أسبوع في الظلام يجدد شبكات خلايا الدماغ ويغير السمع لدى الفئران البالغة!
اكتشف العلماء أن حرمان الفئران البالغة من الرؤية يمكن أن يزيد من حساسية الخلايا العصبية الفردية في ذلك الجزء من الدماغ المخصص للسمع. حيث كشفت دراسة جديدة لعلماء الأحياء في جامعة ماريلاند أن الحرمان من البصر يغير الطريقة التي تتفاعل بها خلايا الدماغ مع بعضها البعض، ويتم استبدال الشبكات العصبية وتتحول حساسية الفئران إلى ترددات مختلفة. وتم نشر البحث في عدد 11 نوفمبر لسنة 2019 من مجلة eNeuro.
صرح باترك كانولد “Patric Kanold” أستاذ علم الأحياء بجامعة ماريلاند UMD وكبير مؤلفي الدراسة: “تعزز هذه الدراسة ما نتعلمه حول كيف يمكن للتلاعب بالرؤية أن يكون له تأثير كبير على قدرة الحيوان على السمع بعد فترة طويلة من التعلم السمعي”.
كان يُعتقد ذات مرة أن المناطق الحسية للدماغ لم تكن قابلة للتكيف بعد فترة حرجة في الطفولة، وهذا هو السبب في أن الأطفال يتعلمون اللغات بسهولة أكبر من البالغين. وأثبت بحث كانولد الأسبق عدم صحة هذه الفكرة من خلال إظهار أن حرمان الفئران البالغة من الرؤية لفترة قصيرة زاد من حساسية الخلايا العصبية الفردية في القشرة السمعية المخصصة للسمع.
حسناً، تتوسع الدراسة الحالية في هذا العمل السابق، حيث قام كانولد وفريقه بالتحقيق في كيفية تأثير التعرض للظلام على الطريقة التي تعمل بها مجموعات من الخلايا العصبية في القشرة السمعية معًا استجابةً لصوت معين -أي من الخلايا العصبية مرتبطة وأيهم تنطلق بقوة أكبر أو أيهما أسرع-. فوضع الباحثون الفئران البالغة في مكان مظلم لمدة أسبوع، ثم أطلقوا 17 نغمة مختلفة أثناء قياس نشاط الدماغ في القشرة السمعية. استنادًا على عملهم السابق، توقع كانولد وفريقه رؤية تغيرات في الشبكة العصبية، لكنهم فوجئوا عندما وجدوا أن مجموعات من الخلايا العصبية تغيرت بطرق مختلفة.
من المعروف أن العقول الصغيرة تقوم بربط الخلايا العصبية وفقًا للأصوات التي يسمعونها بشكل متكرر، وتخصيص مناطق من القشرة السمعية لترددات معينة بناءً على ما اعتادوا على سماعه. كما وجد الباحثون في الفئران البالغة، أن أسبوع في الظلام أعاد ترتيب المساحة على ترددات مختلفة. كما أنه في مناطق القشرة السمعية التي فحصوها، رأى الباحثون وجود زيادة في نسبة الخلايا العصبية التي كانت حساسة للترددات العالية والمنخفضة، وتناقص في نسبة الخلايا العصبية التي كانت حساسة للترددات متوسطة المدى.
وذكر كانولد: “لا نعرف لماذا نرى هذه الأنماط!”. “نتوقع أن يكون الأمر متعلقًا بما تهتم به الفئران أثناء وجودها في الظلام، ربما يهتمون بالضوضاء الصادرة عن الفئران الأخرى، أو يهتمون أكثر بخطوات الأقدام التي يصنعونها”.
كما صرح كانولد أن خطواته التالية تشمل التلاعب بالأصوات التي تتعرض لها الفئران في التجربة خلال وجودها في الظلام ومراقبة نشاط الدماغ وكل ذلك لتحديد أي الأصوات التي تستمع لها الفئران، وسيساعد ذلك الباحثين على فهم دور التركيز والانتباه في تشجيع التغيير على الخلايا العصبية السمعية. قد تكون هذه المعلومات مفيدة للغاية في مساعدة الأشخاص على التكيف مع زراعة القوقعة أو أجهزة السمع.
كتابة: مصطفى احمد مصطفى
مراجعة: ميار محسن
تصميم: احمد عبدالوهاب
تحرير: اسراء وصفى