الهرمونات.. وسيلة للقضاء على شبح السرطان!
هل سمعتم من قبل عن العلاج الهرموني؟ وفيم يستخدم؟ وما علاقته بالسرطان؟
قبل أن نتكلم عن العلاج الهرموني، لا بد أن نعرف أولًا ما هى الهرمونات ومنشأها.
الهرمونات هي مواد كيميائية تنتجها الأعضاء بشكل طبيعي في نظام الغدد الصماء في الجسم كالبنكرياس، والغدة النخامية، والغدة الدرقية، والغدد الكظرية. تنتقل هذه المواد الكيميائية في جميع أنحاء الجسم من خلال مجرى الدم، مما يساعد على تنفيذ الوظائف المختلفة للأعضاء المختلفة في الجسم. تنظم الهرمونات كل خلية في الجسم تقريبًا. وهذه بعض الأمثلة على الهرمونات: الإستروجين، التستوستيرون، الأنسولين، هرمون الغدة الدرقية، الكورتيزول، والإبينفرين.
وهذه أيضًا أمثلة لبعض الغدد وإفرازاتها للهرمونات:
- المبايض (ovaries) والتي تنتج الهرمونات الأنثوية الإستروجين والبروجسترون (Estrogen and Progesterone)، التي تشارك في عملية التكاثر.
- الخصيتين (testicles) تنتج الذكور هرمون التستوستيرون (testosterone)، ودوره المشاركة في الإنجاب.
- الغدة النخامية (pituitary gland) وتنتج:
١) هرمون (LH)، الذي يحفز الخصيتين والمبيضين.
٢) هرمون (ACTH)، الذي يحفز الغدد الكظرية.
٣) هرمون (FSH)، الذي يحفز المبيض والخصيتين.
٤) هرمون(TSH)، الذي يحفز الغدة الدرقية. - البنكرياس، الذي ينتج الجلوكاجون Glucagon، الذي يرفع من مستوى السكر في الدم، والإنسولين Insulin، مما يقلل من مستوى السكر في الدم.
- الغدد الكظرية (Adrenal glands).
وبعد أن تعرفنا على ماهية الهرمونات، وكذلك أنواعها؛ سوف نتطرق إلى العلاج الهرموني وما هو العلاج الهرموني؟
العلاج الهرموني
العلاج الهرموني هو علاج يضيف أو يمنع أو يزيل الهرمونات؛ لإبطاء أو إيقاف نمو الخلايا السرطانية، التي تحتاج إلى هرمونات للنمو. وللعلاج الهرموني مسميات عديدة، منها ما يعرف بالعلاج بالانسحاب الهرموني، أو التلاعب بالهرمونات، أو علاج الغدد الصماء.
يمكن استخدام العلاج الهرموني وحده كعلاج رئيسي أو مع علاجات أخرى. يمكن استخدامه قبل الجراحة؛ لتقليص الورم وتسهيل إزالته، أو قبل العلاج الإشعاعي، لتقليص الورم، بحيث يمكن إعطاء الإشعاع لمنطقة أصغر. يمكن إعطاء العلاج الهرموني، بالإضافة إلى العلاجات الرئيسية، مثل الجراحة، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، لتقليل خطر عودة السرطان (التكرار).
والسؤال هنا هو.. كيف يتم العلاج الهرموني؟
العلاج الهرموني يعمل على تغيير مستويات الهرمونات في الجسم، ويمكن تغيير مستويات الهرمونات عن طريق:
1. إزالة الغدة أو العضو الذي يصنع الهرمون.
2. إعطاء الإشعاع للغدة أو العضو لتدمير الخلايا المنتجة للهرمونات.
3. تناول الهرمونات أو الأدوية الأخرى التي تتداخل مع أو تمنع إنتاج الهرمون (وهذه الطريقة تُسمى العلاج الدوائي الهرموني).
أنواع العلاج الهرموني
هناك عدة أنواع من العلاج الهرموني الذي يغير مستويات الهرمونات في الجسم. يُعطى العلاج الهرموني عادة مع العلاجات الأخرى. يعتمد نوع العلاج الهرموني المستخدم على عدد من العوامل، بما في ذلك نوع السرطان الذي يصيب الإنسان.
وأنواع العلاج الهرموني هي:
1) الجراحة:
تزيل الجراحة الغدد أو الأعضاء، لمنعها من إنتاج الهرمونات، أو العمل ضد هرمون في الجسم. ومثال على ذلك:
• تؤدي إزالة المبيضين (تسمى استئصال المبيض) إلى خفض مستوى هرمون الإستروجين في الجسم، ويمكن استخدامه لعلاج سرطان الثدي.
• تؤدي إزالة الخصيتين (تسمى استئصال الخصية) إلى خفض مستوى هرمون التستوستيرون في الجسم، ويمكن استخدامه لعلاج سرطان البروستاتا.
2) العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي يدمر أو يضر الأنسجة المنتجة للهرمونات، لوقف إنتاج الهرمون. في العلاج الإشعاعي، يهدف الإشعاع إلى الغدد أو الأعضاء المنتجة للهرمونات، لتدمير الخلايا التي تنتج الهرمونات. على سبيل المثال، يمكن توجيه الإشعاع إلى المبيضين، لمنعهم من إنتاج الإستروجين. وهو عادة ما يتم إعطاؤه كعلاج إشعاعي خارجي.
ولكن، كيف يُؤخذ العلاج الهرموني؟
يمكن إعطاء العلاج الهرموني بعدة طرق:
1) الأدوية الفموية، حيث تؤخذ بعض العلاجات عن طريق الفم.
2) الحقن، يتم إعطاء بعض العلاجات عن طريق الحقن تحت الجلد، أو في العضلات (الحقن العضلي).
3) التدخل الجراحي، على سبيل المثال، إزالة المبيضين عند النساء، أو الخصيتين عند الرجال، يؤدي إلى انخفاض إنتاج بعض الهرمونات.
وللعلاج الهرموني جوانب كثيرة، وما زالت الدراسة عليه مستمرة، فهو ثروة كبيرة فى مجال الطب ومواجهة السرطان والقضاء عليه، لذلك سوف نتكلم عن العلاج الدوائي الهرموني.
العلاج الدوائي الهرموني
تتداخل بعض الأدوية مع الخلايا المنتجة للهرمونات، لذا؛ لا يمكنها إنتاج الهرمونات. تعمل أدوية أخرى ضد هرمون أو تأثيرات هرمون في الجسم.
الخلايا السرطانية التي تعتمد على الهرمونات لها مستقبلات على أسطحه (والمستقبلات هي مواقع تلتصق فيها الهرمونات بالخلايا السرطانية وتطلب منها أن تنمو).
يمكن اختبار عينة من الورم، لمعرفة نوع مستقبلات الهرمون على سطح الخلايا السرطانية وكمية المستقبلات (مستوى مستقبلات الهرمون). بشكل عام، كلما ارتفع مستوى مستقبلات الهرمونات، زاد استجابة الورم للعلاج الهرموني.
تُستخدم هرمونات الستيروئيدات القشرية، لعلاج السرطانات مثل: سرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الدم، والورم النقوي المتعدد. والتي غالبًا ما يتم دمجها مع أدوية العلاج الكيميائي، لزيادة فعاليتها.
ببريدنيزو، وديكساميثازون (Decadron, Dexasone)، وهيدروكورتيزون، وميثيل بريدنيزون Medrol) هي أنواع من أدوية الكورتيكوستيرويد.
كتابة: زهرة عابدين
مراجعة: ندي عبد الرحيم
تحرير: إسراء وصفي