كيف يمكن أن تعيش ولا تصحبك أمراض الشيخوخة؟
يقول الدكتور “جورج كاستيلو تشيوان – Jorge Castillo Quan”، الباحث في معهد (UCL) للشيخوخة الصحية، قبل الانتقال إلى مركز “جوسلين للسكري – Joslin Diabetes” بكلية الطب، جامعة هارفارد: “مع زيادة متوسط العمر، نشهد زيادة في الأمراض المرتبطة بالعمر. لذلك، هناك حاجة ملحة لإيجاد طرق لتحسين الصحة في الشيخوخة”.
وجد الباحثون من خلال دراسة ذباب الفاكهة أن عمرها يزيد بسرعة عن الأشخاص، ووجدوا أن الدواء المركب -الذي يستهدف العمليات الخلوية المختلفة- قد يكون علاجًا يُستخدم كوسيلة فعالة لإبطاء عملية الشيخوخة.
توصل الباحثون في دراستهم السابقة على أن (الليثيوم – Lithium)، (الترامتينيب – Trametinib)، و(الراباميسين – rapamycin) يمكن أن يطيلوا عمر (ذبابة الفاكهة). تعمل الأدوية الثلاثة على بروتينات مختلفة من شبكة استشعار المغذيات لإبطاء عملية الشيخوخة، وتأخير ظهور الوفيات المرتبطة بالعمر، ويتم حفظها عبر التطور من الديدان والذباب إلى البشر.
لإثبات هذه النظرية، قام الباحثون بحقن ذباب الفاكهة بجرعات من (الليثيوم)، (الترامتينيب)، و(الراباميسين) بشكل منفصل على مجموعة منهم، وفي توليفة على مجموعة أخرى. وعندما تم حقن عقار واحد، مُدِّد عمر ذبابة الفاكهة بمعدل 11%. وعند إقران عقارين، مُدِّد عمرها تقريبًا 30%. في حين عندما تم الجمع بين العقاقير الثلاثة، عاشت ذبابة الفاكهة مدة أطول بنسبة 48% من الذباب الذي لم يحصل على العلاج.
وقال الدكتور “جورج”: “لقد حققت الدراسات السابقة على ذباب الفاكهة امتدادات عمرية تتراوح بين 5-20%. لذلك؛ وجدنا أنه من اللافت للنظر أن هذه التركيبة الدوائية مكنتهم من العيش مدة أطول بنسبة 48%”.
لكن هذا لا يعنى أن لهذه العقاقير فوائد فقط دون ضرر. بالعكس، فعقار (الراباميسين) له آثار غير مرغوب فيها على أيض الدهون، والتي يمكن أن تكون مشابهة لمقاومة (الإنسولين) لدى الناس، وهذا ما اكتشفه الباحثون عند العمل على كل عقار منفصل عن الآخر. ولكن يبدو أن (الليثيوم) يلغي هذا التأثير؛ حيث أنه عند إعطاء الدوائين معًا، تقل الآثار الجانبية.
سيواصل الباحثون أبحاثهم لفهم كيفية عمل العقاقير بشكل أفضل مع بعضها البعض، ويأملون في التقدم إلى تجارب الحيوانات الأكثر تعقيدًا مثل الفئران؛ لقياس التأثيرات على الجسم بأكمله، قبل التقدم في النهاية إلى التجارب على البشر.
تقول البروفيسورة “ليندا بارتريدج – Linda Partridge”، الباحثة الرئيسية في معهد (UCL) للشيخوخة الصحية، ومعهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة: “هناك مجموعة متزايدة من الأدلة تدل على أن (البوليبيلات) -الحبوب التي تجمع بين جرعات منخفضة من المنتجات الصيدلانية المتعددة- يمكن أن تكون فعالة، كدواء للوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر، نظرًا إلى الطبيعة المعقدة للشيخوخة. ولكن هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن نتمكن من طرح علاجات فعالة”.
وقد أكدت -أيضاً- أن مجموعاتها البحثية تعمل على فهم آلية عمل الشيخوخة؛ من أجل إيجاد طرق لمساعدة الناس على البقاء بصحة جيدة لفترة أطول. وقالت: “نحن لا نحاول خداع الموت، لكن نساعد الناس على أن يكونوا أصحاء، وخالين من الأمراض في سنواتهم الأخيرة”.
كتابة: امنية نبيل
مراجعة: نرمين خالد
تحرير: زياد محمد
تصميم: احمد محمد