد طرق جديدة لفهم الأساس الجزيئي لبعض الأمراض البشرية التي تنجم عن ضعف أداء الميتوكوندريا، وبهذه الطريقة يُمكننا تطوير علاجات ضد هذه الأمراض. فعندما يقضي الـ”Degradasome” على الـ”RNA” الذي به خلل، فإن ذلك يسمح بانتشار ميتوكوندريا صحية في الخلايا؛ وبالتالي منع أمراض الميتوكوندريا الممكنة.
كتابة: الاء عمارة
مراجعة: احمد علاء
تصميم: عمر حسن
تحرير: هدير رمضان
