الأحياء

بكتيريا آكلة للحوم البشر!

لعل عنوان المقال قد جذبك وأثار بداخلك حالة من الخوف، فكثيرًا ما سمعنا عن آكلي لحوم البشر، قد لا يكونوا بشرًا فقط، لكن هناك حيوانات تأكل اللحم البشري! لكن الغريب فى الأمر أن يقوم بذلك كائن دقيق لا يُرى بالعين المجردة، وهو يمثل مجموعة من البكتيريا العقدية (أ) «group A Streptococcus»، إن ذلك الصغير الذي يتسلل بداخلك دون أن تدري ويأكل لحمك ويتلذذ به ينتمي لهذه المجموعة، ويسبب عدوى خطيرة يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأطراف وقد تصل النهاية للموت.

غالبًا ما تتواجد هذه البكتيريا في الأنسجة العضلية، حيث تستطيع النمو هناك، وذلك لتوفر البروتينات الناقلة، والتي تقوم بتغذية البكتيريا، مما يعزز نمو الميكروبات وبقائها على قيد الحياة.

يعرف مرض البكتيريا آكلة لحوم البشر أيضًا بالتهاب اللفافة الناخر «necrotizing fasciitis»، أو التهاب العضلات الناخر «necrotizing myositis»، ويمثل التهاب اللفافة الناخر، العدوى في اللفافة، وهو نوع من النسيج الضام، ويشير التهاب العضلات الناخر إلى الالتهابات في العضلات، وهذه العدوى نادرة ولكنها مميتة، مما يتسبب في وفاة ما يصل إلى ثلث المرضى الذين يصابون بهذا المرض.

بدأ العلماء في توجيه اهتمامهم لتحديد أى الجينات الموجودة في جينوم البكتيريا تُساهم أكثر في التعبير عن هذا المرض، وذلك بعد ما وجدوا أن أسباب حدوث هذا المرض مبهم، إذ أنهم قاموا باستخدام تقنية تقوم بتعطيل جينات البكتيريا بالتدريج، ووجدوا أنه من حوالي 1800 جين، فإن هناك 72 جين يساعدوا على بقاء البكتيريا في حالة التهاب العضلات الناخر، ووجدوا أنه أكثر من 25% من هذه الجينات كان لبروتينات النقل، والتي تساعد على نقل الجزيئات داخل وخارج الخلية، والتي تساعد البكتيريا في الحصول على المواد المغذية والتخلص من السموم.

وتختلف الجينات والبروتينات التي تستخدمها البكتيريا لتعيش في أماكن معينة من الجسم، فعلى سبيل المثال، الجينات التي تستخدمها البكتيريا للبقاء على قيد الحياة في الأشخاص الذين يعانون من الحلق العصبي تختلف عن تلك التي تُستخدم للعدوى في العضلات، من الممكن أن يتم تطوير الأدوية التي تثبط هذه البروتينات الناقلة مما يؤدي إلى اكتشاف علاج أفضل.

استخدم الباحثون نموذجًا للعدوى بالتهاب العضلي الناخر في القرود، لكن عندما اختبروا أنسجة بشرية لمريض مصاب بعدوى أكل اللحم، حددوا ستة جينات رئيسية في نموذج القرد قد تم تنشيطها أيضًا في المرض البشري، وهذا يشير إلى أن النتائج لها آثار على البشر أيضًا.

 

المصدر

 

كتابة: الاء عمارة

مراجعة: احمد علاء

تصميم: عمر حسن

تحرير: زينب احمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى